kayhan.ir

رمز الخبر: 84873
تأريخ النشر : 2018November02 - 20:11

التناقض الاميركي في الازمة اليمنية


اثيرت تساؤلات عديدة من قبل المراقبين للدعوة المفاجئة في واشنطن بايقاف القتال في اليمن والعودة الى طاولة الحوار والذي جاء بعد مرور اربع سنوات على العدوان السعودي الاجرامي الغادر، والسؤال المهم هو هل كانت تعيش في غيبوبة ام انها لم تكن تعلم ان هناك الالاف من ابناء اليمن راحوا ضحايا هذا العدوان بين شهيد وجريح بالاضافة الى ماسببه الحصار القاتل من الاف المرضى والجوعى والتي ضجت به المنظمات الدولية الانسانية والحقوقية والذي تعتبر اكبر معاناة عاشها اليمنيون ما لم يعانيه اي شعب في العالم، والمهم في الامر ما الذي دفع بواشنطن ان تاتي وبعد مرور اربع سنوات لتطلب ايقاف العدوان ان لم يكن هناك امرا ما قد فرض عليها هذا السلوك المتناقض، لانها في الوقت الذي تقدم الدعم التسليحي والاعلامي والسياسي لحكام بني سعود والذي كان سببا مهما في استمرار العدوان لتأتي اليوم وتطلب ليس من الذين بدأوا العدوان وقتلوا الابرياء ودمروا البنى التحتية وجوعوا وامرضوا الشعب اليمني ان يوقف العدوان، بل انهم وبازدواجيتهم المعهودة في التعامل مع الازمات الدولية والتي اصبحت عنوانا بارزا للسياسة الاميركية فقد طالب وزير الحرب الاميركي ماتيس ضحايا العدوان وهم اليمنيون ان يوقفوا اصدار الصواريخ التي تعتبر نوع من الدفاع عن النفس ليس الا لكي يوقفوها للذهاب الى المحادثات او طاولة الحوار.

فهل يمكن لعاقل ان يقبل بان يطلب من المجني عليه ان يستسلم او يخضع لادارة جلاديه وتحت الحراب والقصف الاجرامي ليضع يده بيد الجاني ويجلس معه على طاولة حوارواحدة، فمن الطبيعي ان يكون الجواب بالنفي لانه لايمكن ان يحدث هذا ولن تقبله ابسط القواعد الانسانية والاخلاقية خاصة وان ابطال الثورة اليمنية من اللجان الشعبية والجيش قد اكدوا ثبات موقفهم وارسال الصواريخ الموجعة الى المعتدين المجرمين.

ان على اميركا وحلفائها ومن يقف وراؤها ان تخرج عن هذه السلوكية الازدواجية المتناقضة لانها وفيما اذا كانت جادة في الوصول الى حل حقيقي للازمة اليمنية يجب ان توقف هي وبعض الدول الاوروبية تقديم السلاح لحكام بني سعود والذي يستخدم ضد ابناء اليمن، وبنفس الوقت ان تفرض على عملائها حكام بني سعود القتلة ان يوقفوا عدوانهم الاجرامي ورفع الحصار القاتل والسماح بدخول المواد العلاجية والغذائية لهذا البلد وغيرها من الممارسات التي تثبت صدق نواياهم ومن ثم يطلب من اليمنيين الذهاب والجلوس على طاولة الحوار.

والذي لابد من الاشارة في اخر المطاف وكما اشار مراقبون ان الموقف الاميركي هذا لم يأت في صالح اليمنيين بل هو يريد انقاذ بن سلمان من الورطة التي يعيشها اليوم والتي ستكون فيها انهاء حياته السياسية والى الابد وقد تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن أن الولايات المتحدة تحتاج إلى التحرك العاجل في اليمن لاحتواء الضرر الذي تسبب به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرةً إلى أن السعوديين يقودون بدعم أميركي حملة قاتلة ولكن غير فعالة في اليمن أحدثت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

اذن فان الكرة اليوم هي في الملعب السعودي الاميركي وعليهم ان يفهموا كيف يديروا اللعبة وبالصورة التي تضمن حقوق ابناء اليمن في تقرير مصيرهم بايديهم من دون املاءات او فرض شروط تتنافى مع ثوابتهم الوطنية .