kayhan.ir

رمز الخبر: 79560
تأريخ النشر : 2018July25 - 19:57

ماذا بعد انهيار ما يسمى "صفقة القرن" ؟؟


علي الدمشقي

كان من المتوقع ان تهاجم المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة،نيكي هايلي الدول العربية لان فريقها المبعوث للشرق الأوسط والمشكل من جارد كوشنير وجيسون غرينبلات فشل بان يفرض بالقوة الخطة الامريكية والتي سمتها بـ"صفقة القرن" على الفلسطينيين الذين كانوا متيقضين للمخطط الامريكي الصهيوني الذي يحاك للشعب الفلسطيني.

على الرغم من موافقة بعض الرسميات العربية وعلى راسها السعودية على الصفقة وضغوطها الكبيرة على الفلسطينيين ورئيس السلطة محمود عباس بان خضعوا للمشروع الأمريكي الجديد الذي يهدف لتصفية قضية اللاجئين والقدس وإبقاء السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية وتحويل قضية غزة الى صفقة اقتصادية.

فشل التسويق لصفقة القرن من قبل الادارة الامريكية ..

الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، يوني بن مناحيم،اكد في مقال له بموقع "نيوز ون" العبري عن فشل الإدارة الأمريكية في إقناع الفلسطينيين وبعض الدول العربية، بالقبول فيما يسمى "صفقة القرن"، كاشفا أنه يجري الاستعداد لإعادة تقييم الخطة الأمريكية.

وأوضح الضابط بن مناحيم، أن إدارة دونالد ترامب "فشلت في إدارة رابحة لإقناع الفلسطينيين والدول العربية بالقبول بصفقة القرن".

وبناء على ما ورد في تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، ذكر أن المبعوثين الأمريكيين لعملية السلام، جارد كوشنير وجيسون غرينبلات، عادا لواشنطن "محبطين من الزيارة الأخيرة للمنطقة، حيث باتت فرصة تنفيذ "صفقة القرن" بشكلها الحالي، تبدو ضئيلة".

رئيس السلطة محمود عباس، امتنع عن لقاء الوفد الأمريكي، وهو الموقف الممتد له منذ إعلان ترامب أن القدس المحتلة، "عاصمة للكيان"، حيث أوضح بن مناحيم، ، أن "عباس ليس على استعداد للاستماع إلى أي فكرة مرتبطة "بصفقة القرن".

ورأى أن "السبيل الوحيد لإنقاذ هيبة الرئيس الأميركي، أن يعلن عن إعادة تقييم الخطة وطرح تعديلات عليها في ضوء التطورات الأخيرة"، لافتاً إلى أهمية إشراك ترامب للاتحاد الأوروبي في صياغة "صفقة القرن" وإجراء التعديلات عليها، وأخذ القرارات الدولية التي تتعلق بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين في الحسبان.

نيكي هايلي تهاجم الدول العربية والإسلامية !!!

انتقدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الدول العربية والإسلامية بسبب المساعدات للفلسطينيين، معتبرة أن تلك الدول تتحدث كثيرا عن دعم فلسطين دون أن تقدم مساعدات كافية.

وقالت هايلي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط: "هنا في مجلس الأمن، على بعد آلاف الأميال عن الفلسطينيين الذي لهم احتياجات حقيقية، لا ينتهي الحديث باسمهم، وتدعي دولة بعد أخرى تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ولو كانت تلك الكلمات تفيد المدارس والمستشفيات وشوارع بلداتهم، لما واجه الشعب الفلسطيني مثل هذه الظروف الصعبة التي نناقشها هنا اليوم".

وتابعت: "لا توجد هناك أي مجموعة من الدول أكثر كلاما من جيران الفلسطينيين العرب وأعضاء آخرين في منظمة التعاون الإسلامي، لكن هذه الكلمات التي تنطق هنا في نيويورك لا تغذي ولا تمنح الملابس أو التعليم ولو لطفل فلسطيني واحد".

أوردت هايلي كمثال على ذلك المبالغ التي تقدمها بعض الدول لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وأشارت كذلك إلى أن الولايات المتحدة كانت تقدم مساعدات لفلسطين ضمن الإطار الثنائي منذ عام 1993. وتساءلت: "منذ ذلك العام قدمت الولايات المتحدة اكثر من 6 مليارات دولار في إطار المساعدات عبر القنوات الثنائية للفلسطينيين. وكم قدمت الدول العربية، التي يعتبر بعضها غنية، كم قدمت للفلسطينيين؟".

