kayhan.ir

رمز الخبر: 8575
تأريخ النشر : 2014October17 - 21:07

اوهام السلطان التركي ويقين السيد ...!

* محمد صادق الحسيني

" عندما سألت زعيما دينيا عن موقفه من قتل نحو 250 الف شخص في سورية ، ولماذا لم تتم مواجهة هذا ؟ اجابني : " ان الرئيس بشار الاسد هو الوحيد الذي وقف بوجه الظلم الاسرائيلي ...."

هذا الكلام للرئيس التركي اردوغان ورد في خطاب له في افتتاح العام الدراسي في جامعة مرمرة ، وفيه اشارة تلميحية واضحة لمحادثاته مع قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي خامنئي في طهران ....

يضيف اردوغان : " الان اقول له ان هؤلاء ال250 الف ... الم يقفوا هم بوجه الحملات الاسرائيلية " ؟ ....

سؤالنا الاولي الان للرئيس اردوغان هو لماذا بلع لسانه يومها وهو في حضرة السيد ولم يطرح مثل هذا السؤال هناك ... فيما يريد اليوم ان يظهر شجاعته في الحوار مع الكبار امام جمهوره الانتخابي وهو الذي اذرف دموع التماسيح في ذلك الاجتماع بعد ان اسهب الامام في شرح المظالم التي تعرض لها الشعب السوري وشعوب المنطقة من جراء سياسات انقرة الخاطئة ووعد بالتغيير والتعاون مع طهران في تصحيح مسار سياسته الخارجية تجاه البلد الجار الذي عامله يوما بكل حسن نية .....؟!

اما الاسئلة التي تخطر على بال واذهان عامة الرأي العام الداخلي التركي والعام في المنطقة ، بعد ان تكشفت حقائق تدمغ كل مدع فهي :

اولا : اذا كان هؤلاء الذين قتلوا في احصائية اردوغان هم من ابناء الشعب السوري الغيارى من الابرياء وفيهم قطعا مثل هؤلاء فنحن من يجب ان نسأله :

من فتح حدوده ووظف مخابراته واعلامه ومعسكراته وغرف ظلامه وتجهيزاته الالكترونية وعلاقاته العامة ورجال اعماله وسهل لمخابرات اكثر من ثمانين دولة ليجتازوا حدود بلاده ليعيثوا فسادا في الارض السورية وينهبوا ويسرقوا ويدمروا ويحطموا كل البنى التحتية ابتداء من حلب شمالا وصولا الى كثير من المدن السورية في الحدود الجنوبية التي كان يعتاش منها هؤلاء ال 250 الفا من المدنيين الابرياء الذين واجهوا الحملات الاسرائيلية ومعهم سائر افراد وطبقات الشعب السوري ....!؟

ثانيا : اما اذا كان يقصد ان من تم قتلهم هم من اتباع من يسميهم " المعارضة المسلحة " وبالمناسبة باتت الان من قسم "المعتدلة " اي ما يطلق عليهم ب " الجيش الحر " الذي نشأ وترعرع في احضان اردوغان وحزبه ومخابراته فتلك مصيبة كبرى فاضحة لك يا سيد اردوغان ...!

الم تسمع بما صرح به يعالون عن "رعيتك " اخيرا عندما نزع عنهم آخر ورقت توت بقوله : اننا نرعاهم ونساندهم وندعمهم ليشكلوا لنا سياجا عازلا او جدارا حاميا لنا من هجمات الجانب السوري في الجولان .....

يعني انهم درع الاسرائيليين امام خطر مقاومة الاسد واحتمال شنه حربا على تل ابيب.....!

