وان سألوك عن اهل اليمن قل لهم أكلوا تراب اليمن وماباعوه
أحمد عبد الحسين سعيد
في تاريخ العرب المعاصر خرجت معظم حركات التحرر الوطني من عباءه الاصلاح الديني أو الزعماء الدينين مثل ( علال الفاسي في المغرب ، والبشير الابراهيمي ، وجبهه علماء المسلمين وعبد الحميد بن باديس ، ومالك بن نبي بالجزائر ، وجمال الدين الافغاني ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول بمصر ، والمهدي بالسودان ، والشيخ ياسين وعز الدين القسام بفلسطين ، وحزب الله بالبنان ، وجمال الدين القاسمي بسوريا ، والمقاومة الاسلاميه بكل فصائلها والحشد الشعبي بالعراق ، والمشايخ الاحرار باليمن وعلى رأسهم زيد المشكي والحوثيون وعلى رأسهم السيد حسين بدر الدين الحوثي واخيه عبد الملك .
_ حيث انطلقت كل هذه الحركات المذكوره انفاً من اسس فكريه مؤمنه بها منها التربيه الفكريه والايدولوجيا التي تعمل عليها وتعبتر الاسس الفكريه المعرفيه لهذه الحركات هي عمليه تنمويه لتوعيه القاعده الجماهريه وتربيتها عليها حتى تصبح القواعد الجماهريه قواعد رصينه ولكن تبقى اليه الفكر ورصانته واليه توصيله لجماهريها فالبعض يطرح فكر معين ولكن نشاهده بعد فتره من الزمن يتلاشى لذلك يعتبر الفكر العمليه الاولى للانطلاق لهذه الحركات التي من خلال تقوي القواعد الجماهيريه ، لذلك تعتبر التربيه الفكريه هي عمليه تنميه عقل الانسان وتفكيره من اجل دمج الروح بالفكر وهي تتم من خلال معرفه العقائد الاسلاميه فروعاً واصولاً وتشريعاً ، التي من خلالها نخلق شخصيه اسلاميه تحمل الرساله الى العالم بالفكر والروح والمنطق والعقل .
_ لذلك كل حركة او حزب قائم على الدين والفكر يعتبر ثابت بثبوتها واذا كان الحزب او الحركه قائم على السلطه وحدها زائل بزوالها، والاهم من هذه المقدمة هو نأخذ نموذج واقعي يمثل قلعة للصمود ولمدة اربعة سنوات من الجوع والقهر والظلم والاستبداد والقتل الجماعي الذي لايميز بين طفل وامرأه وشيخ عاجز عن الحركة بعدوان شرس مخترق كل القوانين الدوليه الاوهي ( اليمن وحركة انصار الله الاوفياء ) فالكثير يتسأل من هم انصار الله الاوفياءوماهي هويتهم السياسيه والفكريه والمجتمعيه وماهو مشروعهم السياسي وعقيدتهم السياسيه واذا اردنا الاجابه عن هذه الاسئله نحتاج الى بحث كامل وهي اكبر من ان يحيط بها عنوان او تستوعبه دراسه متمثله بقائدها المؤسس ( السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي 1959-2004) والذي تميز ملخص حياة من مدينه الرويس بني بحر في محافظة صعدة ورحل مع والده الى ايران ولبنان وحصل على الماجستير والعلوم الشرعيه من السودان .
_ وابرز المحطات التي مر بها هي عام 1990 ساهم في تأسيس حزب الحق مع شخصيات زيديه وفي عام 1993 فاز بالانتخابات البرلمانيه بمقعد وممثلآ للدائرة 294 في محافظة صعده من العام 1993 الى العام 1997 كمرشح لحزب الحق ، بعد ذلك اتهم بمساندة الانفصال ومناصرة قوات الحزب الاشتراكي في اليمن 1994 بعد ذلك تفرغ حسين الحوثي الى تاسيس حركة الشباب المؤمن الحوثيين وتكوين نواتها وهنا نقطة التحول التخلي عن العمل السياسي وانشاء مشروع سياسي عقائدي اكبر من طموح مقعد واحد ممتزج بين الفكر والسياسيه حيث كون نواتها الاولى واعتمد على اليه نشر فكر الثقافه القرأنيه حسب اجتهاداته وتأسيس مدارس في صعدة وترك الترشيح لشقيقه يحيى بدر الدين .
