kayhan.ir

رمز الخبر: 84978
تأريخ النشر : 2018November04 - 20:10

تركيع العالم للوصول الى تركيع ايران رغبة صبيانية


ماجد حاتمي

لم تمر امريكا منذ تأسيسها، في عزلة على الصعيد الدولي، كما تمر بها الان في ظل رئاسة الفريق العنصري والمتطرف الذي يقوده دونالد ترامب، فمن بين نحو 200 دولة، هي مجموع دول العالم، ليس هناك من يطبل لسياسة ترامب سوى "إسرائيل” والسعودية والامارات البحرين.

هذه الحقيقة ظهرت وبشكل واضح على خلفية الموقف الاحادي الجانب والاستعلائي للادارة الامريكية، الرامي الى فرض حظر ظالم على ايران، ترفضه الامم المتحدة، والاتحاد الاوروبي و روسيا والصين واقرب حلفاء امريكا التقليديين في جميع انحاء العالم.

لم يساير امريكا في انتهاكها للقانون الدولي، بالخروج من الاتفاق النووي مع ايران وفرض الحظر الاحادي الجانب عليها، اي بلد في العالم، وهو ما جعل هذ الحظر يترنح قبل ان يبدأ، فبعد لغة التهديد التي خاطبت بها ادارة ترامب الدول التي ستواصل شراء النفط الايراني بعد 4 تشرين الثاني نوفمبر، تراجعت هذه الادارة واستثنت الدول التي كانت ومازالت تستورد النفط الايراني، تحت ذريعة ان هذه الاستثناءات مؤقتة.

من المعروف ان الاقتصاد الامريكي لا يتجاوز الاربعين بالمائة من اقتصاد العالم، وهذه النسبة، رغم تأثيرها الذي لاينكر الا انها، لن تستطيع ان تشل نسبة الستين بالمائة من اقتصاد العالم، لاسيما لو كانت هناك ارادة سياسية وراء هذه النسبة، ترفض سياسة الاستفراد الامريكي بالقرار الدولي.

ليس هناك من ينكر ان الاقتصاد الايراني سيتأثر سلبا بالعقوبات الامريكية على قطاعي الطاقة والمال، ولكن هذا التاثير لن يكون كما يتمنى الثلاثي ترامب بولتون بومبيو، فايران ستستمر، وفقا لاغلب خبراء الاقتصاد، ببيع نحو مليون او مليون ومئتين وخمسين الف برميل، اي نصف ما كانت تصدره سابقا، من دون ان تتأثر حجم عائداتها كثيرا بسبب ارتفاع اسعار النفط الى الضعف.

ان مواصلة الصين والهند واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية ودول اخرى شراء النفط الايراني، حتى بكميات اقل، بالاضافة الى تفعيل الالية المالية بين ايران والاتحاد الاوروبي، والتجربة الضخمة التي راكمتها ايران خلال العقود الاربعة الماضية في ظل الحظر الامريكي والاوروبي والعالمي، ستجعل نتائج الحظر الامريكي، ترتد سلبا على ترامب شخصيا، وتقضي على كل أمل له بالبقاء في البيت الابيض، بعد انتهاء ولايته هذه.

ان صفة التخبط التي تعتبر العنوان الابرز للسياسة الامريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي، في ظل رئاسة ترامب، ستلازم ايضا سياسة الحظر ضد ايران، كما لازمت كل سياسات هذه الادارة بدءا بالقضية الفلسطينية، ومرورا بالهجرة وعلاقاتها مع الناتو والاتحاد الاوروبي والصين و روسيا، وانتهاء بظاهرة العنف التي تضرب المجتمع الامريكي جراء خطاب الكراهية لترامب ضد الملونين والاقليات العرقية والدينية.

لا نبالغ ان قلنا، ان من المستحيل ان تنجح أمريكا في تنفيذ رغبة ترامب بتصفير النفط الايراني، فهذه الرغبة تعني تركيع العالم للوصول الى تركيع إيران، وهي رغبة صبيانية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.