حزب الله: أميركا فقدت زمام المبادرة وهي سبب كل الفوضى في عالمنا الاسلامي والعربي
بيروت - وكالات انباء:- اكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن أميركا هي السبب في كل الفوضى القائمة في العالم الاسلامي والعربي، مشيرًا الى أن أميركا تريد أن تتحكم بمقدراتنا وامكاناتنا، وتريد أن تدير شؤوننا بما يؤدي الى مصالحها حتى ولو أدى ذلك الى تخريب النفوس والبلاد والعباد.
وقال الشيخ نعيم قاسم: هذه الدولة المتغطرسة تدور حول إبقاء الكيان الصهيوني فزاعة لكل العرب والمسلمين، وهذه الدولة المستكبرة تعطي وعودًا لزبانيتها وجماعتها بأنها ستقف معهم وستعطيهم بعض المصالح، وبعدها ترميهم دون أن تسأل عنهم وعن تاريخهم وعن عطاءاتهم لأنهم لا يمثلون شيئاً بالنسبة إليها. متحديا هؤلاء أن تكون أميركا قد وفت بوعد واحد قطعته.
واضاف: مشروع أميركا هو إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد بالدم والخراب، ولكن بكل صراحة فقدت أميركا زمام المبادرة، ولم تعد قادرة على ضبط الايقاع، ولم تتمكن الأدوات الطيعة من دول وأنظمة وحركات أن تحقق أهداف أميركا، في المقابل تجاوز الإرهاب التكفيري حدوده وطوائفه وأراد أن يتجاوز الخطوط الحمر التي أرادتها أميركا المشغلة لهؤلاء التكفيريين، فتحول الوحش الذي أرادوا إخافة الآخرين به الى وحشٍ يشعرون بأنه بدأ يشكل خطرًا عليهم لأن مطالبه تجاوزت مطالبهم.
ورأى الشيخ نعيم قاسم أن أزمة المنطقة، هي أزمة طويلة وبالحد الادني لسنوات، وبحسب التحليل الأميركي لثلاث سنوات من أجل إعداد خمسة عشر ألف مقاتل ليغيروا المعادلة في سوريا (هذه نكتة) فالذين يقاتلون في سوريا منذ ثلاث سنوات بمئات الآلاف ومن كل حدبٍ وصوب ولديهم الحوافز والمبررات الخاصة لأن يقتلوا أنفسهم من أجل قضيتهم، فمن أين سيأتي الأميركيون بجماعة تغير الواقع.
أضاف: الأزمة طويلة لسنوات، ولا أفق لحل أي موضوع، وقضايا المنطقة متداخلة ومتشابكة ومعقدة، إذًا نحن أمام مشهد منطقة لا حلول فيها، أي أننا في مرحلة استنزاف وإضاعة وقت وانتظار، وعلينا أن نعرف كيف نعمل في ظل هذه الظروف المعقدة.
وقال: قلنا من اليوم الأول للأزمة السورية: هناك مشروع لتدمير سوريا المقاومة من أجل إنشاء سوريا التي تواكب المشروع الإسرائيلي، ولتحويل الاتجاه لخدمة الكيان الصهيوني، وقالوا هي محاولات إصلاح، توجد بعض المقومات التي تريدها المعارضة من أجل إجراء تعديلات في النظام، فماذا تقولون الآن بعد ثلاث سنوات ونصف بعد أن رأيتم حوالي مئتي ألف شهيد وقتيل في سوريا، وهذا التدمير الواسع المستفحل؟.
وتابع: قلنا التكفيريون خطر على الجميع وليسوا علينا وحدنا، ولكن تعاملتم معهم كجزء لا يتجزأ من مشروعكم، وحاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، وعقدتم عليهم الآمال ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لفظوكم جانبًا وأصبحتم أيضًا مدانين كما الآخرون تمامًا، لأن التكفيريين لا يقبلون أنفسهم ولا يقبلون بعضهم، ولا يطيقون جيرانهم فكيف يطيقونكم أنتم البعيدون عن آرائهم وقناعاتهم. وقلنا التكفيريون يستهدفون لبنان، وركز بعض السياسيين علي تغطية نشاطاتهم والدفاع عنها وتبريرها، وقد انكشف كل المخطط التكفيري من بوابة عرسال، ولا يستطيع أحد أن يقول غير هذا بعد أن تجلت الأمور وأصبحت مكشوفة للجميع.
وأكد الشيخ نعيم قاسم أن لبنان دفع أخطار الأزمة السورية بحكمة عقلائه، وبصمود وثبات الجيش اللبناني، وأداء حزب الله وحلفائه ولولا هذه المواقف الشريفة والشجاعة لانتقلت المعارك الى داخل لبنان في كل حي ودسكرة ومنطقة". مكررًا القول: "لولا حزب الله لأنجزت داعش إمارتها على الحدود الشرقية للبنان، وكنا أمام منطقة لسعد حداد التكفيرية علي غرار سعد حداد الإسرائيلية بأخطارها وأهدافها (مشيرًا بذلك الى المنطقة التي أقامها الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان بين عامي 1982 و2000)، وقال: لولا حزب الله لكانت "داعش" تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة في لبنان. والحمد الله أن وفقنا الله تعالى بأن ذهبنا الى سوريا وقاتلنا في الوقت المناسب، وكنا حيث يجب أن نكون لنمنع هذا الخطر الكبير ونوقفه عند حدوده الدنيا التي لا يستطيع معها أن يفعل شيئا، ولا يستطيع معها أن ينجز شيئًا علي الإطلاق بإذن الله تعالي.
واعتبر أن مطالبة البعض بخروج حزب الله من سوريا كالمطالبة بإلغاء المقاومة ضد العدو الصهيوني، لأن لبنان يصبح مرمي للأعداء علي اختلاف مشاربهم، ولقمة سائغة للاحتلالات المتنوعة بأفكارها وآرائها، وسأل: كيف تدافعون عن لبنان إذا كانوا يريدون تجريده من قوته وامكاناته وقدرته؟، وقال: لن نترك لبنان مكشوفًا لا لداعش ولا للنصرة ولا للعدو الصهيوني من اجل عيون المهزومين، الذين يبحثون مكانة ودور علي حساب الآخرين، والذين لا يراعون مصلحة لبنان ولا مستقبله. ولن نستسلم لمقترحات تجرِّد لبنان من قوته وعزته وكرامته ونصره، هذه المطالب هي أقرب الى الهرطقة منها الى المقترحات".سائلاً: "إذا خرج حزب الله من سوريا مَنْ يوقف داعش وملحقاته من أن يصل الى أي منطقة؟".
وتوجه الشيخ نعيم قاسم الى الذين يتحدثون خجلا دعمًا للجيش اللبناني مرة في السنة، ويسيئون إليه مرات ومرات بحججٍ واهية، قائلا: إذا كنتم جديين في دعمكم للجيش فتوقفوا عن التبرير للجماعة التكفيرية وعن حمايتها وعن محاولة إعطاء ضمانات وبيئة سياسية تساعدها على أن تستمر، اكشفوهم وافضحوهم وكونوا الى جانب جيشكم على الأقل تستطيعون الحصول على مكرمة لطالما كانت بعيدة خلال الفترات السابقة، ولعلَّ هذه المكرمة تكون توبة تجُب ما قبلها بسبب الإساءات الكثيرة التي حصلت بحق لبنان وبحق الجيش اللبناني.