ذكرت صحيفة اميركية ان ترامب يعيش وبعد مقتل الخاشقجي في ورطة اذ قال وبالحرف الواحد "ان خطة قتل الخاشقجي نفذت بطريقة سيئة"، مما يعكس اعتراف واقعي من هذا المختل عقليا من انه ليس هو بل ادارة استخباراته هي التي وضعت الخطة وكلف بن سلمان بتنفيذها، ولم يكن هذا الامر يقع في اطار التكهنات او التسريبات حيث اشارت التقارير الاولية بعد اختفاء الخاشقجي ان الاستخبارات الاميركية كانت لديها معلومات عن الموضوع واعلمت ترامب بذلك.
وبغض النظر عما سمعناه وقرأناه ونسمع ونقرأ اليوم عن حادثة اختفاء خاشقجي والتي لازال ولهذه اللحظة يلفها الغموض والضبابية بحيث ان اردوغان وبخطابه الاخير قد وضع العالم امام صورة بلغها التشويش وعدم الوضوح مما كسب الموضوع حالة من التعقيد.
ولكن والاهم في الموضوع هو ان حادثة اختفاء خاشقجي قد اظهرت على السطح امرا مهما جدا وهو ان الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها الرياض في المنطقة من حالات القتل والتدمير المنظم توضع خططها في الدوائر المظلمة للاستخبارات الاميركية، في وقت كانت فيه هذه الادارة وعلى رأسها ترامب على علم واضح بهذه الخطط وتوكل امر تنفيذها لحكام بني سعود مما يمكننا القول ان المجرم الحقيقي الذي يسلب امن المنطقة واستقرارها هو ترامب وابن سلمان لم يكن سوى اليد الضاربة التي تحقق اهداف وخطط هذا المجرم.
ولذا فان سيناريو تنفيذ خطة اخفاء خاشقجي الذي لم يطبق كما اريد له قد وضع ترامب في ورطة كبيرة لا يدري بل لايمكن لترامب ان يخرج منها بسهولة، خاصة وانه لازال ولهذه اللحظة يدافع ويقف الى جانب القاتل ويمنحه تلك الصفات الحميدة التي لم تلحظ في شخصيته او اخلاقه.
لذا فعلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان ومن خلال المعطيات والتقارير والاحداث التي مرت بها المنطقة وعلى مدى اكثر من خمسة عشر عاما اي منذ الغزو الاميركي للعراق والى يومنا هذا والذي وضعها على فوهة بركان وافقدها حالة الامن والاستقرار من خلال حروب الاستنزاف بالوكالة ان تضع يدها على المجرم الحقيقي لكي ينال جزاءه العادل، ولا اعتقد ان هناك غموضا في الموضوع بل ان ترامب ومن خلال تهديداته واجراءاته وقراراته التعسفية ضد الشعوب والبلدان يعلن عن نفسه وبوضوح من انه هو المجرم الحقيقي الذي لابد ان يقتص منه عاجلا او اجلا .