ارادها تلميعا لصورته فاصبحت كابوسا عليه
لا شك و لا ريب ان الهدف الحقيقي من الجولة العربية لابن سلمان ايصال رسالة الى الغرب والرأي العام العالمي بان الرجل لازال مقبولا يحظى بتاييد عربي فضلا عن انه عراب "صفقة القرن" ليسهل عليه الطريق لحضور قمة العشرين في الارجنتين. واذا تجاوزنا زيارة بن سلمان لدويلات مثل البحرين والامارات وحتى مصر، الذين هم مجرد ادوات لا اكثر للنظام السعودي، فان زياراته المقررة لتونس والجزائر وموريتانيا وغيرها، تعتبر زيارات مفروضة جاءت نتيجة لضغوط خارجية بسبب ان الرجل بن سلمان المتلبس بجريمة خاشقجي الشنيعة وسفكه لدماء اطفال اليمن بحاجة ماسة لحصوله على شهادة براءة الذمة، لذلك تأتي هذه الزيارات في اطار تلميع صورته في مسعى علن لاستجداء براءة الذمة مدفوعة الثمن، وهذا ليس تحليلا بل واقع اثبتتها الارقام واهمها نفي العاصمة التونسية من ان زيارة بن سلمان جاءت بناء على طلب سعودي وليس دعوة من الرئيس السبسي وهذا ما ينطبق على الدول الاخرى.
والامر الاخرى الذي يثبت ان الزيارة مشبوهة وغير عادية مدى التكتم الذي يجري حولها بحيث لا تجرؤ لا السعودية ولا الدول التي سيزورها عن اعلان موعد الزيارة او الساعة التي سيصل اليها ولي العهد السعودي لخوفهم من الشارع وردة فعله ازاء هذه الزيارة.
والمشهد التونسي الذي يغلي منذ يومين وقبيل وصول بن سلمان اليها شاهد حي على ما نقوله وهذا قبل ان يصلها فماذا بعد وصوله؟! وان كانت الزيارة مقتضبة جدا وستختصر من المطار الى القصر ومن ثم المغادرة دون اي ظهور علني لا صحفيا ولا غيره وهكذا الحال سيكون في الجزائر وموريتانيا.
فالغضب العارم الذي عم الشارع التونسي تجاه زيارة ابو منشار هو درس للسعودية وحماتها من الغربيين بان الشعوب ستقول كلمتها مهما كلف الثمن واذا رفع السيف عن رقاب الشعوب الاخرى فانها لن تكون اقل غضبا واحتجاجا من الشعب التونسي.
وما تيقن حتى الساعة ان الذين خططوا لجولة بن سلمان العربية بهدف تبييض وجهه وترميم صورته المهزوزة والجنائية هم في غاية الغباء لانهم حصدوا نتائج عكسية تماما حيث اثاروا مرة اخرى وباضعاف مضاعفة الرأي العام الاقليمي والدولي ضده وكشفوا للقاصي والداني ان الشعوب لازالت واعية وحرة وتقول كلمتها عند الشدة وهي غير معنية بقرارات اصحاب السلطة الذين يخضعون طبعا لحساباتهم الخاصة أوالضغوط الخارجية أو الموازنات الدولية.
ويالها من فضيحة مدوية ان النظام السعودي الارهابي و الدموي الذي حاول باستمرار وعبر المال الحرام والفائض الذي يمتلكه فرض الحصار والعزلة على الاخرين هو اليوم محاصر و معزول من كل الجهات بسبب جرائمه الفظيعة والشنيعة لذلك نجد انه مضطر لان تكون زياراته الخارجية مدفوعة الثمن بهدف كسر الحصار والعزلة، لكن ليعلم بن سلمان ان هذه الجولة اصبحت كابوسا ووبالا عليه لانها ذكرت الشعوب مرة اخرى بجرائمه الوحشية تجاه الشعب اليمني واطفاله وكذلك قتله المروع وغير المسبوق لخاشقجي وهذا ما اتضح حقيقة ان جولته فاشلة ومخيبة للامال وقد لا تشهد النور في الارجنتين؟