باريس: نشر صور الاحتجاجات وتعنيف الشرطة للناس اضرت بسمعتنا
طهران/كيهان العربي: اعتبر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "بنجامين غريفو"، وفي معرض اعرابه عن قلقه وانتقاده لنشر صور المحتجين الفرنسيين اعتبر انعكاس هذه الافلام والصور للصدامات في الشوارع الرئيسة بباريس بانها مسيئة لوجهة فرنسا.
فقد انتفض مدعي "حرية الرأي" و"تيار حرية تداول المعلومات" بعد ان وصلوا لطريق مسدود انتفضوا على ما كانوا ينشرونه. فقد وصلت احتجاجات ذوي السترات الصفراء على السياسة الاقتصادية لحكومة ماكرون الى اوجها السبت الماضي، اذ الهبت هذه الحركة منطقة الشانزليزيه حين حاول متظاهرون اختراق طوق امني فرضته الشرطة حول مواقع حساسة. كما واستخدمت الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين يحتجون للاسبوع الثاني على رفع اسعار الوقود، كما خرجت مظاهرات في مدن اخرى بانحاء فرنسا منها ليل وليون وبوردو. وشهدت العاصمة باريس خلال اليومين الماضيين تحولا في حركة الاحتجاج بعدما تخللتها اشتباكات ومناوشات عنيفة بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين الذين وفدوا من كل المدن الفرنسية الى باريس للتنديد بفرض الحكومة سلسلة من الضرائب باتت تثقل كاهل المواطن الفرنسي.
وتجمع نحو 500 متظاهر في منطقة الشانزليزيه واعتقلت السلطات 130 شخصا عل الاقل بعد الاشتباكات وهناك انباء عن مقتل شخصين وجرح ستمائة آخرين خلال الاشتباكات. وفي السبت الماضي خرج نحو 280 الف متظاهر في اكثر من 2000 موقع في شتى انحاء فرنسا. فيما وصف المنظمون الاحتجاجات بانها "المرحلة الثانية" من حملتهم المتواصلة.
واقام بعض المحتجين متاريس ورشقوا افراد الشرطة بالحجارة والالعاب النارية وهم يرددون شعارات تطالب الرئيس ايمانويل ماكرون بالاستقالة، هذا الامر دعا الرئيس لاصدار بيان جاء فيه: "ابعث شكري لقوى الامن والشرطة لادائهم واجباتهم بحرفية. والعار على من هاجمهم والعار على من هاجم الاهالي العاديين والصحفيين، والعار على من يسعى لتهديد المسؤولين الذين انتخبهم الشعب. فلا مكان في فرنسا لمثل هكذا اعمال خشنة".
ومع تطور الاحداث صرح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "بنجامين غريفو" في مؤتمر صحفي بهذا الخصوص، قائلا: "ينبغي ان لا نقلل من تاثير الصور والافلام المنشورة عن شارع شانزليزيه، والممزوجة بمشاهد قتال، والتي نشرتها وسائل الاعلام في فرنسا وخارجها". مضيفا: "ان خلف هذا الغضب امر اكثر عمقا وعلينا ان نوضح، اذ ان هذه الاحتجاجات ليست بالجديدة".
بدوره وصف الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" متظاهري باريس بانهم بلطجية وهمج. وقال ماكرون في تصريحات للصحفيين صباح الثلاثاء (اول امس) ان المتظاهرين قاموا باعمال عنف احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود. مضيفا "هذا امر غير مقبول". وتابع الرئيس الفرنسي: "سنقف بكل حزم ضد البلطجية والهمج الذي نفذوا الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد". واستطرد: "لكن كل احتجاجاتكم لن تجبرني عل التراجع او الاستسلام عن سياسات الطاقة التي تنتهجها الحكومة". وتابع: "اولئك الذين اعتادوا على السياسة يتوقعون مني دوما التخلي امام تلك الاحتجاجات ولكن هذا هو بالضبط ما افكر فيه، لاننا قمنا بتلك الاجراءات لحماية الشعب فنحن لن نغير المسار الآن".
ويختلف الخبراء بخصوص مستقبل ذوي السترات الصفراء، فالبعض يرى ان الحركة (ذوي السترات الصفراء) تفتقد لزعيم ولذا فسيخبت صوتها بسرعة، فيما يرى آخرون انه نظرا للاحتجاجات الكبيرة التي عمت البلاد فسيلتحق سكنة المناطق العشوائية لهذه الحركة مما سيزيد من تأثيرها.
فقد كتبت صحيفة "فيغارو" بهذا الخصوص: ان ذوي السترات الصفراء" بعد الاحتجاجات التي قاموا بها في باريس، باتوا يطلقون تصريحات متناقضة بخصوص مستقبلهم. فيما يشدد بعضهم على ارادتهم على التفاوض ويرفضون اي تبعية سياسية، مطالبين باتخاذ قرارات حسب اقتراح الحكومة ومراجعتهم لهذه المقترحات.
بينما يدعو البعض الى احتجاجات اخرى السبت القادم في باريس، واطلقوا موقعا اخباريا خاصا بعنوان "الصفحة الرسمية لذوي السترات الصفراء" على الفضاء السايبري.
ووسط هذا الصخب الاعلامي والتغطية غير المسبوقة لوسائل الاعلام العالمية لما يجري في شوارع باريس وبقية المدن الفرنسية من اشتباكات اشبه بحرب الشوارع، يتساءل اليوم الرأي العام العربي اين قنوات الدعارة والعهر العربي التي تدور في فلك السعودية من امثال العربية والحدث وسكاي نيوز وغيرها عن تغطية الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها المدن الفرنسية منذ احد عشر يوما متتالية.. اليست هي حسب وصف قنوات الدعارة.. ثورة شعبية هدفها الاطاحة بالنظام الفرنسي، ام هي مجرد احتجاجات مطلبية؟ لكن ولو حدث 10% من ذلك في ايران لقلبت الدنيا ولم تقعدها على انها ثورة شعبية تهدف الاطاحة بالنظام الايراني ليتحرك لاحقا المعتوه ترامب ليعلن دعمه للشعب الايراني وانتفاضته لكنه لم يلبث قليلا هذا الغبي ليعود بعد اشهر وانتقاما لهزائمه أمام ايران ليصف الشعب الايراني الذي دعمه بالامس زيفا ونفاقا بانه "ارهابي"!!