_ والاهم في هذا التفصيل بداية التحول الى مرحلية البناء للقاعدة الحوثيه وطريقه اعتمادهم على المنهج القرأني وجعل ثقافة القرأن نقطه الانطلاق من اجل الدخول الى قلوب اليمنين من كلام الله فهذا الصمود الذي نراه اليوم هو ليس وليد الساعه انما تجذر من تربيه عقائديه رساليه فكريه وسرعان ماطرح حسين الحوثي منهجه ورسالته الى اهالي اليمن سرعان ما انتشرت وتوسعت بين اليمنين على الرغم من حالة الخمول الذي كانت تعانيه القاعدة او الشعب اليمني انذاك ومن جملة ماطرح من الافكار الا وهي :
1- احياء روح الاسلام :
اكد السيد حسين الحوثي على احياء روح الاسلام وتعاليمه وقيمة العليا وذلك للفعل السياسي والحركة الايجابيه للصحوة لبناء دولة الانسان في نفوس المسلمين في اليمن واستطاعت هذه الدعوة احداث تغيير اكبر في نفوس من سمعوها وقومت سلوكياتهم وجعلت منهم امة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولايقبلون بالظلم والاستعباد والاذلال وهذة الدعوى ادت الى ضغينه قوى الشر والظلم والفساد مماادت الى استشهادة عام 2004 وحتى بعد استشهاده توسعت اطروحاته واصبح انصارالله يتكاثرون لما لمسوه من صدق وعزه من هذا الفكر .
2- الربط بين الدين والدنيا والعقل والدين .
وضح ذلك من خلال اعطاء نموذج للتقدم الذي يستطيع بالانسان نحو انسانيته ووافق بين التقدم والمعنويات والدين فكان يؤكد من خلال (( المادة في حركة مستمرة وتطور دائم وهذة حقيقه متفق عليها بيننا جميعاً والحركة تحتاج الى سبب محرك لها وهذه حقيقه اخرى مسلم بها بلا جدال )) لذلك يعتبر نموذج للفعل والحركة وهنا يقول (( ان الحكمة تعود التاريخ وتعود الى القرأن ونأخذ العبر والدروس من خلال تلك الاحداث ونأخذ المقاييس الثابته والوعي والبصيرة من خلال القرأن الكريم هنا الحكمة ، كلها حتى ترى في الاخير ان التفريط ، ان السكوت ، ان الجمود ، ان التفكير في انك ستستسلم كلها منافيه مع الحكمة كلها ليست واقعيه كلها سبب النكال)) .
3- العودة الى القرأن :
تعتمد مدرسة اليمنيين ( الحوثيون ) والملاحظ في خطاباتهم العامة العودة الى القرآن وهي الثقافه القرآنيه بحيث يعيد الاسلام الى الواقع العام من التطور الموجود والحفاظ على الثوابت الاسلاميه حيث يجعلون الاسلام المحرك العام ويجعله مؤثراً ومحركاً ومغيراً ومصلحاً ويؤكدون على وحدة الامه الاسلاميه حيث يقول الشهيد حسين الحوثي ((لا بد ان نكون واعين ان علينا تحمل المسؤوليه القرآنيه بوعي ، اما اذا اصبحنا الى درجه لانعي ولانفهم مايعمل الأخرون ولانعي ولانفهم خطورة مايدور من حولنا فأن ذلك يعني اننا نعيش في حالة اسوأ ممانحن فيه او ليس كل واحد منا يعرف مايدور في هذا العالم من احداث تدور على كل رؤوس المسلمين ولكنها حرب ضد الاسلام والمسلمين اليس هذا شيء مفهوم لدينا جميعاً )).
4- السيادة والاستقلال :
الاستقلال وسيلة من وسائل نشأه الدولة والتفسير الاسمى من حق الشعوب وهو حق طبيعي يمارسه اي شعب احتلت ارضه وخيراته وهو مقر قانوناً وشرعاً وهنا يدافع السيد الشهيد حسين الحوثي عن الاستقلال اليمن بقولة (( ثم الناس لايسمحوا ابداً لانفسهم ان يقولوا : هذه القضيه تخص الدوله ، الدوله نفسها ليست لها مبرر، ان تسمح ولا الدستور نفسه يسمح لمسؤول ان يسمح بدخول الامريكيين الى اليمن حتى لو افترضنا ان هناك كما يقولون ارهابيين في اليمن هناك قضاء في اليمن ، وهناك دوله في اليمن واليمنيون يستطيعون هم اذا ماكان هناك اعتداء من اي شخص .... )) .
5- موقفه من اسرائيل
6- موقفه من غزو العراق
7- موقفه من حرب افغانستان
8- موقف من المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه
10 - موقفه من الارهاب .
واخيراً انه لضخامة هذه الافكار والرؤى التي تطرح من قبل قادة اليمنيين الحوثيين مع امكانيات البلد الاقتصاديه الفقيره والظلم ولدت قاعدة استطاعت ان تصمد بوجه العدوان الامريكي السعودي الاماراتي الاسرائيلي .