kayhan.ir

رمز الخبر: 85337
تأريخ النشر : 2018November12 - 20:11

عباس ونتنياهو وجهان لعملة واحدة


يعتقد المراقبون ان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد رتب ونظم كل افكاره وتحركاته مع المجرم نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني بل وفي بعض الاحيان يظهر عباس اكثر صهيونية من نتنياهو نفسه، ولذا فان رؤى وتصورات عباس ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة تتناغم وبكل المقاييس مع الرؤى الصهيونية الحاقدة والمعادية للشعب الفلسطيني.

ولا نغالي اذا قلنا ان عباس قد فقد حسه الوطني الفلسطيني بحيث وصل به الامر الى ادانة كل تحرك فلسطيني ضد الصهاينة، بل المدافع الاول عن الصهاينة والمنتقد الاول لابناء جلدته مما يعكس وكما اشارت اوساط فلسطينية انه قد نزع جلده الوطني الفلسطيني.

وتساءلت هذه الاوساط من ان مسايرة عباس للصهاينة ضد ابناء جلدته بحيث ان ما يقوم به الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين من جرائم يندى لها جبين الانسانية وتواجه الرفض والانتقاد لم يحرك فيه ساكنا او لم ينبض له عرق يدفعه في حماية ابناء شعبه والدفاع عنهم.

وبطبيعة الحال فان عباس وبمواقفه المعادية للشعب الفلسطيني خاصة ابناء المقاومة في غزة قد وقع في عزلة قاتلة ستفتك به يوما ما، ولذا فانه يرى بان في تصريحاته التهديدية او مواعيده الكاذبة وغيرها ضد ابناء غزة متنفسا قد يخرجه من عزلته، الا ان الواقع يعكس امرا آخر لان ابناء الشعب الفلسطيني المقاوم وفي غزة والذي اذاق ولازال يذيق الصهاينة المجرمين مرارة الالم من خلال المواقف البطولية والصمود الرائع والرد القاطع سواء كان بالقيام بعمليات فدائية ضدهم وجنودهم وغيرها من المواقف كل ذلك وضع عباس في موقف صعب جدا امام تعهداته للصهاينة بحمايتهم من خلال التنسيق الامني معهم .

ومن هنا ومن اجل ارضاء هذا الكيان الغاصب فانه يرسل تهديداته بين الحين والاخر لغزة ومقاومتها والتي كان آخرها بالامس القريب والذي توعدها باتخاذ ما اسماه "اجراءات شديدة" دون ان يحددها، متهما اياها كذبا وزورا بانها تقف حجر عثرة امام الجهود المبذولة لتعطيل الدولة الفلسطينية المزعومة،

ويعكس هذا التهديد من قبل عباس لغزة حالة الفشل الكبير الذي منيت به المشاريع المعولبة والمسلفنة التي تأتي من الخارج لتطبقها على الشعب الفلسطيني المقاوم والتي واجهت الرفض القاطع لان مثل هذه الخطط والمشاريع لاتصب في صالح الفلسطينيين وثوابتهم الوطنية، بل تؤسس لتوفير حالة الامن المستديم للكيان الصهيوني وهو ما لايمكن ان يقبل به أي فلسطيني حر شريف ان لم تعاد له حقوقه المسلوبة من الاراضي التي استلبت وعودة اهاليه من المهجر واطلاق سراح الاسرى وغيرها من القضايا التي تضمن لكل الفلسطينيين الحياة الحرة الكريمة على ارضهم، ومن دون ذلك فان اسرائيل لايمكن ان تعيش آمنة مستقرة مما كلفهم لك من ثمن.

واخيرا فانه يصدق القول بان عباس ونتنياهو يمثلان اليوم وجهان لعملة واحدة في الاتفاق على معاداة الشعب الفلسسطيني ومقاومته الباسلة.