اقرار دولي بان الحديدة خط احمر
ما كان لافتا ومحل اهتمام الاوساط الاعلامية والسياسية اقليميا ودوليا ما اعلن امس بصنعاء بان الرئيس اليمني المشاط سلم السفير الفرنسي رسالة الى الرئيس ماكرون يحمل فيها المجتمع الدولي مسؤولية استمرار التحالف السعودي في ارتكاب المجازر ضد الشعب اليمني ويحث الجانب الفرنسي على ضرورة دعم الجهود الدولية لتعزيز فرص السلام في اليمن، لكن تصريحات السفيرالفرنسي في صنعاء تدل على ان في رسالة الرئيس المشاط امور جدية اخرى اضطر معها السفير الفرنسي كريستيان تيستو بان يعلنها بالمكشوف بان بلاده ابلغت السعودية والامارات بان الحديدة تعتبر خطا احمر! وهذا ليس منة من احد لان ابناء اليمن وعبر صمودهم ومقاومتهم الاسطورية في الساحل الغربي اثبتوا ذلك عمليا على الارض بان الحديدة خط احمر و الفضل في ذلك هو اقرار الاعداء به.
وما نفهمه من فحوى رسالة الرئيس المشاط الى باريس هو في الواقع موجهة الى مجتمع الدولي وجميع دوله بان دول التحالف ومنها السعودية والامارات اللتين يواصلان عدوانهما العسكري ضد اليمن يعرقلان اي جهود سلمية لانهاء الازمة في هذا البلد، لذلك يتطلب من الجميع بذل الجهود وفرض الضغوط على هذين البلدين لانهاء احتلالهما لليمن ووقف العمليات العسكرية ضده. ان دول العدوان على اليمن تواصل تعنتها لرفض جهود المبعوث الدولي مارتن غريفيت لحل الازمة على امل ان تحقق طموحاتها عسكريا وتعيد اليمن الى المربع الاول كحديقة خلفية لها. لكن يبدو هؤلاء العربان الذين لم يقرأوا التاريخ ولم يستوعبوا الدروس منه ولم يتعظوا حتى من معركتهم الاخيرة في الساحل الغربي الذي لم يتجاوز مساحته الـ 40 كيلومتر مربع حيث عجزوا تماما حتى عن فتح ثغرة فيه وتحملوا ما تحملوا من الخسائر في العدة والعتاد.
لكن ما و مؤكد ان حماقة السعوديين والاماراتيين تطغى عليهم لجهلهم بالشعب اليمني وارادته القوية في لفظ المحتل وعدم الانصياع له وهذا ما بدأ واضحا حتى في المدن الجنوبية التي رضخت بداية على انها ان هذا القوات تريد مساعدة اليمن وانقاذه لكنها سرعان ما تبدلت الى قوات احتلال وبدأت تفرض نفسها وتبعد ابناء المدن عن ادارة المؤسسات وهذا بدأ من تحرك ابناء الجنوب لاستعادة عزتهم وكرامتهم وهذا ما حدث في سقطرى واخيرا في المهرة حيث استطاع ابناؤها ابعاد قوات الاحتلال عن مراكز المؤسسات الحكومية في المدينتين وهذه الظاهرة ستنتقل تدريجيا الى المدن الجنوبية الاخرى التي لم تشهد في ظل هذا الاحتلال حتى حالة الاستقرار او الهدوء ناهيك عن الفوضى والاغتيالات التي تحدث فيها، عكس ما هو حاصل من هدوء واستقرار في المدن اليمنية التي هي تحت سيطرة حكومة انصار الله.
ومع كل ما تشهد اليمن من شمالها الى جنوبها من حرب ظالمة ومدمرة تنذر بالكوارث الا أن شعبها مازال صامدا محتسبا الى الله بان النصر سيكون حليفه لانه يدافع بشرف وعز عن وطنه واستقلاله وعرضه وان على الامم المتحدة، ان كانت صادقة وجادة لحل هذه الازمة ان تأخذ جميع الامور بنظر الاعتبار خاصة المطالب المحقة للشعب اليمن في الدفاع عن سيادته وارضه.