kayhan.ir

رمز الخبر: 86109
تأريخ النشر : 2018November27 - 20:55

لا موطئ قدم لاميركا في العراق


مهدي منصوري

لازال ترامب يعيش عقلية الاستعمار القديم العقيمة ظنا منه ان بلاده لازالت القطب الاوحد الذي له الامكانية في فرض الهيمنة على الدول والشعوب، ويعتقد المراقبون ان المختل عقليا ترامب قد اصيب بداء النسيان الكبير اذ لم يتعظ ممن قبله من الرؤساء الذين توالوا على سدة الحكم في اميركا وكيف اصبح مصيرهم بحيث ان بعضهم قد اصبح اثرا بعد عين وانتهى به الامر ان ينزوي بعد ان ملأ العالم ضجيجا، وها هو الاحمق بوش الصغير الذي توفرت له ظروف غزو العراق وافغانستان في غفلة من الزمن وعدم وجود الرقيب او المنافس والذي جر فيه الويلات على هذين البلدين خاصة العراق الذي اعاده الى قرون من الزمن بسبب نزواته التوسعية من خلال عدوانين اجراميين دمر بهما البنى التحتية وعن اصرار مسبق بحيث يبقى اسيرا للشركات الاميركية والاوروبية وغيرها بعد الغزو وبذريعة اعادة اعمار العراق ولكي يضمن بقاء لقواته على الارض العراقية وكما اعلن المقبور "ماكين" لمائة عام قادمة.

ولكن جاءت "الرياح بما لا تشتهي السفن" كما يقال اذ هب العراقيون في مواجهة التواجد الاميركي واستهداف جنوده بحيث وصل عدد قتلاهم الى اربعة الاف بالاضافة الى المزيد من الجرحى بالاضافة لمن ابتلوا بامراض وعقد نفسية من حالة الخوف التي امتلكهم بحيث اصبحوا كالجرذان لن تحميهم سوى اسوار وملاجئ المعسكرات، وامام هذا الوضع فرض على اميركا ان تخضع ذليلة لارادة الشعب العراقي ومن خلال توقيع الاتفاقية الامنية في زمن رئاسة المالكي للوزراء بحيث تم اخراج الجيش الاميركي من العراق واخلاء المعسكرات منهم وهي حالة اثارت الاستغراب لدى العالم وكما عبرت عن ذلك "ميركل" عند لقائها بالمالكي كيف تمكنتم من اخراج الاميركان من دون ان يتركوا قواعد في بلدكم؟.

وبطبيعة الحال فان الاطماع الاميركية لم تقف حائلا دون عودة هذه القوات من الشباك وبعد ان خرجت من الباب فلذلك خططوا وفي الغرف المظلمة وبالتعاون مع عملائهم في المنطقة وفي الداخل العراقي بخطة خبيثة خادعة الا وهي تشكيل المجاميع الارهابية من المرتزقة والسراق وخريجي السجون وتدريبهم على القتل والتدمير في معسكرات لبعض البلدان المجاورة للعراق مع توفير بعض الحاضنات في بعض المدن وتم ادخالهم الى المدن وتحشيد الاعلام المعادي للشعب العراقي بطلب بعض السياسيين العملاء بالطلب من اميركا بالتدخل لدحر داعش خاصة بعد ان تم وبتخطيط دقيق احتلال الموصل ليعكسوا ان الجيش العراقي ضعيف ولا يقوى على مواجهة الارهاب والارهابيين وكان لهم ما ارادوا اذ ادخلت اميركا قواتها وشكلت تحالفا اجراميا وعدوانيا من 38 دولة من اجل تثبيت وجودها في العراق.

ولكن المرجعية العليا الرشيدة كانت لهم بالمرصاد اذ اصدرت فتواها التاريخية التي طالبت فيها الشعب العراقي بالدفاع عن المقدسات والارض العراقية من دنس عملاء اميركا الدواعش بحيث خلطت الاوراق على الاميركان اولا وابطلت كل اهدافهم الاجرامية، وماالانتصارات التي تحققت على يد ابناء المرجعية من الحشد الشعبي والتي اسفرت عن طرد الدواعش من الارض العراقية اسقط ما في يد اميركا وخاب املها تحقيق ما رسمته مخيلة مجرميهم الحاقدين.

واليوم و من خلال بعض التحركات التي تقوم بها اميركا على الحدود العراقية السورية من محاولة ادخال داعش من جديد للعراق وتوفير مجالاتها للهيمنة من جديد فانها واجهت المواجهة والصمود الرائع للقوات العراقية المشتركة من الجيش والحشد الشعبي في صدها عن ذلك بحيث تصاعدت صيحات كل العراقيين وعلى مختلف مستوياتهم برفض اي تواجد اميركي ومن جديد على الارض العراقية واعتبرته احتلالا جديدا لايمكن القبول به ومن هنا فعلى الاميركان ان يدركوا جيدا ان عراق اليوم هو ليس عراق 2003 وبحيث لايمكن لهم ان يحققوا ما يرمون اليه لان معادلة المواجهة مع داعش الارهابي اثبتت ان الساحة لم تكن فارغة لكي تلعب بها اميركا وعملاؤها كيف ما يشاؤون وعليهم من هذه اللحظة ان يحسبوا الف حساب قبل الاقدام على اي عمل سيضعهم في مواجهة ابناء المرجعية الابطال الذين شهدت لهم ساحة المعارك بالاستبسال فداء للعراق والعراقيين.