الاحتجاجات الشعبية الحاشدة تجتاح دول الشمال الافريقي رفضاً لزيارة ابو منشار ولي العهد السعودي
* ندين بشدة دور "بن سلمان" في تغذية الحرب العدوانية على سوريا وفي حرب الإبادة الجماعية على اليمن ودوره المشؤوم في محاولة تصفية القضية الفلسطينية
عواصم عربية – وكالات انباء:- عشيّة الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى عدة دول عربية في الشمال الأفريقي، ثبتت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين لافتة ضخمة على مبانيها في العاصمة وكُتب عليها: "لا لتدنيس أرض تونس الثورة".
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة الاحتجاجات التي أقدم عليها عدد من النقابات والأحزاب والشخصيات في دول المغرب العربي رفضا لزيارة بن سلمان دولهم.
وفي الجزائر، قال الجزائري "لخضر بورقعة" إن "هناك توجهاً لجمع تواقيع مليون جزائري ضد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبلاد".
وقال بورقعة إن "القبول بزيارة بن سلمان يعني السكوت عن تدنيسه دم نحو مليون ونصف مليون شهيد وكل المغرب العربي"، داعياً الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عدم استقبال بن سلمان.
أما في موريتانيا أعلن حزب "الرفاه" رفضه زيارة ولي العهد السعودي المرتقبة إلى نواكشوط، واعتبرها محاولة غير نزيهة لتنظيف أيد مصبوغة بدم الأطفال والنساء العرب.
وادان الحزب بشدة ما وصفه بدور "بن سلمان" في تغذية الحرب العدوانية على سوريا وفي حرب الإبادة الجماعية في اليمن ودوره المشؤوم في محاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار الحزب إلى أنه على الرغم من الاختلاف الفكري مع الصحافي جمال خاشقجي إلا أنه يدين بكل قوة قتله بالطريقة الوحشية المخالفة لكل الأديان والأعراف على حد تعبير بيان الحزب.
ومن مصر أيضاً، أعلنت مجموعة من الصحافيين المصريين رفضهم استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأنه "أهدر القيم الإنسانية ومنها الحق في الحياة لمواطني بلاده"، وفق تعبيرهم. وأكّدوا أنه لا يجب أن تمر زيارة "متهم" بقتل صحافي إلى مصر دون موقف.
من جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع بمصر عن رفضها لزيارة "ابن سلمان"، مشيرة الى أنّ "السعودية الصديقة للكيان الصهيوني تحاول تحسين وضعها الإقليمي في المنطقة".
وجاء في بيان صادر عن اللجنة أنّ "نظام آل سعود رأس مشروع أميركي حالي لإقامة تكتّل عربي رسمي فاقد للشرعيّة الشعبيّة".
وأدانت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع الحرب الإجراميّة والفاشلة لابن سلمان على الشعب اليمني المظلوم.
كما أكدت أنّ جزيرتيّ تيران وصنافير أراض مصريّة بحكم متطلّبات الأمن القومي المصري وبحكم التاريخ والجغرافيا.
قال مسعود رمضاني رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية إن للاعلام دور كبير في كشف الأنظمة الديكتاتورية، مشيراً إلى أن هناك عشرات من رجال الدين والنساء مهددون بحكم الاعدام في السعودية بسبب "التعبير عن الرأي".
ولفت رمضاني خلال مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين التونسيين لقوى تونسية رافضة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس إلى أن "حرب اليمن المتواصلة ودور السعودية في ذلك أثيرت بشكل كبير بعد جريمة قتل خاشقجي"، مؤكداً "لا يشرفنا الموقف الرسمي التونسي السائر بعكس موقف الشعب التونسي بالنسبة للسعودية وزيارة ابن سلمان".
من جهتها، اعتبرت نايلة الزغلاني أن العديد من النساء السعوديات يقبعن في السجون وما زالت المرأة السعودية لا تملك "الولاء على جسدها"، مضيفةً "لا لتدنيس أرض تونس بالمنشار الذي قطع الصحفي خاشقجي".
بدوره، اعتبر بشير القطيطي رئيس الجمعية التونسية للمحامين الشبان أن "السفاح الآتي إلى تونس يريد تبييض صفحته وصورة النظام السعودي"، مشدداً على أن ابن سلمان "غير مرحب به في تونس ونؤكد أننا ضد أي تبييض نظام مجرم صورته في بلدنا".
