kayhan.ir

رمز الخبر: 79793
تأريخ النشر : 2018July29 - 21:16

محور المقاومة يرسم "الشرق الاوسط الجديد"


التطورات المتسارعة في سوريا، خاصة الميدانية والتي كان الاعداء وعلى رأسهم اميركا والكيان الصهيوني والنظام العربي الرجعي يروجون لها على انها خطوط حمراء اصبحت اليوم خلف ظهرالجيش العربي السوري والقوى المتحالفة معه حيث تحرر الجنوب السوري وتمت السيطرة على النقاط الحدودية مع الاردن وتقدم الى الجولان ايضا حيث رفع العلم السوري امس الاول في القنيطرة وفي اقرب نقطة من مواقع العدو الصهيوني في الجولان المحتل وهذا يعني ان سوريا باتت في الربع الساعة الاخيرة من معركتها الحاسمة مع الارهابيين ومشغليهم خاصة وان وحدات الحماية الديمقراطية "قسد" دخلت مفاوضات مباشرة مع دمشق وقبلت بالعيش في كنف الدولة السورية لذلك لم تبق امام دمشق سوى ادلب التي لم يعد فيها مجالا كبيرا للمناورة حيث بات الارهابيون محاصرون فيها واهداف سهلة للاستهداف ولم يتملكوا الحواضن كما كانوا سابقا في مناطقهم بداية الازمة ونفس الشيء بالنسبة لتركيا التي التزمت بمقررات استانا بخفض المناطق التصعيد ومنها ادلب في وقت اننا على اعتاب القمة الثلاثية الروسية ـ الايرانية ـ التركية في طهران لتتوضح الصورة كاملة لان تركيا هي الاخرى لم تعد تطيق الاعباء الكبيرة في هذه المنطقة وهي محنة وورطة للتعامل مع هؤلاء الارهابيين سواء في احتضانهم او ترحيلهم.

وما وصلت اليه اليوم سوريا من مكانة ووضع باتت الحرب فيها شبه منتهية خاصة ان التطورات الميدانية المتسارعة الاخيرة جاءت نتيجة لصمود ومقاومة الشعب السوري ورئيسها ومحور قوى المقاومة وليس لما يحلو للبعض تصوير الموقف على انه نتيجة للاتفاق الذي جرى في قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين ولسنا هنا بصدد نفي الموضوع كليا، لكن ما جرى في الميدان هو الذي دفع باميركا بالاستسلام امام الروس.

واليوم اتضحت الامور بشكل جلي وانكشفت جميع الحقائق فلا "ثورة" ولا مطالبات بالحرية ولا بالديمقراطية في سوريا بل مؤامرة كونية خطط لها الغرب بقيادة اميركا ومعها العربان للقضاء على سوريا كآخر محطة في محور المقاومة بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتوفير الحماية الكاملة للكيان الصهيوني. وهذه ليست شعارات، بل وقائع تؤكد الاحداث والمواقف بالارقام.

فمحادثات الرئيسان ترامب وبوتين في قمة هلسينكي التي ارتقبتها العالم وحبس انفاسه ليلمس ما يخرج عنها من قرارات ترتبط بالوضع الدولي والاقليمي واذا بها توظف ساعتين من وقتها للكيان الصهيوني وحماية أمنه وعشرة دقائق فقط للعلاقات الثنائية والقضايا العالمية، والامر الاخر اللافت والمثير للغاية ان واشنطن اوصلت رسالة الى طهران عبر وسطاء باننا مستعدون للخروج من منطقة التنف شريطة ان تساعدوننا في استتباب الامن والاستقرار في "اسرائيل" اما ابتعادكم كذا مسافة من الجولان يصبح امرا ثانيا. واما مواقف الغرب من النووي الايراني فمعروفة للجميع بانها كانت من اجل حماية هذا الكيان وهذا لم يعد سرا. هذه حقائق دامغة تؤكد ان الهم الاول والاخير للغرب واميركا والدول الذيلية من عربية وغير عربية هو بقاء الكيان الاسرائيلي وتوفير الحماية له كاسطول اميركي في المنطقة وبوابة مصالحها.

واما حرب تموز المجيدة التي خطط لها الاميركي ونفذها الصيهوني ومولها العربان ودعموها بكل ما اتوا من قوة كانت من اجل القضاء على المقاومة الاسلامية وتوفير الحماية الكاملة لـ "اسرائيل" وهذا ما اعلنته بشكل غير مباشر كونداليزا رايس بمشروعها الموسوم بالشرق الاوسط الجديد لكن بندقية المقاومة نسفت هذا المشروع من الاساس لكن اميركا حاولت ثانية ان تنفذ مشروعها المشؤوم من خلال القضاء على سوريا المقاومة الا انها هزمت هذه المرة ايضا بفعل صمود ومقاومة سوريا وقوى المقاومة وها هي المنطقة ترسم ملامح جديدة لشرق اوسط جديد لكن تحت سماء المقاومة ورآياتها.