القاعدة الطابور الخامس لاميركا في اليمن
ست حروب ظالمة شنها نظام علي عبد الله صالح على الحوثيين وبدعم من الرياض وواشنطن ورغم ضراوتها وعدم تكافؤ القوى فيها نجد ان الحوثيين صمدوا وتمكنوا ان يفشلوا المشروع الاميركي ــ السعودي.
الا ان هذا الامر لم تضعه هذه القوى في اعتبارها بل انها حاولت وتحاول وباستخدام اساليب لا اخلاقية ولا انسانية ان تصل لهدفها المشؤوم، وهو ان لا يبقى اليمن بلدا موحدا وامنا يتعايش فيه ابناء شعبه بالطريقة التي تضمن لهم الحياة الامنة المستقرة.
ومن الطبيعي جدا ان الخطة الخليجية المشؤومة والتي انهت حالة الاعتصامات والتظاهرات التي قام بها الشعب اليمني والتي فاقت التصورات كان هدفها الاساس ان لا يتمكن الشعب اليمني من ادارة شؤونه ومن خلال صناديق الاقتراع واختيار الحكم الذي يرغب به ــ لذلك فان الخطة الخليجية قد وقفت حجر عثرة في طريق تحقيق هذا الهدف السامي ـ، ولذلك قامت بتغيير صوري للوجوه الحاكمة اذ ازاحت علي عبد الله صالح عن المسرح السياسي وجاءت بعبد ربه منصور هادي بديلا عنه من اجل اتمام المسيرة السابقة ولكن بطريقة واسلوب آخر لكي لا تصل الثورة الى تحقيق اهدافها.
الا انه وبعد هذا التغيير الصوري والمشوه وجد الشعب اليمني ان الاوضاع هي الاوضاع ولم يحدث ماكان يطالب به الثوار، بل انها زادت تعقيدا واصبحت كابوسا على صدور اليمنيين، فلذلك لم يجدوا بداً من ان يتحركوا وبسرعة من اجل اعادة قطار الثورة الى سكته الاولى لكي تسير الامور وبالصورة التي رسموها لها.
ومن هنا وجدوا ان العودة الشارع من خلال التظاهرات الشعبية العارمة خير وسيلة لممارسة الضغط على حكومة هادي للاستجابة لمطالبهم التي سرقت بوضح النهار، ولكن حكومة هادي وباسلوبها المراوغ والخادع وانتظارها الاوامر من الرياض او واشنطن، فانها قامت بعمل صوري من اجل ارضاء الثوار بتحقيق بعض المطالب وكان آخرها تغيير رئيس الوزراء السابق باسندوة على امل ان تأتي برئيس جديد للحكومة يكون مقبولا لدى الثوار، الا انه وللاسف الشديد فان هادي وباستخدامه لغة اللف والدوران قام وبتوصية من السفير الاميركي في صنعاء بتعيين احد مشاوريه والذي لا يختلف عن رئيس الحكومة السابق، مما ادرك الثوار ان الحكومة تريد ان تلتف على مطالبهم الحقة، لذلك اصر الثوار على استمرار الاعتصام والتظاهر حتى يصلوا الى هدفهم الذي تجمعوا من اجله.
وبطبيعة الحال فان هذا الوضع لم يحظ بقبول القوى الظلامية والتكفيرية المنتمية للقاعدة والتي اعلنت مسؤوليتها على الحادثة من اجل افشال حالة الثورة عبر استخدام اسلوب القتل والابادة الجماعية والذي اعتادوا عليه عسى ولعل ان يخففوا الضغط على حكومة هادي في وقت ان القاعدة تدعي انها تحارب اميركا والنظام السعودي لكن اعمالها الاجرامية تصب لصالحهما.
ان هذه الزمرة الضالة بادرت يوم الخميس الماضي الى ارتكاب جريمة حمقاء باستهداف المتظاهرين في صنعاء وحضرموت والذي راح ضحيتها اكثر من (150) بين شهيد وجريح. ظنا منها انها تستطيع ان تثني الثوار عن الاستمرار بمطالبهم الحقة والمشروعة.
ان ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء والتي دبرت بليل في الغرف الاستخبارية المظلمة والتي بالاساس كانت تستهدف وحدة واستقرار اليمن بالدرجة الاولى قبل الحوثيين، لايمكن ان تحقق اهداف الاجندة الاميركية ــ الخليجية بل انها ستكون الشرارة الاساسية في الاصرار على الصمود والاستمرار بالثورة حتى تحقق الاهداف المرسومة.
ان استخدام اسلوب العنف الاسود والجبان هو وسيلة الضعفاء والمهزومين، وكذلك تكشف وبصورة فاضحة الوجه القبيح لمشاريع العمالة والارتهان لكي لايمتلك الشعب اليمني قراره السياسي وحماية مكتسباته الثورية، ونهوضه من اجل الوصول الى تحقيق الدولة اليمنية العادلة.
اذن وبناء على مقولة رب ضارة نافعة فان هذا الاسلوب الهمجي ورغم ضراوته ومأساته الا انه سيكون خير دافع للثوار من ان يصمدوا ويرفعوا من اصواتهم ومطالبهم عاليا لكي يفشلوا المشروع الاميركي الصهيوني الخليجي. اولا وليكملوا المسيرة الثورية حتى تحقيق الاهداف.