ظريف: على دول "5+1" القبول ببرنامج ايران النووي كحقيقة قائمة
طهران - كيهان العربي:- دعا وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، دول مجموعة "5+1" للقبول بالبرنامج النووي الايراني كحقيقة قائمة، مؤكدا بان حرمان ايران من برنامجها النووي لا يعد حلا للقضية لانها توصلت الى العلوم والتكنولوجيا النووية وان طاقات علمائها غير قابلة للتقييد.
واعتبر الدكتور ظريف امام اجتماع مشترك لمكتب الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية ووفد من مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي لمناقشة مختلف القضايا كالتطورات الاقليمية والمفاوضات النووية وتاثيرها على مستقبل السياسة الخارجية للبلاد والعلاقات بين طهران والاتحاد الاوروبي، اعتبر الازمات المتتالية في الشرق الاوسط بانها ناجمة عن المنافسات الجيوسياسية، وقال: ان هذه المنافسات افضت الى عدم وصول قضايا كالبرنامج النووي الايراني والازمة السورية الى نتيجة ايجابية.
واشار وزير الخارجية الى القضية النووية الايرانية، واضاف: ان الاجراءات التي قامت بها اميركا واوروبا لغاية الان لوقف الانشطة النووية الايرانية لم تثمر سوى عن الانجازات التكنولوجية النووية للبلاد، وقد اوصلت الاطراف الاخرى المقابلة لايران الى هذه النتيجة وهي انه يجب التعجيل بحل وتسوية القضية.
وتابع قائلا: ان الذين لهم مصالح في هذه القضية يسعون لاطالة امد هذه الازمة المصطنعة؛ أزمة يتم التطبيل لها من قبل بعض اللاعبين في المنطقة لتوفير غطاء لتبرير أهدافهم الاستراتيجية قصيرة الامد في المنطقة.
واعتبر وزير الخارجية، الاتفاق النووي بانه السبيل الوحيد للعبور من هذه الازمة المصطنعة، واكد قائلا: ان حرمان الجمهورية الاسلامية في ايران من برنامجها النووي لا يمكنه ان يشكل سبيلا لحل القضية، ذلك لان ايران توصلت الى العلوم والتكنولوجيا النووية وان علوم وطاقات علمائنا غير قابلة للتقييد.
واكد الدكتور ظريف: على الدول المفاوضة مع طهران القبول بالحقائق حول القضية النووية الايرانية وان الظروف الان تختلف عما كانت عليه قبل 10 اعوام ولا يمكن العودة الى الوراء.
واضاف: ان الظروف في المفاوضات تتجه في مسار يمكن لاوروبا ان تؤدي دورا جادا وبارزا في اقرار التوازن بين الاطراف المفاوضة لايران وان اداء هذا الدور ليس مهما لايران فقط بل لاوروبا ودورها ومكانتها الدولية ايضا.
واشار وزير الخارجية، الى تطورات الساحة العراقية وقال، انه ينبغي الاهتمام بصورة جدية بمسالة انه من اين بدات ازمة العراق وكيف تفاقمت.
وقال الدكتور ظريف: يجب الالتفات الى مسالة انه ما هي القوى التي دعمت "داعش" على مستوى المنطقة ولماذا انضمت عناصر من اوروبا لهذا التنظيم، لانه دون الاهتمام بهذه القضايا لا يمكن تصور حل دائم لهذه الازمة.
واضاف: لو لم يكن حضور ودعم الجمهورية الاسلامية في ايران في المراحل الاولى، لكان احتمال سقوط بغداد واردا ايضا، اذ سعت ايران من خلال دعمها اللوجيستي والاستشارات العسكرية لتقوية القوات العراقية في مواجهة داعش.
واكد ظريف: بان حل هذه القضية بصورة جذرية يستوجب الاهتمام بمطالب الشعب والحكومة العراقية، واضاف، انه لو جاءت دول المنطقة والقوء الكبرى بقوات عسكرية الى هذا البلد، فان ذلك سيوفر الذريعة بيد داعش ويسهل انضمام عناصر اخرين لهذا التنظيم ما تتبعه تداعيات جادة للمنطقة وعلى الصعيد الدولي.
واكد وزير الخارجية: بان حل قضية العراق وسوريا بحاجة الى استراتيجية شاملة الى جانب الاجراءات العسكرية، واضاف، ان اللعبة الاخطر في المنطقة هي محاولة بعض الدول استغلال قضية داعش في مسار مصالحها قصيرة الامد.
وقال: هنالك في التحالف الاميركي الذي تالف ضد داعش، دول ساعدت هذا التنظيم الارهابي في بيع النفط وقدمت له الدعم المالي والتسليحي ووفرت له مسارات آمنة، ما يعد تناقضا يعيشه التحالف.
وفيما يتعلق بسوريا ومستقبلها قال، انه يجب احترام راي الشعب السوري، فطريق الحل للازمة في سوريا هو الاهتمام برغبة وارادة الشعب.
واعتبر وزير الخارجية إضعاف الحكومة السورية انه بمثابة تقوية "داعش"، وقال: ان هذا الامر يشكل تناقضا اخر يعاني منه التحالف التي تم تشكيله ضد "داعش".