حزب الله وعجز العدو الصهيوني
العملية المباغتة والنوعية بامتياز التي نفذتها وحدة الشهيد حسن علي حيدر خلال الايام الاخيرة ضد دورية صهيونية في مرتفعات شبعا المحتلة قد اربكت بالتاكيد دوائر القرار الصهيوني بشقيه السياسي والعسكري حيث استطاع ابطال المقاومة تنفيذ عمليتهم بالكامل عبر اختراقهم لاحدى مواقع العدو المحصنة بشبكة من الرادارات المتطورة واجهزة الرصد الحراري والعودة بسلام الى مواقع انطلاقهم وبذلك ابلغوا العدو رسالة بليغة يجب ان يفهمها بان اعتداءاته المستمرة ضد لبنان لن تكون بدون جواب وان انشغالها في الدفاع عن محور المقاومة في سوريا لن يثنيها عن اداء مهامها الرئيسة في الجنوب وتحريرما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة.
ان العملية المباغتة لابطال المقاومة وتوقيتها الزمني انجاز نوعي يسجل لحزب الله والاقوى من ذلك هو تبني الحزب مباشرة لمسؤولية العملية ليوجه بذلك رسالة مفتوحة للعدو بانه في اتم الجهوزية لردع اية حماقة قد يرتكبها على ضوء حساباته الخاطئة على ان جزء من المقاومة منشغل بواجبه في سوريا وغير قادر على خوض الحرب في جبهتين في آن واحد.
ان عملية وحدة الشهيد علي حسن حيدر تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو بانه من الان فصاعدا سيكون سريعا وحاسما تجاه أي عدوان يستهدف لبنان وشعبه. انها استراتيجية جديدة تواكب التطورات السريعة والخطيرة التي تشهدها المنطقة بعد ادخال داعش في الصراع خدمة للاهداف الصهيونية من جهة واضعاف الدول العربية خاصة المقاومة وتمزيق صفوفها وبث الفرقة فيها من جهة اخرى.
عملية حزب الله النوعية كانت بمثابة عملية استباقية لافشال مهمة العدو الصهيوني الخبيثة الذي كان يخطط لنقل الارهابيين من جبهة النصرة الى لبنان بعد سحق حزب الله خلال الاسبوع الجاري تحركهم تجاه لبنان من الاراضي السورية.
ولاشك ان هذه العملية تحمل في طياتها رسالة التحدي الواضحة التي فهمها العدو فورا مما اضطر الى التهدئة وعدم التصعيد لمنع أي تدهور يهز كيانه لانه منشغل بمراقبة الوضع في سوريا وتجهيز التكفير يين من كافة الصنوف عسى ان يحقق انجازا خاصة وان هناك وفقا لبعض المعلومات تنسيقا مع الجانب التركي لايجاد منطقة عازلة تسمح بتحرك ما يسمى بالمعارضة السورية وهم في الواقع التكفيريون الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية جريمة ضد الشعب السوري وها هي عين العرب او مدينة كوباني تذبح على مرأى ومسمع من العالم الذي يسمى بالمتحضر لكنه في الواقع منحط وغارق في الجهل والظلم.
ان تبريرات العدو الصهيوني في عدم التصعيد تثير السخرية والاستهزاء وتدلل في ذات الوقت على عجزه وعدم قدرته على مواجهة ابطال المقاومة الاسلامية الذين جربهم في ساحات الوغي في عامي 2000 و2006، والذين لقنوه دروسا قاسية لايمكن ان تمحى من ذاكرته مهما طال الوقت لانها سلبت قدرة الردع منه تماما. ولو اطمئن العدو لقدرته الردعية مثلما كان قبل ظهور المقاومة الاسلامية التي قلبت موازين القوى ومعادلة الرعب عليه لما تأخر لحظة واحدة في الرد القاسي لاعادة الاعتبار لهيبته وطمأنتة الشارع الصهيوني المهتز اساسا والمهزوم نفسيا. ان عملية الشهيد علي حسن حيدر البطولية حقرت الكيان الصهيوني وحشرته في الزاوية الحرجة، يلعق جراحه ويبكي اسى على عجزه في مواجهة الموقف الذي سيكون له مضاعفات خطيرة على مستقبله.