kayhan.ir

رمز الخبر: 8200
تأريخ النشر : 2014October08 - 19:43

الحكومة اليمنية الجديدة خلال أيام على وقع طبول معركة جديدة عنوانها ’باب المندب’

ضياء أبو طعام

من شبوة وأبين، المحافظتين الجنوبيتين، حركة عسكرية "قاعدية” لافتة باتجاه محافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء. أرتال من السيارات رباعية الدفع المحملة بالمسلحين الملثمين مع راياتهم السوداء تزحف نحو المحافظة التي يشكل مؤيدو الحوثيين فيها نحو ربع سكانها، معظمهم من التجار وأصحاب المحال التجارية.

قبل أقل من شهر، أقدم مسلحون من تنظيم "أنصار الشريعة” التابع لتنظيم القاعدة على إعدام مواطن يمني من "أنصار الله” على مرأى من المارّة في البيضاء معلنين بذلك بدء الحرب المفتوحة على الحركة التي أصبحت اليوم تشكل قوة مؤثرة في القرار السياسي اليمني. بعد أسبوعين على الحادثة، لقي قياديين اثنين من التنظيم مصرعهما برصاص قبلي حاول البعض وصفه بالعملية الثأرية للحادثة الأولى. لكن أسباب زحف تنظيم القاعدة الآن إلى البيضاء ليست للثأر المضاد حتماً، إنما هي بلا شك ترتبط بالدوافع التالية:

ممارسة انتقام دموي بطابع مذهبي ضد الأقلية الزيدية في المحافظة بحجة القتال ضد "أنصار الله”.

تحويل البيضاء إلى قاعدة لانطلاق العمليات التفجيرية في محافظتي مأرب وذمار المجاورتين لترهيب قبائل المحافظة (غالبيتها سنية) والتي بدأت تعمّق تحالفاتها مع "أنصار الله” بشكل متزايد.

تأمين ممر - بات وحيداً - باتجاه العاصمة صنعاء، لشن هجمات متتالية داخل العاصمة وبالتالي منع الحكومة الجديدة، التي ما أصبحت ولادتها في مرحلة المخاض الأخير، من المضي قدماً في عملية "السلم والشراكة”.

على المقلب الآخر، في محافظة الحديدة الساحلية غرب صنعاء، تعزز "أنصار الله” حضورها وتحالفاتها القبلية، وسط أجواء من الارتياح تسود المحافظة بعد خروج اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يقبض عبر مواليه في الأجهزة الأمنية على عنقها، كونها تشكل الواجهة البحرية الأكبر للجمهورية اليمنية على البحر الأحمر، وفيها ثاني أهم الموانئ اليمنية. ومع الحديدة، يكون الحوثيون قد شكلوا بعد الجوف وعمران ومأرب وحجة، قوس حماية حول صنعاء بانتظار ما ستؤول إليه موازين القوة في محافظة ذمار التي يشكل الحوثيون فيها نحو 30% من قرار التأثير فيها.

* الدول الخليجية تحذر: لن نقف مكتوفي الأيدي

على أن أصواتاً خليجية بات صوت قلقها يرتفع لإثارة مخاوف الغرب من أن حركة "أنصار الله” تسعى بعد سيطرتها على صنعاء إلى التمدد سريعاً باتجاه مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، بهدف التحكم بهذا المنفذ الاستراتيجي. ونقلت صحيفة "القدس العربي” عن مصدر عسكري يمني اتهامه لأنصار الله "بأنها قبلت لنفسها أن تلعب دور الأداة لتنفيذ المخطط الايراني في اليمن والسيطرة على مضيق باب المندب للتحكم بحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ضمن حرب المضائق التي تلعبها إيران في منطقة الخليج الفارسي، حيث تمتلك السيطرة على مضيق هرمز الإيراني مقابل دولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيخنق دول الخليج الفارسي إذا ما سيطر الحوثيون على باب المندب”.

