أمنستي ووتش: معتقلات الرأي في السعودية يتعرضن للتعذيب والتحرش الجنسي على الدوام
* السلطات السعودية غير عازمة على تعديل مسارها في التعامل مع قضايا الحقوق والحريات رغم الموجة العالية التي تواجهها
كيهان العربي – خاص:- فجّر تقرير منظمتي "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" عن التعذيب والتحرش الجنسي الذي تتعرض له معتقلات الرأي وحقوق المرأة في سجون السعودية غضبا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسط حالة استنكار ورفض لما يجري بحق معتقلي الرأي هناك.
ودشن نشطاء وسم "#تعذيب_الناشطات" للتعبير عن رفضهم لانتهاج السلطات السعودية لأساليب التعذيب، والتحرش الجنسي بحق ناشطات رأي اعتقلن مؤخرا بحسب تقرير المنظمتين الدوليتين.
واعتبروا أن "التعذيب والتحرش" فضلا عن اعتقال أصحاب الرأي من قبل سلطات الرياض، منافيا لكل القيم والأعراف الدولية، فضلا عن كونه انتكاسة جديدة للسعودية تضاف إلى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
واتهمت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السعودية، بإخضاع عدد من النشطاء من بينهم بعض المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات منذ مايو/ أيار للتعذيب والتحرش الجنسي.
وقالت العفو الدولية ومقرها لندن في بيان إن شهادات العديد من أفراد جمعتها المنظمة تشير الى أن بعض النشطاء المعتقلين "تعرضوا للتعذيب مرارا بالصعق الكهربائي والجلد" مما ترك بعضهم، "غير قادر على السير أو الوقوف بشكل سليم". وذكرت المنظمة كذلك أن بعضهم تعرض للتحرش الجنسي.
من جانبها نقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن "مصادر مطلعة" قولها إن المحققين السعوديين عذبوا ما لا يقل عن ثلاث ناشطات سعوديات. وقالت كل من العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إن المعتقلات تعرضن للتحرش الجنسي.
وثمة أكثر من 12 ناشطة حقوقية معتقلة منذ مايو/ أيار، دافع معظمهن عن حق المرأة في القيادة وإنهاء نظام ولاية الرجال في المملكة، غير أنه جرى إطلاق سراح بعضهن منذ ذلك الحين.
وكانت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة طالبت الشهر الماضي بالإفراج الفوري عن ست مدافعات عن حقوق الإنسان قالت، إنهن ما زلن محتجزات في المملكة بمعزل عن العالم الخارجي.
وجاءت اعتقالات مايو/ أيار في أعقاب حملة على رجال الدين والمفكرين والنشطاء في سبتمبر/ أيلول 2017 في محاولة على ما يبدو لإسكات المعارضين المحتملين لحاكم السعودية الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتتوالى الانتهاكات والفضائح في الخروج للعلن. ولا يبدو أن السلطات السعودية غير عازمة على تعديل مسارها في التعامل مع قضايا الحقوق والحريات، رغم الموجة العالية التي تواجهها بعد تورطها في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وآخر ما كُشف عن التجاوزات السعودية، قيام ضباط سعوديين بالتحرش الجنسي وتعذيب ناشطات سعوديات معتقلات.
في هذا الاطار كشفت "وول ستريت جورنال"، ووفقًا لمصادر مقربة من العائلة الحاكمة السعودية، أنه "تم تعذيب الناشطات الـ 18 ناشطة اعتقلن هذا العام، وتعرضن للصدمات الكهربائية والجلد، على يد ضباط أمن سعوديين ملثمين. علمًا بأن أغلبهن ناشطات سعوديات في مجال حقوق المرأة".
وأشارت الصحيفة إلى أن تعذيب الناشطات كان في إطار حملة حكومية للقضاء على الانتقادات الموجهة لولي العهد محمد بن سلمان، وبدأت تلك الحملة قبل مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، في مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما نشرت منظمة العفو الدولية، ما قالت إنها شهادات تفيد بأن العديد من النشطاء السعوديين، ومن بينهم عدد من النساء، معتقلين ومعتقلات في السعودية؛ تعرضوا وتعرضن للتحرش الجنسي والتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة أثناء الاستجواب، منذ أيار/مايو، داخل سجن ذهبان غرب السعودية.
في حين أعلن العديد من المغردين ومن الحسابات المعارضة للنظام السعودي، تنديدهم بالتحرش بالمعتقلات، وذلك عبر هاشتاغ "#التحرش_بالمعتقلات_جريمة"، فيما طالبت منظمة مراسلون بلا حدود، المجتمع الدولي بالضغط لوقف الانتهاكات داخل السجون السعودية.
وكشفت عدة تقارير متتالية عن تعرض معتقلات سعوديات للتعذيب والتحرش الجنسي، ما دفع بعضهم لمحاولة الانتحار للخلاص
واليوم، وإضافة إلى الحديث عن التعذيب والانتهاكات للمعارضين والمعارضات والمنتقدين والمنتقدات للسلطات السعودية، تضاف جريمة التحرش الجنسي بالنساء المعتقلات، والتي تعتبر من أكثر الأعمال سقوطًا في عرف المجتمعات العربية المحافظة التقليدية، فعلى ما يبدو، باتت النساء في سعودية ابن سلمان، خطًا أخضر، بعد أن كنّ خطًا أحمر.