ثالثا : اذا كان هذا هو حال " المعتدلين " من "المقتولين " يا سيد اردوغان فماذا ستقول عن حال المتطرفين من " الوحوش الكاسرة " باعتراف اقرب الناس اليك اليوم اي رفاقك وزملاؤك في حلف الاطلسي والتحالف الدولي الجديد ، اي داعش وما ادراك ما داعش وجبهة نصرتهم من آكلي الاكباد وشاقي البطون وقاطعي الرؤوس ومروجي الاستعباد وتجارة الرقيق في عصر " انوار نهاية التاريخ " الامريكي الواعدة بتحرير البلدان والدفاع عن حقوق الانسان ....!؟

رابعا : نسألك بكل صراحة يا سيد اردوغان ماذا قصدت في القسم الآخر من خطابك عندما اتيت على ذكر واقعة اخرى زعمت فيها - والله اعلم - ان زعيما لبنانيا كبيرا معارضا يومها وهو اليوم لا يزال في سدة الحكم قال لك اثناء قيام بلادك بالوساطة بين 8 و14 آذار : " لماذا لا تقوم بالزحف على المنطقة رتحتلها وتريحنا مرة واحدة كما فعل اجدادك العثمانيون .....؟ " !

وهذا الكلام هو نص ما ذكرته انت في خطابك امام الطلبة ..... اليس كذلك ...!؟

الا يكشف هذا الجزء من خطابك حقيقة ما تتمناه وجوهر طموحك وطموح فيسلسوف حزبك داوود اوغلو الذي شرح ذلك كله في كتابه الشهير" العمق الاستراتيجي " ....!؟

يعني عثمانية جديدة تجمع بين اسلام "سكر خفيف" غير معاد للغرب بل ويحمل درع الآيباك - منظمة اللوبي الصهيوني في امريكا - الذي ورطك به داوود اوغلو او ارتضيته لا فرق والذي سماه الامام الخميني الراحل مبكرا "اسلام امريكي " و"نظام مدني" يظهر بمظهر ديمقراطي ولكن من نوع تركي اتاتوركي عنصري يحتقر كل شعوب العالم الاسلامي الذين من حواليه ولا يرى من مظاهر الغرب الا عقد اخوة سري وعلني مع نظام وكيان عنصري غريب مزروع في المنطقة لهذا الغرض اسمه اسرائيل ...!

وهذا ما لا تستطيع انكاره طبعا مهما جاهدت وفعلت ومثلت من ادوار مسرحية لان الاتفاقات الثنائية والمتعددة السرية منها والعلنية وعضويتك في حلف الاطلسي تفضح حقيقة نظام حزبك حزب "العدالة والتنمية" ....!

حتى دولة الرفاه الاقتصادي التي ان اردت ان تتغنى بها فهي لن تستغرق الا ساعات بعد قرار غربي يقضي بسحب مئات المليارات من الرساميل التي تدفقت عليك للقيام بهذا الدور المزدوج ... وقد جربوك وزكزكوك ... عندما اردت ان تلعب دور البطل الوحيد فرضخت ... وعدت الى مواقعك .... !

هل عرفت الان لماذا كان كان جواب السيد لك مختصرا ومكثفا وواثقا حق اليقين من حقيقة حليفه الذين اظهرت في خطابك عن تضايقك من كونه يدافع عنه بالسلاح والمال...!؟

نصحية قد تكون متأخرة وتأتي في الوقت الضائع ... لا ادري ... فقد تسبقني وقائع سورية او عراقية او لبنانية اقوى قد لا تترك لك فرصة لسماعها ناهيك عن تطبيقها .....!

فك عقدة النفاق والثنائية التي تعيشها واخرج من عبائتك الطائفية والحقد الدفين الذي تحمله تحاه الشعوب الاخرى المحيطة ببلدك والشعب الطيب الذي تنتمي اليه وتذكر جيدا ان اقوى امبراطورية احادية تم هزيمتها امام عينيك واصيبت بالشيخوخة المبكرة نتيجة اضطرارها لتجرع كؤوس السم مرة على بوابات الشام التي تحلم باسقاط اسدها ومرة على اسوار غزة التي حلمت بتوظيف ورقتها

واخرى على تخوم بغداد التي حاولت خداعها، واليوم تشربان انت وهي الكأس الرابعة على ربى صنعاء والحديدة وفوق رمال شواطئ البحر الاحمر واختناقكما المترقب في مضيق باب المندب بعد هرمز ...!

لا ادري ان كانت كوباني - عين العرب - غراد السورية بعد امير علي غراد العراقية

او "القلمون غراد" المترقبة ستمنح لك الفرصة لسماع النصيحة فضلا عن تطبيقها ام ان الوقت قد فاتك وقطعك قبل ان تقطعه ....!؟