kayhan.ir

رمز الخبر: 85984
تأريخ النشر : 2018November25 - 20:17

لتخرج الرياض من ذل ومهانة اميركا


مهدي منصوري

نداء الاخوة الاسلامية التي اطلقته طهران الى الرياض وفي مؤتمر الوحدة الاسلامية العالمي بان تعود لرشدها وان تخرج من انقيادها وانصياعها الاعمى لما تمليه عليها الادارة الاميركية خاصة في عهد المختل عقليا ترامب الذي وجه لها الاهانة المباشرة بوصفه اياها ب "البقرة الحلوب" اي انه وبهدا التصريح لم يعترف بها دولة لها كيانها واستقلالها بل خزينا ماليا يستطيع استلابه متى ماأراد.

وقد انعكس هذا الامر وبوضوح وللعالم اجمع من خلال التصريحات التي يطلقها بين الحين والاخر والتي تعكس تعمد اهانة الحكام السعوديين الذين وكما تراءى انهم راضون بذلك من انه لولا حماية واشنطن لهم لم يبقوا في الحكم سوى ايام معدودة ولايمكن ان نقدم لكم الحماية المطلوبة الا ان تدفعوا لنا الاموال وفعلا فانه وبهذه التهديدات الجوفاء تمكن ان يفرغ خزينتهم بحيث وضعهم في حالة من الافلاس الاقتصادي .

واذا كان حكام بني سعود فرحين ومنتشين بهذه الاهانة فلا يمكن للشعب السعودي ان يرضى او يقبل بها يوما ما لان ثرواته تذهب هدرا وبدون حساب ولم يكن هناك سبب يستدعي ذلك، سوى عملية التخويف الزائفة والكاذبة التي ترفع شعاره الادارة الاميركية من عدو وشبح وهمي لاوجود له على الارض .

والملاحظ ان المنطقة وقبل الغزو الاميركي الغاشم للعراق كانت تتمتع بحالة من التعايش والتعاون بين دولها ولم يشهد التاريخ ان نزاعا قد نشب بينها ، ولكن بعد ان دنس الاميركان المنطقة باقدامهم القدرة جلبوا معهم كل مخططاتهم الاجرامية لتمزيق المنطقة والتي اعتمدت على خلق اجواء النزاعات لكي تستطيع ان تضمن هيمنتها على ثروات ومقدرات شعوبها.

ولذا فان كل مانشاهده ويشاهده العالم اليوم من الحالات الشاذة التي لم تعهدها المنطقة من قبل بسبب السياسات الخاطئة والحاقدة التي تتبعها ادارة ترامب والتي اعترفت بها اغلب الاوساط السياسية والاعلامية الاميركية مؤخرا.

وبناء على ماتقدم فان نداء طهران الاخوي للرياض والذي جاء على لسان القيادة السياسية الايرانية يحمل في طياته الكثير من المعاني الكبيرة التي تريد للسعودية ان تخرج من طوق الاسر الاميركي وان تلتحم مع دول الجوار وان لاتبقى رهينة للاملاءات الخادعة والتي ثبت كذبها وزيفها للجميع.

ومن الواضح ايضا ليس فقط للرياض بل لكل العالم ان طهران وبمواقفها القائمة على احترام سيادة واستقلال الدول خاصة المجاورة لها لم يذكر انها تدخلت او مارست دورا سلبيا يؤدي الى زعزعة استقرار اي دولة بل انها كانت تضع جل اهتمامها من اجل ان تعيش المنطقة حالة من الامن والاستقرار المستديم. وذلك برفضها كل انواع الاستعمار والاستعباد الذي تمارسه اليوم واشنطن وتل ابيب بابشع صورة والتي واجهت حالة من التنديد والاستهجان العالمي.

واخيرا فعلى حكام السعودية ان يعوا خطورة الوضع في المنطقة وماستجره من ويلات على شعوبها ان هي استمرت في استجابتها لحالات التهديد والاذلال الاميركي والتي أوصلتها الى حالة من الافلاس السياسي والاقتصادي والذي لم تعهده في تاريخها، واذا ارادات ان تخرج من ربقة هذه التهديدات عليها بالعودة الى لغة الحوار مع دول الجوار خاصة طهران لايجاد قوة اقليمية قوية تقف بوجه كل المؤامرات الخارجية وتحقق امنها من داخلها دون الاعتماد على الاعداء الذين لايريدون للمنطقة وشعوبها كل خير.