kayhan.ir

رمز الخبر: 84916
تأريخ النشر : 2018November03 - 21:03

حزب الله في مواجهة العقوبات الأمريكية


سركيس ابو زيد

ثمة اهتمام في لبنان بكل التطورات الاقليمية التي يصعب إبعاد تأثيرها ونتائجها عن الساحة اللبنانية. وثمة اتهامات متبادلة بوجود رهانات وحالة انتظارية لما هو أتٍ في تشرين الثاني من عقوبات أميركية من جهة، وانتخابات نصفية من جهة ثانية، ومعركة حسم في إدلب من جهة ثالثة.

مؤخراً، صوّت مجلس النواب الأميركي بالإجماع على مشروع قانون يدعو لفرض عقوبات جديدة على حزب لله. هذا المشروع يهدف الى الحد من قدرة الحزب على جمع الأموال وتجنيد عناصر له .

كما قامت وزارة العدل الأميركية أيضاً بإدراج حزب لله اللبناني على قائمة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، في أول تصنيف من نوعه للحزب ، استعداداً لاستهدافه بتحقيقات وإجراءات قضائية أكثر صرامة.

يواجه لبنان إضافةً إلى العقوبات المقبلة ضد إيران وحلفائها، مشروع قانون أمام الكونغرس لنزع سلاح حزب لله، تقدم به العضوان الجمهوري آدم كينزينغر والديمقراطي توم سووزين، ينص :

أولا: الطلب من مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، رفع تقرير إلى الكونغرس كل 90 يوماً يحدد فيه خطورة ترسانة حزب لله الصاروخية على أمن المنطقة، والسبل التي يسلكها الحزب لإيصال السلاح ذي طابع الدمار الشامل إلى مواقعه في لبنان.

ثانياً: الطلب من الاستخبارات الأميركية تحديد مدى علاقة مؤسسات الحكومة اللبنانية بحزب لله وقادته، ودفعها إلى فك ارتباطها به.

باختصار، ثمة اتجاه واضح لدى صقور الإدارة الاميركية إلى الدفع باتجاه سياسة أكثر شدة وفعالية تجاه حلفاء إيران في المنطقة خصوصا حزب لله .

وضمن السياق نفسه، تجددت التسريبات الإعلامية الغربية والإسرائيلية في شأن نقل أسلحة إيرانية الى حزب لله عبر مطار بيروت، ومعه الاتهامات الإسرائيلية المباشرة لحزب لله بنشاطات عسكرية على حدودها مع لبنان، تحت غطاء جماعة بيئية ناشطة. وتزامن هذا مع تقرير في موقع "فوكس نيوز" الأميركي نُسب الى مصادر استخبارات غربية أن إيران زادت أخيرا وتيرة شحناتها من الأسلحة الى حزب لله باستخدام رحلات مدنية الى بيروت نقلت مكوّنات أنظمة GPS لصواريخ الحزب لتحويلها الى أسلحة موجهة بدقة، وذلك على متن طائرات "بوينغ 747 "، وبعضها توقف في مطار دمشق.

الواضح أن "إسرائيل" تحاول الإيحاء بأن طهران تهرّب الأسلحة مباشرة الى بيروت بالتزامن مع تراجع التهريب عبر الأراضي السورية. ورأى المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة "تل أبيب" آموس يادلين أن "الإيرانيين مصممون على دفع مشروعهم الباليستي الدقيق، وتهديدهم "إسرائيل" من لبنان. واعتبر أن هذا المشروع يمثل خطرا أكبر من صواريخ حماس في غزة"، وفق زعمه.

عاموس هرئيل، محلل ومحرر الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، يعلّق على كل هذه التهديدات وما رافقها بالقول: "القيادة في "إسرائيل" دقت كل الأجراس تحذيرا من خطر مخططات إيران في لبنان ".

الجنرال إيتان دانغوت، المنسق السابق لأعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، والمستشار السابق لعدد من وزراء الأمن الإسرائيليين، أكد أن حزب لله هو التهديد الأكثر خطورة ضمن قوس التهديدات في مواجهة "إسرائيل"، مشدداً على أن حزب لله، وعلى مدى السنوات الـ 12 الماضية، طور ترسانته الصاروخية بشكل ملحوظ عما كان عليه عام 2006 ، إذ باتت تغطي كل مساحة "إسرائيل"، وبدلاً من الصواريخ غير الدقيقة في حينه، لدى حزب لله الآن صواريخ دقيقة مع هامش خطأ لا يتجاوز أمتاراً محدودة".

بدوره، طالب نائب رئيس أركان الجيش ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، اللواء عوزي ديان، القيادة العسكرية بضرورة بلورة استراتيجية مواجهة مرتكزة على مدماكين اثنين:

الأول: يتعلق بإيجاد روافع ضغط في الساحة اللبنانية، تدفع اللبنانيين إلى الطلب من حزب لله الخروج من هذا البلد.

الثاني: يتعلق باستهداف قيادة هذا التنظيم، وتحديداً الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصرلله، صاحب التأثير الهائل على الإسرائيليين".

أما الرئيس السابق للقسم السياسي ـ الأمني في وزارة الأمن، الرئيس الحالي لمعهد السياسات والاستراتيجيا (هرتسليا) اللواء عاموس غلعاد، فأكد أن مواجهة تهديد حزب لله تعني ضرورة المبادرة لشن هجمات على ترسانة الصواريخ في لبنان، وهذا ما يجب فعله الآن، وهو تماماً ما كان يجب فعله في السابق، إلا أن الحروب لا تخاض من طرف من دون الآخر المقابل (حزب لله)، ما يعني أن علينا دائماً تذكر الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" إن شنت الهجمات".

باختصار، ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الإدارة الأميركية عقوبات مالية ضد حزب لله، إلا أن "التوقيت اللبناني" في هذه العقوبات يأتي في مرحلة حساسة جداً، حيث يتم تشكيل الحكومة، وفي كل الحالات أن حزب لله سيكون شريكا فيها ويستمر التعاطي معه لبنانيا على أنه حزب سياسي له نواب ووزراء وقاعدة شعبية واسعة. ميزان القوى في لبنان على حاله، وأي رهان على متغيّرات إقليمية سيكون خاطئا ومكلفا .