كما أوضح القطيطي أن "نحن ضد أن تكون تونس أرضا لتبييض أي نظام يضرب الحريات وحقوق الانسان".
أما محمد المعالي من المركز التونسي لحرية الصحافة رأى أن |النظام التونسي الحالي يتعامل مع النظام السعودي كما تعامل النظام السابق وهذا خطير".
أما جمال مسلم رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان اعتبر "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتشدق بحقوق الانسان إلا أن الأساس لديه هو المصالح"، مؤكداً أن "الشعب التونسي والنقابات تقول لا لزيارة ولي العهد السعودي
الكاتبة العامة لنقابة الصحافيين التونسيين سكينة عبد الصمد قالت "نحن ننتصر دائماً لقضايا العدل"، مشيرةً إلى أنه يجب على تونس الا تستعد لاستقبال ابن سلمان.
وأوضحت عبد الصمد أنه هناك تحركات في الشارع التونسي اليوم أبرزها في شارع الحبيب بورقيبة ضد الزيارة.
وفي الاطار ذاته نظمت منظمات وجمعيات مدنية تونسية احتجاجات بدأت مساء أمس الإثنين، أمام المسرح البلدي بالعاصمة تونس، رفضا لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البلاد.
جاء ذلك وفق تصريحات سكينة عبد الصمد عضو النقابة الوطنية للصحفيين التّونسيين خلال مؤتمر صحفي الاثنين بمقر النقابة.
وقالت عبد الصمد إنّ "مجموعة من مكونات المجتمع المدني في تونس قررّت تنظيم تحركات احتجاجية ضد زيارة بن سلمان للبلاد مع رفع دعوى قضائية لدى المحكمة في موضوع جرائم الحرب التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن".
ومن بين المنظمات المشاركة جمعية مديري الصحف التونسية، والنقابة الوطنية للصحفيين، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهيئة المحامين الشبان، وجمعية النساء التونسيات.
كما عبّر سياسيون ومعارضون في مصر عن رفضهم لزيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى القاهرة، على خلفية الشبهات حول ضلوعه في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وعبرت الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة -التي تضم تسعة أحزاب وشخصيات سياسية بارزة- عن امتعاضها الشديد من زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة.
وقالت الحركة في بيان حمل عنوان "لا أهلا ولا سهلا" إنها لم تنس أن "ولي العهد السعودي هو أحد مهندسي جريمة انتزاع جزيرتي تيران وصنافير المصريتين".
واعتبرت الحركة زيارة بن سلمان للقاهرة "محاولة لتجميل صورته المشوهة نتيجة جريمة خاشقجي، التي تشير الأدلة إلى أنه أمر شخصيا بتنفيذها".
في السياق وقع عشرات الصحفيين المصريين بيانا يرفضون فيه زيارة محمد بن سلمان القاهرة.
وقال الصحفيون -في البيان- إنهم يرفضون الزيارة لأسباب إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية، إضافة إلى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وحرب اليمن وعلاقة السلطات السعودية مع إسرائيل. وأضافوا أن "مكان محمد بن سلمان هو قفص الاتهام في محكمة دولية".
وانتقد الصحفيون "صمت نقابة الصحفيين المصريين على زيارة المتهم الأول في جريمة قتل زميل صحفي، ومحاولات التغطية عليها بزيارة مصر".
وتأتي دعوات رفض الزيارة بمصر بعد يومين من إعلان نقابة الصحفيين بتونس رفض زيارة بن سلمان.
كما دعا النائب في البرلمان التونسي عماد الدايمي إلى التحرك ضد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي. ووضع الدايمي -أثناء كلمة في البرلمان- لافتة كتب عليها "لا أهلا ولا سهلا بالقاتل بن سلمان في تونس".
أما في الجزائر فأكد رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري أن ولي العهد السعودي يريد من خلال زيارته عددا من الدول العربية ومن بينها الجزائر، التستر على حملة الاعتقالات التي طالت معارضيه والتغطية على مقتل خاشقجي.
وأضاف أن محمد بن سلمان يأمل في استغلال الوضع الاقتصادي الذي تمر به الجزائر وجعلها "دولة رز"، حسب تعبيره.