kayhan.ir

رمز الخبر: 8414
تأريخ النشر : 2014October13 - 21:05

نعم .. العراقيون قادرون!!

بعد الفتوى التاريخية للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني والتي حشدت الملايين من العراقيين للدفاع عن العراق من خطر التكفيريين والارهابيين سواء كانوا من السياسيين الدواعش العراقيين او الاجانب، وقد تمكنت قوات الحشد الشعبي وبالاصطفاف مع الجيش العراقي ان تسطر الملاحم والانتصارات الكبيرة ضد هؤلاء القتلة والمجرمين بحيث استطاعوا ان يدفعوا بهم الى التقهقر والانهزام والتحول من حالة الهجوم الى الدفاع ووصل الامر بهذه المجاميع الارهابية المجرمة الى حالة من الانهيار بحيث تقطعت اوصالهم وأشلاؤهم وعجزوا عن المقاومة واخذوا يبحثون عن ملاذات امنة لهم، مما وصلت حالة التفاؤل عند العراقيين ان الانتصار على هؤلاء بات قريبا.

ولكن وعلى حين غفلة وجدنا ان هؤلاء المجرمين قد غيروا بوصلتهم من تهديدهم للذهاب الى بغداد للاتجاه شمالا واصدروا تهديداتهم باحتلال كردستان العراق وقد اكدت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية وقتها ان هذه الخطوة لم تكن سوى لعبة يراد منها أمر ما، وقد تكشفت تلك اللعبة وبوضوح عندما تنادت واشنطن بالدفاع عن كردستان من خلال التدخل العسكري في هذا الشأن، الا ان الذي اتضح ان تنظيم داعش الارهابي والذي هو صنيعة اميركا بالاساس ومن خلال ماافصحت عن ذلك بوضوح وزيرة خارجية اوباما السابقة كلينتون من ان " داعش" كانت ولازالت صنعيتهم، وعندما وصل بهذا التنظيم الارهابي الى حالة من الانهيار بحيث لم يستطع ان يحقق أهداف المشروع الاميركي في العراق، فانه وبهذه الاشارة المتفق عليها مع واشنطن بدخول كردستان لكي يفتح الافاق والاجواء امام الاميركان من اجل تثبيت وجودهم ومحاولة تقويتهم، وكذلك لكي تدخل اميركا من شباك "داعش" بعد ان خرجت من ضربات ابناء المقاومة العراقية الغياري.

وفعلا وجدنا ان الضربات الاميركية الكاذبة والصورية والاستطلاعية لم تترك تأثيرها في اضعاف داعش الارهابي، بل انها منحته قدرة وقوة لكي يستعيد قدرته من خلال تقوية بنيته البشرية واللوجستية واصبحت حالته وبدلا من التقهقر الى التقدم بحيث وصل تهديده للعاصمة العراقية بغداد من جديد.

وقد حاولت أميركا جزافا وبالامس وعلى لسان رئيس هيئة الاركان ديمبسي من الادعاء بانها تمكنت من ضرب ارهابيي داعش بالقرب من مطار بغداد الا ان الصورة الحقيقية للموضوع كانت مغايرا لما ادعاه ديمبسي وكما اعلنت مصادر امنية عراقية ان قوات الجيش العراقي مدعومة بقوات الحشد الشعبي تمكنتا من الوقوف بوجه المجاميع الارهابية وصدهم عن تنفيذ مهمتهم وان ماذهب اليه ديمبسي لم يكن سوى ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون.

واللافت في الامر ايضا والذي اثار التساؤل والاستغراب التصريح الاخير الذي ادلت به واشنطن من خلال وزير خارجيتها كيري ان محاربة داعش هي من مهمة العراقيين فقط.

والسؤالا المهم الذي ينبغي ان يطرح على واشنطن اليوم اذا كان الامر كما يقول كيري ، اذن ماذا كان هدف هذا الضجيج والصراخ الذي اقام الدنيا ولم يقعدها في دعوة الدول الى الدخول في تحالف معهم من اجل ضرب داعش؟ واين وصلتم وفي نهاية المطاف، هل الى التراجع والانكفاء وعدم القدرة على مواجهة هذا التنظيم؟ ام انكم قد حققتم مهمتكم الاساسية من خلال هذا الحشد الدولي في تقويته ودعمه بحيث اصبح قدرة لا تقهر كما زعمت اوساطكم الاعلامية والاستخبارية التي تهول اليوم بان بغداد تقع في دائرة الخطر؟! ولذا نقول للاميركان ان مخططكم اصبح مكشوفا ومفضوحا ولايمكن ان ينطلي على العراقيين.

ولكن لتعلم واشنطن ان العراقيين اليوم لا يحتاجون الى نصائحها وتوصياته، لانهم هم القادرون وحدهم ليس فقط على دحر تنظيم داعش الارهابي، بل كل الذين تآمروا على وحدة وسيادة واستقلال العراق. وستكون واشنطن في رأس القائمة خاصة وان الاصوات الوطنية قد تنادت وبصورة واسعة من اجل الاستعداد لمواجهة اميركا ان وطأت اقدام جنودها ارض المقدسات،وانهم على اتم الاستعداد والتأهب لقطع رأس الافعى (اميركا) ، وبعد ذلك ذيولها في العراق سواء كانت داعش او غيرهم من السياسيين الداعشيين وازلام نظام المقبور صدام وكل الذين لايريدون لهذا البلد الامن والاستقرار.

ان العراقيين الذين سيسترشدون بتوجيهات المرجعية العليا والتي ادركت خطورة الموقف من قبل، لايمكن ان يتراجعوا او يتخاذلوا بل انهم سيكونون صفا واحدا مع قواتهم المسلحة في طرد داعش وابعاد خطرها ليس فقط عن العراق بل من كل المنطقة. والايام الماضية كانت خير دليل على ذلك.