هذا ما طلبته واشنطن من مجلس الأمن حول الهدنة في اليمن
عدنان علامه
ترامب يقرر إطالة أمد العدوان على اليمن ويبدو أنه يريد أن يعطي بن سلمان فرصة أخيرة لتحقيق أي إنجاز ميداني . فقبل إنتهاء المهلة المعطاة للسعودية مطلع الشهر الحالي وحيث لم تتحقق أهداف المؤامرة . فمدد ترامب المهلة مجددا . وهذا ويؤكد بأن ترامب لا يلتزم بتعهداته نهائيا . فما أبلغته واشنطن اليوم إلى مجلس الأمن هو كلام حق يراد به باطل .
فقد أبلغت واشنطن مجلس الأمن الدوليّ بأنه ينبغي تأجيل مشروع قرار يدعو إلى هدنة في اليمن إلى حين إجراء محادثات السلام المقرّرة في السويد أوائل الشهر المقبل .
ولا بد من توضيح الفرق بين قوة قرار مجلس الأمن ونتائج "مباحثات السلام" التي ستعقد في السويد . فلم يعطِ ترامب أية تعليمات لتأمين مساعدات فورية لمواجهة الحالات الإنسانية والصحية الكارثية في اليمن . ومن ناحية أخرى فإن مشروع القرار البريطاني الذي سيناقش في مجلس الأمن هو مشروع مؤامرة جديدة على اليمن ويريد أن يعطي لتحالف العدوان بالسلم المزعوم ما لم يسنطيعوا تحقيقه خلال أربع سنوات من العدوان الوحشي الهمجي بصمت كامل من مجلس الأمن والمجتمع الدولي والأمم المتحدة . وآمل من الجميع البحث عن بنود مشروع القرار البريطاني والتدقيق في كل بند من بنوده لأنه يغيب كليا موضوع إحتلال محمية أرخبيل سقطرى والعديد من المحافظات . كما لا يتضمن أية آلية أو مدة زمنية لإنسحاب فلول جيوش دول العدوان المهزومة من الأراضي اليمنية؛ كما أنه لا يوجد أية فقرة تلزم دول العدوان باحترام إستقلال وسيادة اليمن ووحدة أراضيه. ولا يوجد أي بند يلزم السعودية والإمارات بعدم الأعتداء مجددا على اليمن تحت أي ظرف من الظروف .
وكما يتجاهل مشروع القرار كليا وجود قوات أجنبية تساند طرفا من أطراف النزاع . فكيف ستتم الهدنة بدون وجود طرف محايد يراقب تنفيذ القرار الدولي ؟ ولذا فإن أي قرار من مجلس الأمن بناء على مشروع القرار البريطاني سيكون قرارا منحازا لتحالف العدوان ولا يراعي مصالح الشعب اليمني . فإن قوات الإحتلال ستحظى بشرعية وجودها وفقا لبنود مشروع القرار البريطاني.
ولإثبات النوايا الخبيثة لترامب الذي يستميت في الدفاع عن بن سلمان فيجب توضيح الفرق بين "قرار مجلس الأمن" و "ونتائج مباحثات السلام". فقرار مجلس الأمن ملزم لكافة الأطراف وللمجلس سلطة تنفيذه بالقوة إذا لزم الأمر . وأما في أصل المحادثات السلام بين الأطراف اليمنية فقط هو مضيعة للوقت لأن هناك عدوان وهناك مقاومة ويجب أن تكون مباحثات السلام بين كافة الأطراف المشتركة في الصراع في اليمن . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى علينا التدقيق جيدا في العنوان الذي أعطاه غريفيث للقاء المكونات اليمنية المتحاربة ؛ فهي مجرد مباحثات وليست مفاوضات سلام . وقد شرح السيد غريفيث سابقا ماهية المحادثات عرف عنها بتقريب وجهات النظر الإبداء عن حسن النوايا عن تبادل الأسرى ووقف إطلاق وبالتالي فإن نتائج المباحثات هي مجرد مشاورات وغير ملزمة .
وبرأيي المتواضع فإن الحل في اليمن يتحقق كالتالي :-
1- تقديم مساعدات طبية وغذائية فورا توزع بإشراف مكاتب الأمم المتحدة التي لديها تفاصيل الإحتياجات لكل المحافظات .
2- الإنسحاب الفوري لكافة قوى لإحتلال من كامل الوطن اليمني وعودة الأمر إلى ما كانت عليه قبل بدء العدوان في شهر آذار من العام 2015.
3- إجتماع كافة أطياف المجتمع اليمني على طاولة المفاوضات لا مانع أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة والخروج بمقررات لوقف إطلاق النار تبادل الأسرى والإتفاق على آلية الإنتخابات وتسليم السلاح الثقيل لحكومة الوحدة الوطنية التي يجب أن تشكل لاحقا بعد الإنتخابات .
4- يضمن تنفيذ الإتفاق رؤساء أو مشايخ القبائل والعشائر اليمنية .
فعلينا جميعا الوعي والإنتباه إلى المؤامرت التي تحيكها أمريكا تحت مسميات "الهدنة" أو "وقف إطلاق النار" أو "مباحثات السلام" .
وإن غدا لناظره قريب