فيليب لام .. أسطورة التواضع والتضحية
لم يدر بخلد اللاعب الألماني فيليب لام عندما شارك مع فريقه بايرن ميونيخ ضد هيرتا برلين في الموسم الماضي كلاعب ارتكاز أنه سيمرر 134 تمريرة وجميعها صحيحة بنسبة 100% وفريقه حقق الفوز 3-1، ليجبر المدرب بيب جوارديولا على اعتباره تشافي أوانييستا النادي البافاري .
لام الذي أصبح منذ تلك المباراة رمّانة وسط البايرن ، وبيب لم يأبه بالانتقادات الإعلامية حول تغيير مركز القائد بعد 10 أعوام، بل اعتمد على لام في إثبات وجهة نظره الصحيحة والتي انتقلت لمدرب المنتخب يواكيم لوف فاستعان هوالآخر بلام في خط الوسط واعتبره "الجوكر" لاستطاعته اللعب في مركزين مختلفين .
صحيفة الديلي ميل التقت لام للحديث عن مسيرته المليئة بالألقاب وآخر كأس العالم واعتزاله اللعب دولياً بعد أن رفع اللقب في ستاد ماراكانا ، واعتبرته رمزاً ألمانياً ليس للمنتخب فحسب ، بل لناديه البايرن بعد أن توج ب5 ألقاب للدوري ومثلها في الكأس و2 في كأس السوبر ولقب لدوري الأبطال وكاس العالم للأندية ، وخاض مع منتخب بلاده 113 مباراة كان في 51 منها قائد المانشافت ، إضافة لمشاركته في 3 نسخ لكأس العالم بواقع 20 مباراة .
الصيحفة الإنجليزية أشارت إلى أن عدم تواجد لام في القائمة المصغرة لأفضل لاعبي العالم سيعد مهزلة حقيقية بعد المجهود الذي قدمه في المونديال ، كما أنه يعتبر محبوباً من الإعلاميين وذلك لقدرته على التعامل مع كافة المواقف والإدلاء بالتصريحات حتى في حالة الخسارة ، وهوما يميزه كقائد قادر على التحكم في ردات فعله وتقبل الهزيمة بروح رياضية ، واعتزازه بلغته الأم رغم قدرته على تحدث الإنجليزية بطلاقة.
القائد لام كان مميزاً حتى في التقاط صور اللاعبين قبل كأس العالم ، دون مستحضرات تجميل أوعناية بالشعر ، لام كان مثالاً حياً على اللاعب الذي يسعى لتقديم أداء رجولي داخل أرض الملعب ، غير مكترث بالمظهر أوالجوانب التسويقية ، بل أكد احترام منتخب بلاده لتاريخ البرازيل عندما أشار موقفه بين شوطي اللقاء في المباراة التاريخية التي انتهت بسباعية مقابل هدف، وعدم رغبته ب"ذل البرازيل" على أرضها وبين جماهيرها .
لام كان يدرك قبل كأس العالم أنها الأخيرة ، وقراره لم يكن مرتبطاً بالتتويج بقدر ارتباطه بقدراته الجسمانية، ورغبته بالبقاء بجانب عائلته أكثر فأكثر ، ووضع في حسبانه أنه سيكون منسياً إذا لم يتوج باللقب ، رغم أنه قائد المنتخب وهوما يضعه تحت الضغط أكثر .
كان لام يبلغ من العمر 7 سنوات عندما شاهد مباراة منتخب بلاده أمام الأرجنتين في نهائي كأس العالم 1990، وتذكر تلك اللحظات عندما وطأت أقدامه ستاد ماراكانا الشهير في المونديال الماضي ، وحلم حياته أن يعيش تلك اللحظة التي كللها برفع لقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ بلاده .