تبجحات هايلي جاءت رغم ما تواجهه الوكالة من صعوبات بعد قرار الولايات المتحدة تقليص حجم المبالغ المالية التي تقدمها لهذه الوكالة من 365 إلى 60 مليون دولار، علما بأن المدفوعات الأمريكية كانت تشكل نحو 50 بالمئة من ميزانيتها.

وفي هذا الصدد، دعا السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر نظيرته الأمريكية إلى العودة عن هذا القرار، وقال: "انطلاقا من دورها التاريخي في الاستقرار الإقليمي، ندعو الولايات المتحدة وديا إلى تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها في هذا الموضوع الحيوي" بهدف المساعدة في سد عجز الأونروا المقدر بأكثر من مئتي مليون دولار.

ماذا بعد انهيار ما يسمى "صفقة القرن" ؟؟

وأمام الصحافيين، أعرب السفير السويدي أولوف سكوغ الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن خلال تموز/يوليو عن خيبة أمله من السياسة الأمريكية.

وقال: "يحدثوننا منذ عام عن خطة ولم نرها بعد. عدم امتلاك خطة ذات صدقية يمثل مشكلة".

السفير الفلسطيني رياض منصور بـدوره ندد بالسياسة الامريكية التي تنتهجها بحق شعبه، مضيفاً ان الفصل العنصرييمارس بحق الفلسطينيين عبر قانون "القومية" العنصري الذي أقر في الكنيست مؤخرا.

وقال منصور إنه ينتظر "في 13 آب/أغسطس" تقريرا يرفعه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش مع توصيات، بناء على طلب الجمعية العامة، لإيجاد "آلية حماية دولية للشعب الفلسطيني".

من جهته، اعتبر مساعد السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن "الحل الوحيد يكمن في عودة المفاوضات المباشرة بين السلطة والكيان"، لافتا إلى أن بلاده عرضت استضافة قمة تجمع السلطة واسرائيل وقد وافق الفلسطينيون على هذه الفكرة.

نيكي هايلي سفيرة للاستعمار والاحتلال الصهيوني ..

قال المتحدث للأعلام الدولي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح زياد خليل أبو زياد ان نيكي هايلي اثبتت بكل جدارة بتصريحاتها الأخيرة انها سفيرة لكيان الاحتلال والمشروع الاستعماري الذي تعتمده الإدارة الامريكية الحالية التي لا ترغب بان يكون هنالك أي تنازل من قبل الاحتلال للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على إدارة الصراع والحفاظ على بنية سلطة فلسطينية تقوم بإدارة الشؤون المدنية الفلسطينية بدون أي برنامج وطني او سياسي.

واكد أبو زياد ان سبب غضب هيلي هو فشل مشروعها الاستعماري الأمريكي المشترك مع القيادة الإسرائيلية التي تحتل أراضي دولة فلسطين المحتلة منذ عام ١٩٦٧، وتحول السلطة الفلسطينية التي تحدثت عن الدعم الأمريكي الذي اعطي لها من سلطة إدارة خدمات وشؤون مدنية الى دولة محتلة اعترف اغلبية المجتمع الدولي الساحقة و الجمعية العامة بها لتصبح دولة فلسطينية ذات حدود واضحة وهي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ بدون أي استثناء وفقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والقرارات المتعددة التي صدرت عن مجلس الامن بما يتعلق بحق العودة ووضع مدينة القدس المحتلة و جميع القضايا الفلسطينية.

وأضاف أبو زياد ان على نيكي هايلي ان تتذكر وتعلم جيدا ان الأموال التي دفعتها حكوماتها أتت لتغطي على الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وتشريد ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وان استخدام هذه الأموال للابتزاز السياسي مثلما حصل عندما قررت الإدارة الامريكية الحالية وقف مساعدات وكالة الأونروا يظهر ان السبب الحقيقي وراء هذا التمويل هو استراتيجية استعمارية فشلت بان تحكم القرار الفلسطيني السياسي.