kayhan.ir

رمز الخبر: 85378
تأريخ النشر : 2018November13 - 21:18

المملكة من دون بن سلمان


امير حسين

ما يدور اليوم من احاديث خلف الكواليس بين الاوساط السياسية والاعلامية والنخبوية بان الرئيس التركي اردوغان ليس باقل من نظيريه الاميركي او بقية زعماء الغرب حرصا في الابقاء على ملف خاشقجي مفتوحا لحلب السعودية عبر توجيه الاتهامات الى اعلى المستويات في هذا البلد ما عدا الملك سلمان وهذا ما سمعناه كثيرا من الاميركان واردوغان للحفاظ على آل سعود ومنع انهيارهم للسبب الآنف الذي ذكرناه، اما ما دون ذلك فجميع الاحتمالات مفتوحة. اذن لن يبقي اي مجال للتساؤل لم الاصرار على ابعاد الاتهام عن الملك سلمان لان بقائه هو الضامن لمصالحهم واذا انفرطت العائلة لم يحصلوا على اي شيء.

والجميع يعلم انه لا احد من هؤلاء يتباكى على دم جمال خاشقجي رغم فظاعة مقتله المدانة وتقطيعه وتذويبه التي تدل على مدى قساوة آل سعود وايغالهم في الجرائم، انما استخدموها شماعة للضغط على آل سعود وفرض المزيد من الشروط عليهم ولو كان هؤلاء الزعماء يملكون شيئا من الضمير والوجدان الانساني لما التزموا الصمت ازاء ما يجري من جرائم ودمار تنفذها هذه العائلة الفاسدة ضد الشعب اليمني منذ اكثر من 4 سنوات والتي ترتقي الى حد الابادة البشرية سواء عبر الحرب المدمرة او المجاعة عبر الحصار.

والمستغرب جدا ان الرئيس اردوغان قد نصب نفسه قاضيا وقبل ان تلتئم جلسه المحاكمة اصدر براءة للملك سلمان من دون ان يستمع الى شهود في هذه القضية وهو في نفس الوقت يكرر دائما بان الاوامر قد صدرت من اعلى المستويات في السعودية.

والجميع يعلم ان في مثل هذه النظم الشمولية والدكتاتورية لا يتجرأ اي مسؤول ان يتخذ قراراً بهذا المستوى دون اطلاع من الملك سلمان الذي طبلوا له وفور وصوله الى الحكم بانه ملك خلافا لاخوته رجل حاسم وحازم سيخرج على السياسة التقليدية التي اتبعها اخوته لذلك كشر عن عدوانيته البغيضة في شن الحرب على اليمن باسم "عاصفة الحزم" باستشارة من مقربيه ومنهم محمد الذي هو اشد حقدا وعدوانية منهم وكما يقال الولد على سر ابيه فلذلك لايمكن تبرئة الملك سلمان من الجريمة والايام القادمة ستثبت ذلك.

اما ما سخر منه المراقبون واضحك حتى الثكالى هو ما اشار اليه الرئيس التركي اردوغان اثناء عودته من باريس الى انقرة بان رئيس الاستخبارات السعودية هو الاخر صدم كترامب وماكرون وميركل من سماع التسجيلات الصوتية لقتل خاشقجي.

وتزامنا مع ما اثاره اردوغان سوى اثناء وجوده باريس او خلال عودته على متن طائرته حول ملف خاشقجي حدث تطوران مهمان الاول اتصال بومبيو وزير الخارجية الاميركي مع بن سلمان وتاكيده بان بلاده ستحاسب قتل قاشقجي وان على السعودية فعل الشيء نفسه!!

والامر الاخر كان الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية البريطاني للرياض ولقائه الملك سلمان وغياب محمد بن سلمان عن هذا الاجتماع من دون تسريب اية معلومات عما دار في هذا الاجتماع، لكن ما كان لافتا للاهتمام ما كتبته الغارديان البريطانية تزامنا مع هذه الزيارة حيث لمحت الى ازاحة بن سلمان لصالح الامير احمد شقيق ملك سلمان الذي وصل الى الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر وقد وصفت هذه الصحيفة عودته بالخطوة الاولى لاستعادة النظام القديم بعد التطورات الاخيرة في المملكة ومقتل خاشقجي. ولخصوصية النظام السعودي المغلق والحديدي فأن اية عملية لصنع القرار في هذا البلد تتغير ببطء شديد ترافقها احتياطات كبيرة للحيلولة دون حصول تداعيات واستحقاقات غير محسوبة.