مقاومة كوباني تستمر في يومها الـ 22 رغم هجمات داعش
دمشق- وكالات:- اشتدّت الاشتباكات بين "داعش" و"وحدات حماية الشعب" الكردي في الجهتين الجنوبية والشرقية لمدينة عين العرب (كوباني) مع تضارب الأنباء حول تمكّن التنظيم الإرهابي من اقتحام أحيائها الشرقية والتمركز داخلها، مع تقدّم له في الأطراف الجنوبية.
"المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، أفاد بأن "التنظيم تمكن من اجتياز المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، والسيطرة على عدة مبانٍ عند الأطراف الجنوبية الغربية، مع استمرار الاشتباكات في الأحياء الشرقية".
مصادر ميدانية كردية أكدت، أنّ "الاشتباكات تتركز على أطراف المدينة مع نصب "الوحدات" كميناً لمجموعة من داعش تسللت إلى داخل مشفى النور عند المدخل الجنوبي وقتلت جميع أفرادها".
وأضافت المصادر أنه "صُدَّت محاولات تقدم لداعش تجاه المدينة الصناعية وضاحيتي بوطان وكاني كردا ومكتلة في الجهة الشرقية، وقتل عدد من عناصرها وإعطبت دبابة لهم عند تل مشتة نور، مع استمرار الاشتباكات في الجهة الغربية". المركز الإعلامي لـ"وحدات الحماية" أكد، في بيان، "أنّ مقاومة كوباني تستمر في يومها الـ 22 رغم هجمات مرتزقة داعش المتواصلة التي تهدف إلى احتلال المدينة، ورغم القصف الكثيف من ثلاث جهات، إلا أن وحداتنا ألحقت بالمرتزقة خسائر فادحة".
مصادر كردية نقلت عن القائد العسكري لجبهة كوباني، نالين عفرين، قولها "إن معنويات مقاتلي الوحدات مرتفعة جداً وإن كوباني ستكون مقبرة لداعش وإن مصيرهم سيكون مصير من سبقهم في مدينة رأس العين في الحسكة". وأضافت: "مستعدون لحرب الشوارع وسنلقن داعش درساً فيها".
وكانت "طائرات التحالف" قد استهدفت بغارات عدة تجمعات لـ"داعش" في المناطق الجنوبية والغربية للمدينة، ما أوقع قتلى في صفوف "داعش"، مع معلومات عن تدمير دبابتين: الأولى في قرية ترميك جنوب المدينة، والأخرى بالقرب من محطة كهرباء المدينة.
من جهته، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمة ألقاها أمام نازحين سوريين في مخيم في غازي عينتاب، من "أن مدينة عين العرب على وشك السقوط بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية"، مشدّداً على "ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم مقاتلي التنظيم".
ورأى أردوغان أنّ "إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب. الرعب لن يتوقف بغارات جوية، ولن يتوقف ما لم نتعاون لشنّ عملية برية مع الذين يقاتلون على الأرض".
نائب رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، خالد عيسى، ردّ على تصريحات أردوغان في تصريح لـ"الأخبار"، وقال "إن أردوغان يصرح بما يتمنى ويحلم لكن عين العرب صامدة وستنتصر". ونفى عيسى "ما تردد عن شروط تركية ثلاثة لمساعدتهم وتتضمن التخلي عن التعاون مع الحكومة السورية وإلغاء الإدارة الذاتية والتعهد بعدم المساس بمصالح تركية"، مؤكداً "أن تركيا وعدت خلال لقاء مسؤوليها (رئيس الحزب) صالح مسلم بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة وتسهيل عبور المقاتلين الأكراد إليها، لكنها إلى الآن لم تف بوعودها".
وأضاف: "لا نريد من تركيا أو التحالف سوى تزويدنا بأسلحة مضادة للدروع، فالقوة البشرية لدينا كافية". وبيّن "أن أي تدخل بري من تركيا تجاه عين العرب سنعتبره غزواً وسنواجهه"، منتقداً "غارات التحالف غير الكافية، ففي الهجمة السابقة على كوباني في تموز الماضي ومن دون التحالف تصدينا لداعش.
