وانكشف للعراقيين الدجل السعودي
مهدي منصوري
قد لايكون من المخفي والمجهول للعراقيين مدى العداء والحقد السعودي لهم اذ تمثل قبل وبعد سقوط نظام صدام بالممارسات الاجرامية الحاقدة ضدهم بتشديد الحصار عليهم ابان حكم الطاغية واستمرت وحتى بعد السقوط من خلال اقلاق الوضع الامني والاقتصادي من خلال دعم الارهاب وخلق الازمات الواحدة بعد الاخرى من التفجيرات التي طالت الابرياء والتي ختمتها بارسال الارهابيين الى الداخل العراقي واحتلال بعض المحافظات من اجل تغيير الحكم واعادة الاوضاع الى الوراء، ولكن كل هذه المحاولات والتي كلفتهم الكثير لم تستطع ان تحقق لهم اهدافهم الاجرامية الحاقدة والتي شكلت فشلا ذريعا لسياستهم في هذا البلد.
واليوم وبعد ان خرج العراقيون المطالبون بحقوقهم في توفير الخدمات وجدت السعودية ضالنها في استغلال هذا الظرف الطارئ المؤقت من اجل العودة لتضع لها قدما في هذا البلد، وذلك من خلال تحريك ماكنتها الاعلامية المأجورة التي اخذت تضخم الاحداث وتفبرك الاخبار والافلام الكاذبة لاشعال الفتنة بين ابناء الشعب الواحدة، ولكن والحمد لله فقد فشلت في الاختبار الحقيقي الذي وضعها فيه العراقيون اذ وبعد ان اشاعت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وبعض العملاء المندسين والفوضويين من ان ايران قد قطعت عنهم الكهرباء، مما دعاهم للجوء الى جارتهم السعودية لتوفير هذه الطاقة من اجل حرف توجه الراي العام الشعبي العراقي من طهران الى الرياض، ولكن السعودية اظهرت حقدها الدفين لابناء هذا البلد وبدلا من ان تستجيب لطلبهم وضعت شروطها التعجيزية مستغلة الفرصة التي سنحت لها والتي كان من سهامها الحاقدة هو النيل من الحشد الشعبي الذي اذاق ارهابييها وعملائها الموت الزؤام ولاجل ان تنتقم لهم فقد طلبت من الحكومة العراقية وكشرط اساس لتزويدهم بالكهرباء هو حل الحشد الشعبي وكل قوى المقاومة، وغيرها من الشروط التي تنم عن حالة الحقد الدفين، ولكن جاء الرد والصفعة القوية للرياض من الحكومة العراقية برفضها هذه الشروط التي لاعلاقة لها بما يحتاجه العراقيون، بحيث عبرت اوساط اعلامية وسياسية عراقية ان الشروط السعودية قد اثبتت الغباء السياسي الكبير لدبلوماسية الرياض والتي لا تستطيع ان تنفك عنه.
وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان توجيه سهام الحقد السعودي للحشد الشعبي له مبرراته لان هؤلاء الابطال قد افشلوا مشروعا اقليميا ودوليا كان يراد له ان يجد طريقه للتنفيذ وهو تقسيم العراق الى كانتونات ومقاطعات صغيرة ليسهل السيطرة على ثرواته وقدراته ولكن خابت آمالهم بصمود ابناء العراق الغيارى.
واما اتجاه بوصلة الرياض نحو كردستان من اجل وضع قدم لها في هذا البلد فان هذا الامر محكوما بالفشل خاصة وان مثل هذه الاساليب لايمكن ان تنطلي على العراقيين وان مظله الاستثمار التي يريد ان يدخل من خلال السعوديون سوف تنهار ان لم يكن اليوم فغدا، لان العراقيين قد بان واتضح لهم وبما لايقبل الشك ان السعودية لم يهمها الشعب العراقي وحل مشاكله، بل الاهم لديها هو مد نفوذها وفرض ارادتها حتى لو جاءت على محاصرته أواراقة دماء ابنائه.