kayhan.ir

رمز الخبر: 8153
تأريخ النشر : 2014October07 - 21:07

كوباني تعري التحالف الكوني

منذ ايام والانظار مشدودة والانفاس محبوسة للمصير الذي ستواجهه مدينة عين العرب (كوباني) السورية المحاذية للحدود مع تركيا، على ايدي الوحش المفترس "داعش" الذي يحاصرها منذ فترة بغية الفتك بها والانتقام منها وسط صمت اقليمي ودولي مشبوه لا يكترث بما يجري هناك والانكى من ذلك تفرج الجانب التركي الذي يبدو انه غير معني بداعش وخطره ان استولى على هذه المدينة فانه سيسيطر على مسافة طويلة من الحدود التركية وهذا هو مثار تساؤل واستفسار عن حقيقة الموقف التركي الذي فهم منه تلويحا اما محاربة داعش واما اسقاط الرئيس الاسد وهو شرط تعجيزي لايقبل به احد في الكون؟!.

اما شرط تركيا الاخر الذي وضعته امام الزعيم الكردي السوري صالح مسلم الذي زارها مؤخرا كان هو الاخر تعجيزيا بامتياز عندما ابلغته اما الانفكاك عن دمشق واما الدعم التركي وهذا معناه باننا غير معنيين ان تعرضت كوباني للابادة.

هذه اللغة التهكمية والاستفزازية مرفوضة جملة وتفصيلا ويمكن لاي صاحب ضمير سواء كان سياسيا او غير سياسي ان يفضل مصالحه الخاصة على حساب تعرض مدينة للابادة!!. فالوقت بات يداهم الجميع وليس هناك مجال للتجاذبات والنقاشات والمدينة على اعتاب مجزرة ان حدثت لا سمح الله فان الجميع سيتحمل مسؤوليتها. فبعد فشل الهجوم الواسع الذي شنته داعش ليلة الاثنين على مدينة عين العرب والذي تصدت له ببسالة وحدات حماية الشعب الكردي وارغمته على التراجع فيما خلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى لم يحدث ما يغير موازين القوى في المعركة سوى الكر والفر بين الطرفين. لكن هناك انباء غير مستقلة تحدثت عن سيطرة داعش على القسم الشرقي للمدينة وهذا يحدث وسط تفرج من قبل دول التحالف التي تقيم الدنيا ولا تقعدها بانها تواصل قصفها لمواقع داعش في حين اعلن ناشط كردي في المدينة ويدعى مصطفى عبدي بان طائرات التحالف قصفت المنطقة الجنوبية لكوباني التي لم يتواجد فيها داعش.

لكن المحير والمثير للجدل هو الموقف التركي المتناقض تجاه ما يجري على مقربة من حدودها مع سوريا وهي تستعرض آلياتها ودباباتها دون أي تحرك وكأنها تبيت لامر ما في نفسها قد تقدم عليه في ساعة الصفر او بعد حدوث الكارثة وكأنها لا تسمع الاصوات المعترضة داخل بلدها لمساعدة كوباني على المقاومة وكان آخر تحذير وجهه اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي هدد فيه بنسف عملية المصالحة اذا سقطت مدينة (كوباني).

واذا ما سقطت مدينة عين العرب لاسمح الله بيد داعش فان المجزرة حادثة لامحالة فان التحالف الدولي سيكون المسؤول الاول عن هذا الاجرام لتواطؤه في الموضوع وهذا ما حدث بالامس في العراق فبدل أن تقصف طائرات التحالف مواقع داعش الارهابية قصفت مواقع للحشد الشعبي واوقعت بين صفوفه عشرات الشهداء والجرحى.

لكن ما لفت انظار المراقبين بشدة واثار تساؤلاتهم عن حقيقة مهمة التحالف الدولي المزعوم هو الخروج الآمن الذي عرضته امس الاول شبكات التلفزة لعشرات السيارات التي كانت تحمل المئات من عناصر داعش وهي تخرج في وضح النهار من طوزخرماتو متجهة صوب المناطق الغربية في العراق دون ان تتعرض الى أي قصف وهي تحت مرأى الاقمار الصناعية التي يبدو ان لها مهام اخرى غير ملاحقة داعش؟!

فاعتبروا يا اولى الالباب .. ويا شعوب المنطقة وقبلها المسؤولين فيها عما يخطط لكم وما يدور من حولكم..