أما في هذه الهجمة، ومع وجود الغارات، سقطت 338 قرية بيد داعش وباتوا على أبوابها، ما يعني أن الغارات لا تحقق المطلوب، فعلى من يريد محاربة داعش جديّاً، أن ينسق مع الوحدات على الأرض ويسلحها".
بالتزامن مع ذلك، دعا القيادي في "حركة المجتمع الديمقراطي"، آلدار خليل، "الأكراد إلى النفير العام لأجل كوباني"، معتبراً، في كلمة القاها أثناء تشييع عدد من مقاتلي "الوحدات" في القامشلي، "أن هجمات داعش يمكن أن تتسع وتشمل عفرين، سريه كانيه، حسكة وتل كوجر، ما يستوجب على جميع الأهالي الاستعداد والاستنفار لمواجهة أية هجمة محتملة".
يأتي هذا التصريح بالتزامن مع معلومات عن حشود لـ"داعش" في الريف الغربي لرأس العين في ريف الحسكة تمهيداً لاقتحامها مع حشود أخرى في بلدة تل حميس تهدف إلى شن هجمات على ريف القامشلي. وفي السياق، سيطرت "وحدات الحماية" على تلة ظويهر وعدد من مقار لـ"داعش" في ريف بلدة جزعة وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر. فيما استهدف "طيران التحالف" تجمعات ومقار لـ"داعش" في جبل عبد العزيز وبلدة مغلوجة غرب الحسكة دون معلومات عن حجم الخسائر.
وقالت مصادر محلية إنّ "داعش قام بتهجير عدد من سكان قرى جبل عبدالعزيز ومغلوجة واتخذ منها مقارّ له بعد تكثيف طيران التحالف هجماته على مقراتهم غرب الحسكة".
إلى ذلك، أعلن "المرصد السوري" المعارض، أمس، أنه وثّق مقتل 412 شخصاً منذ بدء هجوم تنظيم "داعش" على منطقة عين العرب في 16 أيلول الماضي.
وقال "المرصد"، في بيان، إنّه تمكن من توثيق مقتل 20 مدنياً و219 عنصراً على الأقل من "داعش"، خلال قصف وكمائن واستهداف آليات واقتحامات في ريف المدينة ومحيطها وأطرافها.
وأضاف أنّ نحو 163 عنصراً من "وحدات الحماية" قتلوا خلال قصف واشتباكات مع "داعش" في ريف المدينة عين العرب ومحيطها.
و من جانبه دعا الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا المجتمع الدولي الى التحرك فورا للدفاع عن مدينة كوباني التي باتت على وشك السقوط بايدي تنظيم "داعش".
وقال في بيان ان "العالم، وجميعنا، سنشعر باسف شديد اذا تمكنت (ما تسمى ب) الدولة الاسلامية من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة لكنها باتت اقرب الى العجز عن مواصلة القيام بذلك. يجب التحرك الان".
واضاف "من واجب المجتمع الدولي الدفاع عنها فالمجتمع الدولي لا يمكن ان يتساهل حيال سقوط مدينة جديدة بايدي الدولة الاسلامية".
واوضح دي ميستورا ان المقاتلين الاكراد لديهم اسلحة خفيفة في حين يستخدم مقاتلو التنظيم المتطرف دبابات ومدافع هاون.
واشاد بالجهود الانسانية لتركيا التي تستضيف حوالى 200 الف من سكان كوباني مع تشديده على ضرورة "التحرك بشكل ملموس الان".
وختم قائلا ان "العالم باسره شاهد بام عينه صور ما يحدث عندما تسقط مدينة ما في سوريا او العراق بايدي هذه المجموعة الارهابية من مجازر ومآس انسانية وعمليات اغتصاب واعمال عنف مروعة".