وشهد شاهد من اهلها !!
"مشكلتنا الاكبر كانت في حلفائنا بالمنطقة الاتراك كانوا اصدقاء رائعين وكذلك السعوديون وسكان الامارات وغيرهم ولكن ماذا فعلوه كان همهم الوحيد اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وخاضوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات الاف الاطنان من السلاح لكل من وافق على القتال مع الاسد".
اذا هل يستطيع احد ان ينكر او يستبعد اذا ماقلنا ان هذا الاعتراف الخطير قد جاء على لسان قائد من قادة القاعدة؟ ولكن الطامة الكبرى ان هذا الاعتراف قد جاء على لسان نائب رئيس اكبر دولة في العالم التي تدعي اليوم زورا وبهتانا مكافحة الارهاب، الا وهو بايدن، مما يعكس ان المأساة التي تعيشها شعوب المنطقة اليوم لم تكن عفوية بل هي مخطط لها وبصورة دقيقة ومحسوبة .
واللافت في الامر ان كل من الدول التي ذكرها بايدن وهي تركيا والسعودية و الامارات والتي وكما اتضح كان لها اليد الطولى في دعم الارهاب وبكل الوسائل المتاحة وان الهدف وكما اوضح بايدن اسقاط الاسد، ولما لم يتمكنوا ان يصلوا الى هدفهم الاساس بسبب صمود الشعب والجيش السوري وتمكنهم من تغيير المعادلة وبالصورة التي عليها هي اليوم، مما اسقط مافي ايديهم. والا اين كان بايدن عندما تعالت اصوات الحكومة السورية والمتعاطفين معها سواء كانت ايران او روسيا والصين وغيرهما من الدول والتي اعلنت وفي مختلف المناسبات ومن على منابر دولية عدة خاصة الامم المتحدة وكذلك المناشدات التي اطلقتها كل قوى التحرر في العالم من ان هناك دول تقدم الدعم البشري واللوجستي للارهابيين ولكن كانت اذانهم قد صمت ولم يسمعوا لهذه النداءات؟. والسؤال المهم في هذا المجال والذي يحتاج الى اجابة واصحة وصريحة ، لماذا لم يذكر قطر ضمن الدول الداعمة للارهاب وتجاهلها؟
واليوم وبعد ان وصلت النار الى اذيالهم وانها لابد ان ستحرقهم يوما ما لذلك اخذت تفصح الحقيقة عن نفسها والتي حاولوا ان يغطوها بغربال.
ورغم ان اعتراف بايدن هذا لم يضف الى الواقع شيئا، الا انه من الاهمية بمكان بحيث وضع هذه الدول الثلاث التي كانت ترفع عقيرتها وتعلى صوتها كذبا وزورا انها ضد الارهاب في موضع الكذب والزيف من هذه الادعاءات. والمهم في الامر ان تصريح بايدن يعتبر شهادة للتأريخ وهي مهمة لانها جاءت من داخل البيت والتي وكما يقول الحقوقيون ان "الاعتراف سيد الادلة" مما يفتح الباب على مصراعيه امام كل الذين طالهم هذه الارهاب من الذين فقدوا ابناءهم او اصابت بعضهم الاعاقة او الذين تهدمت دورهم وهجروا ظلما وعدوانا، ان يرفعوا شكاواهم الى المحاكم الدولية من اجل ادانة هذه الدول والتي كانت السبب المباشر في معاناتهم معتمدين على اعتراف بايدن هذا.
واليوم تأتي واشنطن وبصلافة لتجمع العالم نحو تشكيل جبهة لتحارب الارهاب الذي نما وترعرع على أيديهم على أيدي حلفاءهم في المنطقة. والمخزي في الامر ان السعودية والامارات وتركيا قد دخلت في هذا التحالف ولكن بايدن قد برر وبشكل خجول عندما ذكر ان سبب انضمام هؤلاء الى التحالف وهم الذين قدموا الدعم اللازم لهذا الارهاب الاعمى والذي يضيف الى اعترافه السابق اعترافا جديدا بزعمه" ان حلفاء اميركا بدأوا يعون خطأهم ووافقوا للانضمام الى التحالف المعادي للارهاب" ولو اننا لا نصدق ان هذه الدول ادركت انها مخطئة في تصرفاتها كما زعم بايدن بل انهم لازالوا يدعمون الارهاب من خلال مواقعهم في المحافل الدولية، وكذلك رفع اصواتهم بدعم الارهابيين والذين اطلقوا عليهم تسمية جديدة لخداع الرأي العام وهي "المعارضة المعتدلة" والتي ستفتح لهم السعودية المعسكرات والمدربين من اجل تأهيلهم من جديد وبصورة منظمة ليعاودوا حربهم ضد الحكومة السورية كما يدعون. وطبيعي ان هذا الامر يتم بموافقة واشنطن وتحت نظرها اذن كيف يمكن ان نتعايش مع هذا التناقض الفاضح الذي تمارسة دول المنطقة.
ان ما اعترف به بايدن هو غيض من فيض وان السجون العراقية والسورية ملأى بالسعوديين وغيرهم من الجنسيات الاخرى الذين ارسلوا من اجل مقاتلة الجيشين السوري والعراقي وتدمير حياة ابناء الشعب في هذين البلدين.
وفي النهاية ماذا يجدي هذا الاعتراف في وقت ضرب الارهاب اطنابه في المنطقة واصبح يشكل حالة خطيرة وكبيرة يحتاج الى اضعاف الجهود والطاقات التي بذلت لدحره وطرده من المناطق التي يتواجد فيها.
واذا كانت واشنطن جادة في ضرب الارهاب كما تزعم وتدعي فعليها ان تقول لحلفائها ان يكفوا ايديهم وان يقطعوا كل ما، يدعم ويقوم هذا الارهاب، لكي تعتبر خطوة اولى في تجفيف منابعه ليناله الضعف وعدم القدرة على الاستمرار وتأتي الضربات الجوية وغيرها عاملا مساعدا في القضاء عليهم.
ولكن نقول ان واشنطن لا تريد لداعش وغير داعش ان تضمحل او ان تزول عن الساحة لان تحقيق مصالحها قد ارتبط بوجود ابنها المدلل الارهاب، ولذلك فانها تضع توقيتات بعيدة المدى وقد تمتد الى سنين ولا ندري كم هي عددها للقضاء على هذا الارهاب، أي وفي الواقع ان واشنطن تريد ان تدفع عنها وعن الدول الغربية خطر هذا القادم على دماء وحياة وامن واستقرار شعوب المنطقة ولاغير.