kayhan.ir

رمز الخبر: 84999
تأريخ النشر : 2018November04 - 20:47

لا يا عُمان


ما لفت انظار المراقبين وأثار دهشتهم القرار العُماني باستقبال نتن ياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني للسلطنة ولقائه السلطان قابوس في وقت بات محور المقاومة يتقدم باستمرار ويضيق الخناق على اميركا لطردها من المنطقة وفي وقت بات شباب غزة العزل وباجسامهم العارية يزلزلون الارض تحت اقدام الصهاينة وفي وقت بدأ العالم وحتى الغربي منهم يتفهم مظلومية الشعب الفلسطيني، لذلك كانت هذه الخطوة شاذة ومباغتة للجميع لمعرفتهم بالمواقف المتزنة والحكيمة للسلطنة وقادتها تجاه القضايا العربية والاسلامية وهذا الخروج غير المألوف عن السياق طرح تساؤلات عديدة اهمها تراكم الضغوط الاميركية والبريطانية الخبيثة وتهديداتهم الوقحة والفجة ـ كما تعاملوا مع ساسة العراق ـ للسلطان قابوس ومستقبل السلطنة آخذين بنظر الاعتبار تقدمه في السن وتعاطيه المحتاط جدا مع مثل هذه القضايا دفع على الارجح بالسلطنة للرضوخ لمثل هذا الضغوط والاذعان لاستقبال قاتل ابناء فلسطين بهذه الحفاوة غير المسبوقة، بهدف التمهيد لفتح باب التطبيع مع بقية دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي وانتشال "صفقة القرن" الذي بدأت تتاكل لوقوف الشعب الفلسطيني وكافة الفصائل الفلسطينية الاسلامية والوطنية منها وحتى السلطة الغارقة في التسوية ضدها وكذلك دخول العهد سلماني واهم احد هذه الاطراف المعول عليها لتمرير هذه الصفقة، بن سلمان والذي كان الصهاينة ينتظرونه منذ خمسين عاما حسب ادعاءهم بات في غرفة العناية المركزة ينتظر ايامه الاخيرة.

ومما لا نخفيه على احد لقد اسف الكثيرون على ان عُمان باعت تاريخها ومصداقيتها بهذا الثمن البخس للغرب والصهاينة واشترت لنفسها عاراً ابدياً بانها كانت البوابة لاحياء صفقة القرن التي لم تشهد النور مطلقاً باذن الله بفضل تواجد الشعب الفلسطيني المقاوم و دعم محور المقاومة لها وجميع شعوب العالم دون استثناء لانه الشعب الوحيد الذي يرضخ للاحتلال المباشر حتى يومنا هذا واي احتلال اجرامي يفتك بالشعب الفلسطيني ليل نهار.

لكن ما كان لافتا ايضا هو القراءة المسبقة للشعب الفلسطيني منذ سنوات تقدمت، حينما خاطب الحكام العرب "كفوا فقط شركم عنا لا نريد خيركم" لكن ان تنقلب الاية 180 درجة ويقف العرب كحكام السعودية ويمولوا حروب الصهاينة ضد العرب واليوم يريدون تصفية القضية الفلسطينية ومساعدة الصهاينة لقمع الشعب الفلسطيني واسكاته امر لم تمر على ذاكرة أي انسان فكيف اليوم اصبحت واقعا مألوفا وعاديا؟!

لذلك كان من المفروض والواجب عليكم وبما انكم عرب ومسلمون كما تدعون ان تقفوا كما تقف ايران وسوريا ولبنان والعراق وحتى الشعب اليمني المظلوم الذي يعيش تحت القصف والدمار مع الشعب الفلسطيني.

ولو استمعت السلطنة لنداء الشعب الفلسطيني والتزمت الحياد لما وقعت اليوم في هذا المحذور خاصة انها لم تكن مجاورة للكيان الصهيوني حتى تتعذر بدفع شرها واخيرا يتساءل الشعب الفلسطيني، لا يا عمان السنا عربا من بني جلدتكم والسنا مسلمين مثلكم كما تزعمون؟ ما الذي فعلناه؟ وما هو ذنبنا؟ حتى تنتقمون منا كل ما نريده ان نحرر ارضنا ونعيد كرامتنا ونعيش في دولتنا كما تعيشون انتم؟! فهل هذا كثير عليكم؟!