kayhan.ir

رمز الخبر: 7962
تأريخ النشر : 2014October01 - 21:03

و اشنطن ودعم الاستبداد !!

عندما تعلن وزارة الدفاع الاميركية ( البنتاغون ) عن عزمها لنشر قوة من سلاح مشاة البحرية المارينز يبلغ تعدادها 2300 عنصر في الشرق الاوسط، موضحة ان مهمتها تتحدد بالتدخل السريع عند اندلاع ازمات في المنطقة وربطت هذا الامر بالعمليات الجارية حاليا في العراق، واللافت في الخبر ايضا ان المتحدث باسم البتناغون جون كيري قد افصح ان هذه القوة ستزود بطائرات عدة وستكون مستعدة للتحرك سريعا في حال وقوع "حدث غير متوقع" وقد حددت دولة الكويت لان تتكون مركز استقرار هذه القوة.

ومن الواضح ان هذه القوة العسكرية المزودة بالاسلحة المطلوبة والتي اختارت من الكويت مقرا لها فانها لاعلاقة لها بالارهاب اصلا، بل ان هناك مهمات خاصة توكل اليها وكما جاء في الخبر التحرك سريعا حال وقوع حدث غير متوقع، ولكن لم تحدد هذا الحدث ونوعه مما يتداعى للاذهان ان واشنطن ومالديها من معلومات استخبارية حول مجريات الاحداث في المنطقة ان هناك تهديدا ما قد يطال مصالحها او حلفاءها التي وصفت نفسها مدافعا ومحاميا عنهم .

وسيد البيت الاسود اوباما اليوم يعيش حالة من الازدواجية في التعامل لتورطه بين مواجهة الارهاب ودعم الدول المستبدة والتي تواجه ظروفا غير مستقرة سياسيا والتي يتهددها حالة الانهيار والسقوط خاصة بمنطقة الخليج الفارسي، ولذلك فان اختيار الكويت لتكون مقر استقرار هذه القوات لخير دليل على ذلك.

ولو القينا نظرة سريعة لمجريات الاحداث في المنطقة لوجدنا ان الدول الخليجية ينتابها الخوف والهلع من الاحداث الدائرة في هذه المنطقة، خاصة الاحداث في اليمن و التي أخذت تلقي بظلالها على بعض هذه الدول و التي أبدت مخاوفها خاصة اذا وصل الحوثيون الى اتفاق على شكل الحكم والذي سيكون وبالطبع مخالفا لتوجهات واشنطن وبعض الدول الخليجية المجاورة، وكذلك الاحداث الدائرة في البحرين واستمرار حالة الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة والتي تتفاعل وبصورة لا تصب في صالح واشنطن ،وكذلك الاخبار المتواترة من مخاوف ال سعود من انتفاضة شعبية خلال موسم الحج كما تواردتها بعض وسائل الاعلام الغربية، وهكذا في بعض الدول الاخرى ومنها الكويت.

اذن فان واشنطن التي عرفت بمواقفها المفضوحة وهي سرعة تخليها عن حلفائها كما شاهدنا عندما ثار الشعبين التونسي والمصري وتمكنا من طرد كل من حلفاء اميركا الاستراتيجيين مبارك و بن علي، ولم تستطع واشنطن ان تحقق لهم أي شيء وكانت ارادة الشعبين هي الاقوى والاقدر على تغيير المعادلة، لذلك يمكن القول ان واشنطن وبقرارها هذا المثير للتساؤل و الاستغراب تريد ان تكون حاضرة وسريعة للرد فيما اذا تعرض أي بلد الى ما حدث لمصر وتونس وتستطيع بذلك ان تقف امام أي تغيير قادم لا يصب في مصلحتها ومصلحة عملائها، ولكن الذي يمكن التأكيد عليه ان اميركا اليوم هي ليست اميركا الامس وان القرار لم يكن بيدها وحدها ولا تستطيع ان تنفرد به مما يجعلها مضطرة ان تقف عند حدها وان لا تتجاوز هذا الحد، وكذلك فان حالة الحقد و الكراهية التي امتلكت قلوب شعوب المنطقة لواشنطن وصل حدا لم يسع لها ان تفعل ما تريد، بل انها تدرك جيدا ان المواجهة ستكون حاسمة بينها وبين هذه الشعوب ان حاولت التدخل في شؤونها الداخلية وعلى الخصوص اذا تعلق الامر بخدش سيادتها واستقلالها.

واللافت في الامر ان الاعتراض على قرار البنتاغون هذا قد جاء وللوهلة الاولى من الداخل الاميركي اطلق السناتور الاميركي بيرني ساندرز، أحد أبرز جناح الحمائم في مجلس الشيوخ، "إن على أمريكا عدم الوقوع في "مستنقع" آخر بالشرق الأوسط، داعياً إلى تحميل الدول الإسلامية مسؤولية مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ"داعش"، الذي تتصدى له بلاده بحملة جوية دولية في العراق وسوريا.

وعقب ساندرز، عضو الشيوخ المستقل عن ولاية فيرمونت، خلال مقابلة مع برنامج "يوم جديد" على شبكة CNN، قائلاً: "أجلس هنا متسائلاً.. أين السعودية والكويت وقطر؟.. لتحل عليّ اللعنة، إذ ما كان لأطفال فيرمونت ودافعي الضرائب بالولاية، الدفاع عن الأسرة السعودية المالكة."

اذن عصا قوات التدخل السريع التي تلوح بها اميركا اليوم لم تعد تلك التي تستطيع ان تفعل بها كل شيء، بل هي تشبه الفزاعة التي توضع في البساتين والمزارع من اجل تخويف الطيور حتى لا تقترب من المزارع ليس الا، .واذا كانت تعتقد واشنطن انها وبهذه القوة المحدودة تستطيع ان تقهر ارادة الشعوب فهي تقع في خطأ اخر افظع من كل الاخطاء التي ارتكبتها في المنطقة وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن والتي ارتدت عليها بالخيبة والخسران والفشل و الانحسار.