دي ماريا يدخل سريعا إلى قلب وروح مانشستر يونايتد
كم تغيرت الحياة كلية في غضون ثلاثة أشهر فقط بالنسبة لأنخيل دي ماريا! هذا المهاجم الأرجنتيني الذي سرعان ما أصبح رمزا جماهيريا في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم بفضل أهدافه وتمريراته المذهلة وعمله الدؤوب.
وفي الوقت الذي يشعر فيه كبار السن من جماهير مانشستر يونايتد بالسعادة الكبيرة والإثارة تجاه ما يفعله دي ماريا مع فريق وصل إلى أدنى مستوياته في الموسم الماضي ، وجد الشباب من الجماهير في اللاعب الأرجنتيني بطلا جديدا وأصبح ارتداء معظمهم لقميص دي ماريا في مباريات الفريق أكبر دليل على حبهم غير المشروط لنجمهم الجديد. لقد أصبح قميص دي ماريا الذي يحمل اسمه ورقم "7" في مانشستر يونايتد هو الأكثر مبيعا في محال النادي التجارية الرسمية ، وهذا الحال لا يختلف كثيرا مع قميص اللاعب في منتخب الأرجنتين.
وعادة لا يحب الإنجليز الخلط بين كرة القدم والسياسة ، أو بين أنديتهم ومنتخبهم الوطني. لذلك لم يكن لحرب فوكلاند عام 1983 بين بريطانيا والأرجنتين أو هدف مارادونا الشهير الذي سجله بيده في مرمى إنجلترا في بطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك أي تأثير على شعبية دي ماريا في إنجلترا. بل إن التقرير المطبوع عن مباراة أمس الأول الأحد التي فاز فيها مانشستر يونايتد على إيفرتون 2 / 1 بهدف من دي ماريا وهدف آخر من صناعة اللاعب الأرجنتيني ، كان علم الأرجنتين مطبوعا على غلافه.
وصرح دي ماريا لقناة مانشستر يونايتد التليفزيونية لاحقا في ذلك اليوم قائلا : "مع مرور كل يوم جديد علي ، أشعر بمزيد من الاسترخاء والاستقرار هنا". في الوقت نفسه ، أعطى يونايتد الفرصة لدي ماريا لنسيان غيابه الأليم ، بسبب الإصابة ، عن نهائي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل في يوليو الماضي عندما خسرت بلاده أمام المنتخب الألماني.
وكذلك لنسيان طريقة رحيله المؤلمة عن ناديه الأسباني السابق ريال مدريد والذي واجه معارضة شديدة سواء من مدرب الفريق الإيطالي كارلو أنشيلوتي أو من الجماهير.
وقال دي ماريا : "منذ يوم وصولي هنا ، أظهر لي الناس مشاعر دافئة حقيقية ، خاصة كلما تقدمت لتسديد ضربة ركنية أو ضربة حرة مباشرة أو حتى أثناء اللعب نفسه. فكلما تسلمت الكرة شعرت بأن الجماهير تقف خلفي مباشرة. هذا الشعور عادة ما يجعلك أكثر سعادة".
ولطالما اشتهرت كرة القدم الإنجليزية بذلك. فالجماهير تملأ الاستادات المباراة تلو الأخرى ، ولا يمكن مشاهدة تلك المقاعد الخالية بالاستاد التي عادة ما تميز مباريات ريال مدريد أو برشلونة في أسبانيا. كما أن الجماهير الإنجليزية تقدر دائما أي مجهود أو محاولة من قبل لاعبيها.
وتشير الجماهير الإنجليزية إلى لاعبي فرقها بكلمة "أولادنا" ، كما أنهم لا يكتفون بالاحتفال بالأهداف وحسب وإنما بالتمريرات الصانعة للأهداف وبالتحركات الجيدة لإبعاد الكرة من منطقة الخطر وباللعب الماكر.
وحتى لو لم تجد الكرة طريقها في النهاية إلى الشبكة.
وهذا ما يجعل الجماهير الإنجليزية "لاتينية" الطباع حتى أكثر من الجماهير الأرجنتينية ودول أمريكا الجنوبية الأخرى ، أو حتى تلك الجماهير التي تجلس في مدرجات "ستاديو بيرنابيو" الباردة.