kayhan.ir

رمز الخبر: 8667
تأريخ النشر : 2014October18 - 21:52

طهران وبغداد وتحكيم البنيان!!

مهدي منصوري

بفضل سياسة الجمهورية الاسلامية الحكيمة القائمة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وكذلك تقديم الدعم اللازم من اجل ان تبقى صامدة وقوية تجاه كل المشاريع الاجنبية التي تريد تقويض و تفتيت وحدة واستقلال هذه الدول، هذه السياسة الثابتة والواضحة أكسبت طهران موقعا مهما بحيث أصبحت رقما مهما في الكثير من المعادلات الاقليمية والدولية.

وقد لايكون العراق بعيدا عن ان تشمله هذه السياسة، غير ان ما تقدمه طهران من دعم لبغداد خاصة بعد سقوط نظام صدام المقبورفي وقت تكالبت فيه كل قوى الشر والعدوان والاقليمية والدولية لاجهاض التجربة العراقية الجديدة، وذلك من خلال المشاريع والخطط الجهنمية التي استهدفت وحدة العراق ارضا وشعبا.

وقد كان من الواضح للجميع ان طهران لم تألوا جهدا وخلال مسيرة أمتدت الى أكثر من عشرة أعوام من العلاقات الوطيدة مع بغداد بحيث صمدت أمام كل المحاولات اليائسة التي أرادت لهذه العلاقة أن ينالها البرود او حتى الانفصام، وذلك من خلال الاشاعات والدعايات الكاذبة والمزيفة والمشوهة والتي لا ترقى الى الواقع بأي حال من الاحوال.

ومن المهم في هذا المجال والذي لابد للاشارة اليه ان واشنطن أرادت ومن خلال احتلالها للعراق ان تجعل منه الحديقة الخلفية التي تستطيع ان تستمتع وتتصرف بها كيفما تشاء، وان يكون محط تثبيتا لاقدامها ليكون قاعدة انطلاق نحو تنفيذ مشاريعها الجهنمية ضد البلدان التي تعارض التوجه الاميركي، ولما واجه هذا الامر رفضا قاطعا من قبل الحكومة والشعب العراقي وذلك من خلال مقاومة المحتل الاميركي والذي جاء منسجما مع توجه طهران بهذا المجال بحيث وضعت كل امكانياتها من اجل تحقيق هذا الهدف وقد كان للشعب العراقي ما اراد وتمكن ان يطرد المحتل وبصورة مخزية، الا ان ذيول المحتل الذين رحبوا ولازالوا ولهذه الساعة يرحبون باستمرار بقائه على ارض العراق لم يرق لهم هذا الامر وجدوا فيه خسارة كبيرة لمصالحهم لذلك لم يبق لديهم سوى بث الاشاعات وتلفيق الاخبار الكاذبة من ان "اميركا قد قدمت العراق طبقا من ذهب لايران" و من خلال هذه المقولة المزيفة اخذت معاول هدم العلاقات بين طهران وبغداد تعمل ليل نهار من اجل ان يوجدوا شرخا في جدار العلاقات الصلب والقوي. الا انهم لم يتمكنوا بل ولن يتمكنوا لان الشعبين العراقي والايراني تجمعهما من المشتركات الكبيرة التي لايمكن ان تفصم عراها اضاليل واحابيل اعداء البلدين.

وانطلاقا من موقف طهران الثابت في دعم الحكم القائم في العراق وعدم التنازل عن هذا الموقف مهما كانت الاوضاع لذلك فانها دعمت حالة التغيير الذي طرأ على الحكم و كانت من اوائل الدول التي ايدت هذا التغيير وشدت على ايدي العراقيين ان يكونوا صفا واحدا وراء رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي وقد حظى هذا الموقف بتقدير كل الاوساط السياسية العراقية.

واليوم والعراق يواجه هجمة شرسة من قبل الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا وبصورة لم يسبق لها مثيل بحيث يحتاج الى وقوف الجمهورية الاسلامية معه من اجل دحر هذا الارهاب الاعمى ومن هنا فان التشاور والتباحث وعلى اعلى المستويات قد يكون مهما وضروريا من اجل تقديم ما يمكن تقديمه لانقاذ العراق والعراقيين من شرور الارهاب.

لذلك فان زيارة كل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب الى طهران وفي هذه اللحظة الحساسة والمهمة قد يكون له اثر كبير في تنسيق المواقف وتوحيد الجهود من اجل ابعاد شبح الارهاب والارهابيين وقطع كل الايادي الداعمة سواء كانت اقليمية او دولية وكذلك افشال المؤامرة الكبيرة والتي تتبناها واشنطن في تقسيم البلدان من اجل الحفظا على مصالحها.

اذن فان زيارة العبادي الى طهران ستكون لها الاثر الفعال والكبير في تحقيق الكثير من المشتركات بين البلدين وبما يعود بالنفع على الشعبين الايراني والعراقي.