هذا القلق وإن لم يجد صداه، حتى الساعة داخل اليمن، إلا أنه كان عنوان النقاش في الجلسات المغلقة للاجتماع الطارئ لوزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي حول اليمن والذي عُقد قبل أيام في جدة. وإذا كان الإجتماع حذّر في ختامه من أن دول المجلس لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما أسماه "التدخلات الخارجية الفئوية في اليمن، حيث أن أمن اليمن وأمن دول المجلس يُعتبر كلاً لا يتجزأ”، فإن مصدراً دبلوماسياً كشف لـ”موقع العهد” أن وزراء الداخلية الخليجيين، وبعضهم يحمل صفة رئيس وزراء، أجمعوا على أن سيطرة الحوثيين على باب المندب تعني شيئاً واحداً: السيطرة على كامل الخليج الفارسي. أما بشأن الاتهامات حول ربط تمدد الحوثيين بأجندة إيرانية فيقول المصدر: "ليس هناك إجماع داخل مجلس التعاون على هذا الأمر، لكن ثمة من يقول إن من يستطيع أن يملك السيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب لا يحتاج إلى قنبلة نووية”.

* مشهد صنعاء: سباق بين تشكيل الحكومة وإضرام نار الفتنة

في العاصمة، حلّ عيد الأضحى المبارك دون التوصل إلى إعلان تشكيل الحكومة الجديدة. المعلومات الواردة من المباحثات المغلقة في مقر الرئاسة اليمنية تشير إلى أن تقدماً كبيراً حصل على صعيد اختيار إسم المرشح لتولي رئاسة الحكومة، بعد مخاض أفضى إلى استبعاد 13 إسماً من بين 18 كانت مطروحة لتولي المنصب. وبحسب مصادر سياسية، فإن الأسماء الخمسة التي جرى قبل العيد التشاور فيها هي: يحيى حسين العرشي، الدكتور أيوب الحمادي، رئيس منظمة العمل العربي أحمد لقمان، الدكتور محمد محمد مطهر، وعبد الله الصايدي.

وإذا كانت آخر الترجيحات قبل عطلة العيد قد وقعت على عالم التقنيات الالكترونية الدكتور أيوب قاسم الحمادي، الأستاذ الجامعي في ألمانيا ويحمل جنسيتها، فإن ظهور إسم السفير "محمد لطف الإرياني” كمرشح عرضه الرئيس عبد ربه منصور هادي أجّل حسم المسألة إلى ما بعد عطلة العيد مباشرة، وإن كانت المصادر ترجّح تسمية الحمادي، بعد استكمال جميع الاتصالات ببقية المرشحين المتواجد بعضهم في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.

أما على صعيد توزيع الحقائب، فإن النقاش يدور حول وجهة الحقائب السيادية الهامة، والتي تصر "أنصار الله” على أن لا تذهب مجدداً إلى أسماء تدور حولها شبهات كبيرة بتورطها في إدارة عمليات فساد إداري ومالي خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في وزارات النفط والمالية والدفاع والداخلية، في حين أن توزيع بقية الوزارات ومنها الخارجية والعدل أصبح شبه متفق عليه بانتظار وضع بصمة إبهام رئيس الحكومة الجديد عليها.

وبحسب مصدر سياسي، فإن المباحثات على تشكيل الحكومة، وتحديداً عند الحقائب الأربع المذكورة، ليست سهلة، وأن تأخير إعلان تسمية رئيس الحكومة تعود إلى ضغوط يمارسها الرئيس هادي بمعية المبعوث الدولي جمال بن عمر للمجيء ببعض المقربين من الرئيس هادي إلى وزارات هامة وحساسة.

إذاً، تنتهي عطلة عيد الأضحى المبارك على جملة تحديات جديدة سيرسم حسمها شكل مرحلة ما بعد 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وإن كانت أسهم المؤشرات تذهب إلى ثلاثة اتجاهات مؤكدة:

استقرار سياسي وإبصار الحكومة الجديدة النور، في ظل توافق بين مكوّنات السلطة الجديدة في اليمن على الانتقال باليمن إلى مرحلة الإدارة الذاتية دون ضغوط وإملاءات خارجية.

تصعيد أمني في مناطق الوسط وحول صنعاء، تلعب أكثر من جهة خارجية دوراً في إضرامه لمنع أو تأخير الحوثيين من التمدد على الخط الساحلي.

زحف اتصالات خارجية غير مسبوق باتجاه شيوخ قبائل اليمن لإعادة تشكيل التحالفات بعد انهيار تأثير التيار الإخواني المتمثل في حزب التجمع الوطني للإصلاح، وفي هذا البند...حديث آخر.