kayhan.ir

رمز الخبر: 83210
تأريخ النشر : 2018October02 - 21:48


اثار ماقالته السعودية في جنيف من إنها تعمل بجد لتصحيح أخطاءها في عمليات الاستهداف ارتكبها تحالفها العسكري في اليمن وأودت بحياة مدنيين بينهم أطفال، الكثير من التساؤل والاستغراب، لان الموقف السعودي هذا جاء مفاجئا وغير متوقعا ولكن المراقبين للشأن السعودي اشاروا الى ان الاعتراف هذا يعتبر انكفاءا كبيرا دعت اليه اسباب عدة واهمها انها ادركت انها وصلت في عدوانها على اليمن الى طريق مسدود لانها لم تستطع ان تحقق اهدافها التي رسمتها لهذا العدوان، بالاضافة الى ذلك فان السعودية واجهت ضغوطا دولية متزايدة بما في ذلك من حلفائها كي تفعل المزيد للحد من الضحايا المدنيين في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف والتي قتل فيها أكثر من عشرة آلاف شخص ودفعت ذلك البلد الفقير بالفعل إلى شفا المجاعة.

ولوحظ ايضا ان لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل فحصت السجل السعودي فيما يتعلق بالالتزام ببروتوكول بشأن الأطفال في الصراعات المسلحة، وأثارت مرارا قضية الأطفال الذين قتلوا في هجمات للتحالف في اليمن.

وقال كلارنس نلسون نائب رئيس اللجنة ”هذا الأمر مستمر منذ سنوات. لكن لا توجد معلومات بعد عن مقاضاة أو معاقبة أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع أي من الجناة أو الأشخاص المسؤولين عن هذا النوع من الأفعال".

وكما قيل "ان الاعتراف سيد الادلة" فان الرياض وباعترافها وامام العالم بجريمتها النكراء ضد الابرياء من الاطفال والنساء لابد ان يدفع ذلك المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية ان تقوم بوظيفتها في وضع السعودية امام مسؤولياتها الكبرى، لان الدماء اليمنية البريئة التي سالت بسبب هجمات طيران العدوان السعودي الغاشم ومن تحالف معها لايمكن لم تكن ماءا ولايمكن ان تذهب هدرا او تنتهي باعتذار باهت، واشارت اوساط اعلامية وسياسية ان الاعتراف السعودي هو اعتراف ضمني بهزيمته المنكرة امام الصمود اليمني الرائع مما قد يؤدي الى فسح المجال امام انهاء هذا العدوان الغاشم.

والسؤال المهم هنا كيف للسعودية ان تصحح اخطاءها والتي لم تكن عفوية بل متعمدة مع سبق الاصرار والتي اعتبرتها الاوساط الدولية من انها تصل الى جريمة حرب.

وان انهاء العدوان وبهذه الطريقة الفجة وباعتراف هزيل لايمكن ان تلتئم به جراح اليمنيين العميقة التي وصلت الى العظم كما يقولون لان ملف مسلسل الاجرام السعودي لايقتصرعلى قتل الابرياء فحسب، بل ان تدمير البنى التحتية وما تركه هذا العدوان من السيل البشري الكبير من المعوقين والمرضى وغيرهم بحيث عبرت اوساط اعلامية دولية عن هذا الامر بالقول ان السعودية وبجريمتها النكراء قد اعادت هذا البلد الى اعماق كبيرة في التاريخ.

واخيرا فان على ابناء الثورة اليمنية الابطال ان يستثمروا هذا الاعتراف السعودي الصريح بالجريمة للذهاب الى المجتمع الدولي وتقديمه كوثيقة تدعمها الادلة الوثائقية لوضعها نصب اعين العالم لكي ينال حكام بني سعود جزاءهم العادل من خلال الوقوف في قفص الاتهام للمحاكم الدولية. وبنفس الوقت يشكل هذا الاعتراف نصرا كبيرا لابناء اليمن الذين صمدوا رغم ضراوة العدوان وتمكنوا ان يضعوا حكام آل سعود في الموقف الصعب والحرج لشدة ما ارتكبوه من جرائم فظيعة اضطروا معها الاعتراف ببعضها عسى ان يتخلصوا من الملاحقة بدفع بعض التعويضات لكن الشعب الذي صمد لاكثر من ثلاث سنوات ودفع الغالي والنفيس من اجل عزته واستقلال قراره الوطني والسيادي لا يشترى بالمال وانه لا يرضى باقل من محاكمة آل سعود في المحكمة الجنائية الدولية وانزال القصاص بهم.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: