عواصم – وكالات انباء:- أبدت المحافل الشعبية والاعلامية والحقوقية والاحزاب السياسة في تونس والجزائر وموريتانيا عن سخطهم إزاء زيارة متوقعة غداً الثلاثاء لولي عهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك على خلفية سياساته الاجرامية المتعلقة بالحرب في اليمن، واغتيال الصحفي خاشقجي داخل قنصلية بلاده باسطنبول.

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الغضب والاحتجاج للنشطاء في تونس، مع اقتراب زيارة بن سلمان إلى البلاد، وسط عدم ترحيب من ناشطين وصحفيين.

رسالة الجزائريين والتونسيين الى إبن سلمان: "لا اهلا و لا سهلا."

وفي نفس السياق اكدت منظمات حقوقية وأحزاب سياسية في تونس رفضها القاطع لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى البلاد ودعت الى التظاهر ورفع دعوى قضائية رفضا لزيارة ممثل نظام اجرم بحق الشعب اليمني واغتال الصحفي جمال خاشقجي.

ويرى مراقبون ان جولة بن سلمان لعدد من الدول العربية محاولة لتبييض صورة المملكة التي طغا عليها سواد جرائم بشعة ارتكبت في حق الإنسانية .

الى ذلك اعربت نقابة الصحافيين التونسيين عن رفضها لجولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معتبرة انها ترمي الى تبييض سجله الدامي، على خلفية تورطه في اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

وأعربت النقابة في رسالة وجهتها الى رئاسة بلادها ونشرتها عبر موقعها الرسمي، عن رفضها "القاطع” لزيارة مرتقبة غداً الثلاثاء لولي العهد السعودي الى تونس.

وقالت النقابة في رسالتها، إن ابن سلمان "بدأ جولة الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم ببلاده، في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي”.

ورفعت مجموعة تضم 50 محاميا في تونس، الجمعة دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة، لمنع زيارة ابن سلمان "أبو منشار" الى بلادهم، على خلفية "تورطه في قتل خاشقجي" وقتل الشعب اليمني، وفق المنسق العام للمجموعة نزار بوجلال.

وفي الجزائر صدم خبر زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشارع الجزائري، وأثار تعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب الصحافي الجزائري، محمد علال في صفحته على فيسبوك "خبر زيارة ولي العهد السعودي بن سلمان، إلى الجزائر، يصدم العشرات من الجزائريين، على الأقل من الذين التقيت بهم في الشارع والمقهى، أو من بين المتواجدين في صفحتي والذين أتابع آراءهم ومواقفهم دائما باهتمام ".

ومن جهته نفى القيادي في حركة النهضة الجزائرية، يوسف خبابة، أن تكون زيارة ولي العهد السعودي مجرد زيارة دبلوماسية روتينية، موضحا في تصريح لـ "رأي اليوم” "أنه وإذا تأكدت هذه الزيارة، فهي تأتي في ظروف استثنائية يمر بها النظام السعودي ولا سيما ولي العهد الذي تحوم حوله شكوك قوية في التورط في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ".

ووصف القيادي في حركة النهضة، الزيارة بأنها تصب في خانة وخدمة ولي العهد السعودي ولا تخدم الجزائر إطلاقا، بالنظر للاتهامات التي يواجهها من المجتمع الدولي ".

ويعتقد المتحدث أن "ولي العهد السعودي يحاول تلميع صورته وتسويق شخصه في محاولة للخروج من قفص الاتهام تحضيرا للقاء مجموعة العشرين المزمع انعقاده في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بالأرجنتين، فهذه القمة التي ستكون حاسمة بالنسبة لمصير ولي العهد السعودي الذي يتعرض لإدانة دولية واسعة لم يشهد وان تعرض مسؤول سياسي لمثلها ".

ونفى المحلل السياسي الجزائري، عبد العالي رزاقي، أن تكون زيارة ولي العهد السعودي مجرد زيارة دبلوماسية روتينية، وقال في تصريح صحفي إن "قدوم سلمان المرتقب جاء بطلب منه ضمن ” خطة لتصحيح صورته ".

فيما أكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إن الظروف الحالية لا تسمح باستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معتبرا أنه مسؤول عن قتل العديد من الاطفال في اليمن واعتقال العديد من الدعاة والمثقفين وآخرها جريمة القتل وبطريقة داعشية للصحفي جمال خاشقجي.

وقال مقري ان بن سلمان وراء انهيار اسعار النفط خدمة للرئيس الامريكي دونالد ترامب من اجل التغطية على الجريمة النكراء في القنصلية السعودية في اسطنبول وهو ما يضر بالجزائر كثيرا ويضعها على حافة الانهيار.

وبحسب مقري فإن زيارة بن سلمان للجزائر تهدف لمحاولة اقناعها وتحويلها الى "جمهورية ارز” وهو ما يرفضه كل الجزائريين بحسب مقري الذي دعا الى توافق وطني يغني الجزائر عن السعودية وغيرها.

وأعرب حقوقيون واعلاميون موريتانيون عن رفضهم زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبلادهم، وقالوا أن زيارة محمد بن سلمان لموريتانيا غير مرحّب بها على أساس قتل الشعب اليمني وتدمير المنطقة .

وأكَّد رئيس حزب الرفاه محمد ولد فال وجود دعوات من أحزاب سياسية والكثير من الشخصيات الثقافية لمقاطعة زيارة ابن سلمان نواكشوط. واضاف: إن النظام السعودي سيفشل في تبييض صورة ابن سلمان من خلال زياراته الخارجية.

أما الصحافي الموريتاني ابو معتز الجيلاني فقد أكّد أن شعوب دول المغرب العربي اعتبرت الاعلان عن زيارة ولي العهد استفزازاً.