ظريف: المجتمع الدولي يفكر بعدم إمكانية بقائه سجيناً ورهيناً لسياسات أميركا
* الاوروبيون لم ينجحوا تماماً في الالتزام بتعهداتهم في الاتفاق النووي لكنها لم تترك انطباعاً سلبياً على الفوائد التي عادت على ايران
طهران - كيهان العربي- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف: إنّ التوظيف الزائد عن الحد الذي تقوم به الولايات المتحدة لقوتها العسكرية والاقتصادية جعل المجتمع الدولي يفكر بعدم إمكانية بقائه سجيناً ورهينة لسياسات واشنطن.
وقال الوزير ظريف خلال مقابلة إذاعية أمس السبت، بأنّ الولايات المتحدة بدأت تجرّب العزلة في العالم مؤكداً على أنّ الأميركيين والاوروبيين قد يكونوا متحدين في بعض السياسات لكنهم يختلفون في شأن الإتفاق النووي. مضيفاً: لايبدو أنّ هاتين الجهتين قادرتان على القيام بدور الشرطي الطيب والسيئ.
ورأى وزير الخارجية، بأنّ القوة الاقتصادية الأميركية كبرى ولافتة للإنتباه مصرحاً بأن من الصعب مواجهة هذه القوة نظراً الى إتخاذ الشركات قراراتها النهائية الواردة في العلاقات الاقتصادية بنفسها.
وأشاد بوقوف الاوروبيين في إبداء وجهة نظرهم السياسية أمام الولايات المتحدة، معتبراً ذلك عزلة للأميركيين وإثارة لغضب ساستهم.
وصرّح الوزير ظريف بأنّ الاوروبيين لم ينجحوا تماماً في الالتزام بتعهداتهم موضحاً بأنّ هذه الحقيقة لم تترك انطباعاً سلبياً على الفوائد التي عادت على ايران ولم تؤثّر سلباً على السلام والأمن الدوليين.
ورأي في سلوك الولايات المتحدة انتهاكاً لاُسس العلاقات الدولية مشيراً الى إنسحاب واشنطن من اليونسكو ومعاهدة باريس ومعاهدة نافتا والشراكة العابرة للمحيط الهادئ، واصفاً هذه الإنسحابات بأنها لاتعني وجود خلل أو سوء فيها بل السبب في ذلك يعود الى طغيان حكومة البيت الابيض وانتهاجها منطق القوة والغطرسة.
وأعرب وزير الخارجية عن إعتقاده بأنّ التوظيف الخارج عن الحد للقوة والغطرسة يعود بنتائج سلبية، معتبراً الرد الاميركي على تصريحات رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون ووزير ماليته بياناً لتوظيف واشنطن قوتها العسكرية والاقتصادية لفرض إرادتها.
وصرّح بأنّ التوظيف الزائد عن الحد الذي تقوم به الولايات المتحدة لقوتها العسكرية والاقتصادية جعل المجتمع الدولي يفكر بعدم إمكانية بقائه سجيناً ورهينة لسياسات واشنطن.
ووصف الوزير ظريف الإتفاق النووي بأنه كان تبياناً للصورة الايرانية أمام الرأي العام العالمي وفضحاً للصورة الأميركية.
وصرّح بأنّ الإتفاق النووي أزال عن ايران قرارات الفصل السابع الصادرة عن مجلس الأمن وبدّد الإجماع العالمي ضدها وفضح الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني والولايات المتحدة اللذين كانا قد عرضا صورة عن ايران وكأنها تهديد للعالم فضلاً عن دور الإتفاق النووي في نسف مساعٍ بدأت منذ 40 سنة من جانب الكيان الصهيوني والنظام السعودي ضد البلاد.
وقال: ايران أوجدت مناخاً وظروفاً جعلت الرئيس الاميركي نفسه يزعم بأنّ الولايات المتحدة انخدعت أكبر خدعة، مضيفاً بأنّ الإتفاق النووي عاد على ايران بإبعاد المؤامرات التي استمرت لعقود ضدها والتي كانت تتهمها بأنها تهديد للسلام والأمن.
وأكّد وزير الخارجية بأنّ الإتفاق النووي لم يكن مجرد معاملة اقتصادية بل كان آلية حفظت لايران حقها النووي وأزالت عنها الحظر وجعل الدنيا تعترف بالقوة النووية لها.
وأيد حدوث تغييرات حتمية بعد التركيبة الجديدة للكونغرس الاميركي ومواجهة ترامب صعوبات، مؤكداً على عدم وضع ايران خططها وسياساتها بناء على هذا التغيير أو عدمه، عازياً ذلك الى عِلم ايران بأنّ الديمقراطيين والجمهوريين كلاهما غير صديقين للجمهورية الاسلامية في ايران.
وإعتبر الوزير ظريف الجمهورية الاسلامية في ايران بلداً ذا دور فاعل ومؤثر في المنطقة وذا دور في عزل الولايات المتحدة، غير عابئة بالسياسات والتغييرات التي تطرأ في الوسط الاميركي ولا تعوّل عليها.