kayhan.ir

رمز الخبر: 79494
تأريخ النشر : 2018July24 - 20:36

الصُّحف الأجنبية: ترامب يناور ولا يريد حربًا مع إيران


ركّزت الصحف الأجنبية على موضوع التهديدات المتبادلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقادة الإيرانيين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النّووي الإيراني، وفيما اذا كانت الإدارة الأميركية جادة في تهديداتها التي رأت فيها مجرد كلام استفزازي غاينه إخضاع طهران لشروط مفاوضات تجريها معها كما حصل مع كوريا الشمالية.

بداية مع صحيفة "نيويورك تايمز" حيث نشرت تقريرًا اعتبرت فيه أن التغريدة التصعيدية الأخيرة التي هدد فيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب إيران، تُبيّن تصميمه على اتباع النهج الذي اتبعه مع كوريا الشمالية من اجل تحقيق "اختراق دبلوماسي" مع طهران، لكنها أشارت في الوقت نفسه الى ان مستشاري ترامب موحّدون أكثر بكثير على صعيد عدائهم لإيران مقارنة بكوريا الشمالية، ومن غير المرجح أبدًا أن ترضخ إيران أمام الضغوط كما حصل مع بيونغ يانغ.

وأضاف التقرير أن تهديدات ترامب الأخيرة ضد إيران عززت التساؤلات حول اتجاهات سياسة ترامب حيالها، وعلى الرغم من أن البيت الابيض لم يستبعد محادثات مباشرة بين ترامب والقادة الايرانيين، الا أن فريق الأمن القومي التابع للرئيس الأميركي يركّز بشكل أساس على الإطاحة بالنظام في طهران بدلاً من إبرام صفقة جديدة معه. ونُقل عن مسؤول رفيع بالإدارة الاميركية بان تغريدة ترامب تشير الى مقاربة اكثر شمولية وعدائية تجاه ايران.

ونقل التقرير عن مصادر على معرفة بترامب قولها إن قراره حول استخدام لغة تصعيدية ضد ايران يعود بشكل اساس الى سعيه لإبعاد الأنظار عن الأسئلة المطروحة حول علاقاته بروسيا.

ورأى التقرير أن كلام ترامب يحمل صدى التهديدات التي وجهها الى الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون الصيف الماضي، قبل ان يجتمع الجانبان بعد ثمانية أشهر بسينغافورة، مضيفًا أن "ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي مع ايران في أيار/مايو الماضي، قال لعدد من قادة الدول الاخرى أن سياسة الضغوط اجبرت كيم على الجلوس على طاولة المفاوضات، وان سياسة مماثلة ستمّكن الولايات المتحدة من الحصول على "اتفاق أفضل" مع ايران".

التقرير نقل عن خبراء ومسؤولين سابقين شاركوا بمفاوضات مع ايران أنه سيكون من الصعب "استنساخ" نموذج كوريا الشمالية مع ايران، وذكر عددًا من الاسباب وراء ذلك ومن بينها وجود جماعات ممولة بشكل جيد وقوية مثل اللوبي الصهيوني في أميركا (ايبك)، حيث أن هذه الجماعات ستحشد ضد اي مبادرة دبلوماسية تجاه ايران.

"يو أس آي توداي"

بدورها، نشرت صحيفة "يو أس آي توداي" مقالة للكاتب السياسي جون غلاسر، اعتبر فيها ان ادارة ترامب تفتقد الى استراتيجية متماسكة حيال ايران.

وسخر الكاتب من النظرية التي تقول ان ادارة ترامب مهتمة بالديمقراطية أو حقوق الانسان في ايران، مشيراً الى دعمها "للنظام الاستبدادي في السعودية"، وشدد على ان نظام "الاستبداد" في السعودية "أسوأ بكثير من النظام في ايران"، كما قال إن السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن بمساعدة أميركا.

كذلك أردف الكاتب أن تهديدات ترامب لايران تفتقد الى المصداقية، والى أن أي هجوم عسكري اميركي على ايران سيؤدي الى حرب اقليمية ستكون أسوأ بكثير مما حصل مع الحرب الاميركية على العراق.

كما وصف الكاتب عداء إدارة ترامب تجاه ايران بأنه "لا عقلاني"، وقال إن الانسحاب من الاتفاق النووي وضع البيت الابيض بسياسة مواجهة، واعتبر النتيجة هي الحيرة والعداوة التي لا داعي لها، فضلاً عن خطر الانجرار الى حرب "مكلفة" اخرى في الشرق الاوسط.

أما مجلة "ذا أتلنتيك" فقد نشرت تقريراً حول الموضوع ذاته، معتبرة أن تهديد ترامب لإيران ليس جدّيًا، وان الحرب بين واشنطن وطهران ليست حتمية ابداً.

كما اعتبر التقرير أن رسالة ترامب الى ايران تذكّر بالتهديدات التي كان قد وجهها الى زعيم كوريا الشمالية ، وأشار الى ان ترامب وبعد ان وجه هذه التهديدات جلس مع كيم بسنغافورة.

كذلك حذّر التقرير من ان ايران يمكنها ان "تجعل الأمور صعبة" لترامب في المنطقة، لافتًا الى نفوذ ايران السياسي والثقافي في العراق.

وتابعت المجلة: "على الرغم من ان بعض الشخصيات في ادارة ترامب تريد الحرب مع ايران، فان ترامب نفسه من المعروف انه لا يحب المغامرات العسكرية، وموقفه هو المهم في النهاية".

"بلومبرغ"

موقع "بلومبرغ" من جهته نشر تقريرًا جاء فيه أن ترامب يسعى الى جرّ ايران الى طاولة المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق نووي جديد يحل مكان الاتفاق الذي انسحب منه.

ونقل التقرير عن المدعو مارك دوبوايتز، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" (مركز دراسات مقرب من كيان العدو) والذي سبق أن لعب دور المستشار لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أن "ما تحاول ادارة ترامب القيام به هو كسب الاوراق والبحث عن الفرص من اجل استخدام هذه الاوراق وزعزعة استقرار النظام الإيراني، حيث كلما كان هناك المزيد من الاوراق، كان هناك المزيد من الفرص من اجل التوصل الى اتفاق شامل على الشروط الاميركية".