أكراد يقتحمون برلمان هولندا تنديدا بأحداث عين العرب (كوباني)
دمشق- وكالات:- تظاهر مئات الأكراد في تركيا وعدد من الدول الأوروبية تنديدا بـ"الصمت الدولي" إزاء هجوم ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية على عين العرب "كوباني".
وخرج العديد من الأكراد في عدة مدن تركية أبرزها اسطنبول ومدن جنوب شرقي تركيا في مظاهرات شهدت صدامات مع قوات الأمن وإحراق عدد من السيارات والحافلات.
وفي باريس تظاهر عشرات الأكراد مساء الاثنين في مطار رواسي شارل ديغول قرب العاصمة تضامنا مع الأكراد في سورية وللتنديد بـ"مغادرة جهاديين عبر المطارات الفرنسية" إلى هناك.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ممثل اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا يكبون اكسين قوله "نطالب بمساعدات إنسانية وعسكرية للمقاومين في مدينة كوباني" السورية التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود مع تركيا.
من جانبها نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أكراد في هولندا بأن عشرات الأكراد اقتحموا مبنى البرلمان الوطني في لاهاي الاثنين للتنديد بمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين هاجموا بلدة كردية في شمال سورية.
وقالت شرطة مدينة لاهاي الهولندية على تويتر إن المظاهرات التي جرت مساء الاثنين سلمية وإن الشرطة تجري محادثات مع قادة الاحتجاجات، ونصحت الشرطة الجماهير بعدم الذهاب الى الميدان قبالة البرلمان.
وكان نحو 100 محتج شقوا طريقهم الى القاعة الرئيسية للمبنى وجلسوا على الأرض حاملين لافتات كتب على إحداها "أوقفوا كوباني".
وبث التلفزيون الهولندي الرسمي فيديو على موقعه يظهر محتجين يرددون شعارات داخل مقر البرلمان ويحملون شعارات بالهولندية تقول "اوقفوا الصمت. ادعموا كوباني"، في اشارة الى البلدة السورية القريبة من التركية المعروفة باسم عين العرب.
بينما خرجت خلال اليومين الماضيين مظاهرات أخرى في كل من ألمانيا والنمسا وبريطانيا والسويد وسويسرا.
هذا و قد كان وضح احمد داوود أوغلو الرئيس الوزراء التركي في مقابلة مع CNN قبل يومين: "مستعدون للقيام بكل شيء إن كانت هناك استراتيجية واضحة تضمن أن بعد داعش ستكون حدودنا آمنة.. نحن لا نريد قوات النظام بأن تكون على حدودنا لدفع الناس إلى تركيا ولا نريد منظمات إرهابية أخرى لتنشط في المنطقة.. إذا ذهبت داعش قد تأتي منظمة متطرفة أخرى."
وتابع قائلا: "توجهنا عليه أن يكون شاملاً وموحداً واستراتيجياً وليس فقط الرغبة بالعقاب وإرضاء الرأي العام، ليس معاقبة تنظيم إرهابي واحد بل كل التهديدات الإرهابية المستقبلية، إلى جانب الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام".
وأضاف: "لا ينبغي علينا الفصل بين سوريا قبل وبعد داعش.. منذ الأيام الأولى للصراع وحتى اليوم لا توجد أمة قدمت أكثر من تركيا وما قمنا به من بمواجهة هجمات النظام وداعش.. نريد إقامة منطقة حظر جوي وتوفير منطقة آمنة على حدودنا، وإلا فإن الحمل سيزيد على عاتقنا وعاتق الدول المجاورة."
وحول ملف اللاجئين، قال أوغلو: "الناس يطلبون منا استقبال المزيد من اللاجئين في الوقت ذاته الذين يطلبون منا السيطرة على حدودنا.. كيف يمكننا السيطرة على الحدود في الوقت الذي يدخل فيه نحو 180 ألف لاجئ في ثلاثة أيام؟"
وظلت بلدة كوباني ومحيطها تتعرض لهجمات منذ منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث تمكن مسلحو تنظيم الدولة من السيطرة على عدد من القرى الكردية المحيطة بالبلدة.
وأدى القتال إلى نزوح 160 ألف شخص عن المنطقة.
وكانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي أكدت القيام بضربات جوية جديدة لطائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، على أطراف مدينة عين العرب (كوباني)، بيد أن مسؤولين أكراد في شمال سوريا يؤكدون إن الضربات الجوية في المنطقة غير فعالة.
وقد حذر بعضهم من وقوع مجزرة وشيكة إذا لم يتم ايقاف تقدم مسلحي تنظيم داعش في البلدة.
و من جانبها هددت الحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي في سوريا الحكومة التركية بنقل المعركة من عين العرب ( كوباني) الى اسطنبول وانقرة، واتهمت تركيا بمحاصرة عين العرب مع داعش ومنع الاكراد من الدفاع عنها، نافية ان يكون مسلحو داعش قد سيطروا على كوباني بالكامل. وقال الامين العام للحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي علي اومري امس الثلاثاء: تحتدم المعارك في منطقة عين العرب في المدخل الشرقي في بعض الاحياء الصغيرة للمدينة، حيث دخلت بعض عناصر التنظيم الارهابي داعش الى حييْن (اثنين) صغيرين في المدخل الشرقي لعين العرب وتحاول بالمدفعية والقصف الصاروخي ضرب الاحياء الاخرى.
واضاف اومري: اما في المدخل الجنوبي، اؤكد لكم مرة ثانية ان المدخل الجنوبي لمنطقة كوباني (عين العرب) هو بيد قوات وحدات الحماية المدافعة عن عين العرب، ولم يستطيع عناصر التنظيم الارهابي الدخول الى المدخل الجنوبي.
وتابع: ان المعارك محتدمة جدا، وخاصة في المدخل الشرقي، وحتى في الاحياء الصغيرة التي دخلوها، وهما اثنان، ولم تتم السيطرة على هذين الحيين من قبل التنظيم الارهابي داعش.
واكد اومري ان قوات وحدات الحماية تتعامل معهم بحرب عصابات مباشرة، والقتال قريب معهم بشكل مباشر، بينما الحكومة التركية تمنع اي مقاتل من النزول الى عين العرب للدفاع عنها.
واكد الامين العام للحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي علي اومري: نستغرب تصريح بان كي مون عندما يقول نريد مساعدة عين العرب، متسائلا كيف سيتم مساعدة عين العرب وهي محاصرة من قبل الجيش التركي والتنظيم الارهابي داعش، متوقعا زيادة في الحصار من قبل الجيش التركي.
واتهم اومري حكومة اردوغان بانها مجرمة وقاتلة للشعب السوري وخاصة ما اسماه الشعب الكردي، موضحا: نحن نعرف مفاوضات الحكومة الاردوغانية الاخوانية، هي تريد من مقاتلينا الاكراد مقابل ان تسمح لهم بالنزول للدفاع عن عين العرب، ان تحقق مكاسب سياسية وعسكرية، وتريد مفاوضة الاكراد لمحاربة داعش ومحاربة الجيش السوري.
واكد الامين العام للحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي علي اومري ان هذا دليل على ان الكيان الصهيوني وحكومة اردوغان هما وجهان لعملة واحدة وبدعم اميركي وتواطؤ اوروبي، منوها الى ان هناك اتفاقا لم يعد سريا ما بين اوروبا واميركا وحلفاءها، على انهاء الوجود السوري في هذا الشريط، ومحاولة اقامة شريط ومنطقة آمنة وعازلة كما يسمونها، ويحلم اردوغان بها على الشريط الحدودي السوري التركي.