هل تطفي اصلاحات العبادي شعلة الاحتجاجات؟؟
علي الدمشقي
انطلقت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة العراقية، للمطالبة بتوفير الخدمات والظائف وتحسين الأوضاع الاقتصادية،والمعيشية لكنها تحولت إلى مظاهرات واسعة شملت محافظات أخرى.
شرارة الاحتجاجات الاولى انطلقت، يوم الأحد 8 يوليو/تموز، في قضاء المدينة، شمالي البصرة، عندما شارك مواطنون في وقفة احتجاجية للمطالبة بالوظائف أمام مقر إحدى الشركات النفطية العاملة في المنطقة، نتج عنه مواجهة مع قوات الأمن، أدت إلى مقتل أحد المحتجين وإصابة 4 آخرين.
وكان يوم الجمعة 13 يوليو، محطة مهمة في مسيرة الاحتجاجات، عندما انتقلت حمى المظاهرات الى المحافظات حيث اقتحم مئات العراقيين مطار النجف الاشرف وأوقفوا حركة الملاحة الجوية قبل أن تعود بنسبة كبيرة في نهاية اليوم، رغم إعلان بعض الدول إيقاف رحلاتها الجوية إلى أجل غير مسمى.
الحكومة العراقية متمثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي تحركت منذ اللحظة الاولى لبدأ الاحتجاجات في محاولة منها لاستيعاب واحتواء هذه التظاهرات والتي بدأت بالتوسع والانتقال الى عدة محافظات اخرى بالاضافة الى حدوث خسائر في الارواح وسقوط قتلى مدنيين بالاضافة الى جرحى من المحتجين والقوات الامنية، فالاخيرة اكدت وجود مجاميع مندسة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة.
بداية خطوات العبادي لاستيعاد المظاهرات ...
اولى خطوات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو التوجه الى محافظة البصرة ولقائه بوجهاء وشيوخ عشائرها، حيث اصدر بيانا وجّه فيه بـ"توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وإطلاق تخصيصات مالية إلى محافظة البصرة بقيمة 3,5 تريليون دينار فورا (حوالى ثلاثة مليارات دولار").
كما اطلق العبادي بحسب البيان " تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".
العبادي يصدر عدداً من القرارات تخص محافظة ذي قار ...
واستكمالاً لخطواته الاصلاحية لاستيعاب الاحتجاجات عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اجتماعا موسعا مع شيوخ ووجهاء وحكومة ذي قار المحلية للاستماع لمطالب المحافظة، فيما وجه بتنفيذ مجموعة من القرارات بينها اطلاق التعيينات لدرجات حركة الملاك ودفع حصة المحافظة من البترودولار.
وقال العبادي في بيان نقله مكتبه الاعلامي خلال لقائه بشيوخ ووجهاء محافظة ذي قار والحكومة المحلية للاستماع لمطالب المحافظة بحضور اعضاء خلية الازمة الخدمية والامنية، إن "الحكومة مع المطالب المحقة للمتظاهرين واننا شكلنا خلية ازمة لتلبيتها، واتخذنا العديد من القرارات بخصوصها"، مبينا أن "الحكومة حريصة على حل مشاكلها وان مهمة خلية الازمة ستكون رفع وتذليل العقبات لتقديم الخدمات وفرص العمل".
مشاريع اقتصادية خدمة لابناء وسكان المحافظة ...
وأوضح العبادي، "لدينا مشاريع قصيرة المدى آنية لتحسين الكهرباء والماء والصحة والتعليم والبلديات وهناك ايضا مشاريع متوسطة المدى تحتاج الى تعاقد وهناك مشاريع طويلة المدى واستراتيجية"، مشيرا الى أن "الحكومة تستمع لمطالب اهلنا وابنائنا وعشائرنا في ذي قار وتستجيب لها واذا كان هناك خطأ نتراجع عنه لان الجسم الحي هو من يقوم بردة فعل اما الجسم الميت فلا توجد ردة فعل له".
وتابع، "اننا سنستمع لكل صوت يريد تقديم الخدمات ويريد مصلحة البلد ولهذا علينا ان نتعاون معا وهناك 4 مفاصل اساسية نعمل عليها وهي الماء والكهرباء والصحة والمدارس فضلا عن الجوانب الاقتصادية".
ووجه العبادي، بحسب البيان، بـ "اطلاق التعيينات لدرجات حركة الملاك في محافظة ذي قار وتكلف وزارة المالية بتوفير الغطاء المالي في القطاعات المختلفة والمثبتة في وزارة المالية، اضافة الى دفع حصة المحافظة من البترودولار، ويعاد احتساب حصة محافظة ذي قار من الطاقة الكهربائية بموجب النسبة السكانية للمحافظة وتتولى وزارة الكهرباء العمل على تجهيز المحافظة بمحطات كهرباء متنقلة باسرع وقت ممكن".
استكمال مشاريع البنى التحتية في المحافظة ...
وأضاف، "تُكلف وزارة المالية بتخصيص المبالغ اللازمة لاكمال جسر النصر (ناصرية-بغداد) وطريق الفجر - البدير وطريق سماوة - ناصرية الدولي ( المقطع السادس) مع اعادة تأهيل جسر الناصرية الكونكريتي، وايضا اعادة العمل على اعادة الافواج الامنية الخاصة بمحافظة ذي قار وتكليف قيادة العمليات المشتركة بذلك لضمان حماية امن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، والمباشرة الفورية باكمال ماء الاصلاح وحل الاشكال القائم".
ووجه ايضا بأن "تقدم وزارة الصناعة والمعادن خطة تفصيلية لاعادة تأهيل وتشغيل المصانع المتوقفة لغرض معالجة نواقصها وحل اشكالات المدينة الصناعية في الناصرية بما يوفر آلاف الفرص من العمل المستدام، وتوفير التمويل اللازم لمشروع مجاري الشبكة في الناصرية والشطرة ومشروع ماء الناصرية رقم (1) /المرحلة الثانية وكذلك محطات المعالجة، واطلاق تمويل مناسب لدوائر الصحة لتأمين الادوية والمستلزمات الطبية الاساسية وايجاد حل سريع لاكمال المستشفى التركي ومستشفى الحوراء في الشطرة".
واشار العبادي الى أن "يتولى محافظ ذي قار تسمية خلية الازمة خلال 24 ساعة للتواصل مع غرفة العمليات التابعة لخلية الازمة الخدمية والامنية التي يرأسها السيد رئيس مجلس الوزراء والتواصل مع وجهاء المحافظة لايصال الاحتياجات بشكل مستمر، اضافة الى دراسة تأجيل تسديد قروض المزارعين لمدة سنتين بحسب خصوصية المشاريع التي تضررت نتيجة لظروف مناخية او ظروف ذات صلة بطبيعة النشاط او باعفاء تلك القروض من الفوائد"، اضافة الى حسم الاشكالات القائمة حول مشروع الملعب الاولمبي في الناصرية، وضمان الحصة المائية من نهري دجلة والفرات، وايضا تمويل المشاريع التي حققت نسب انجاز متقدمة لبناء المدارس".
العبادي الحكومة ماضية في توفير المتطلبات الخدمية ....
اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس، على ان الحكومة ماضية في توفير المتطلبات الخدمية لجميع المحافظات.
وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان، إن "رئيس الوزراء استقبل اليوم رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش، وجرى خلال اللقاء مناقشة الاوضاع العامة في البلد وملف الخدمات للمواطنين واعادة الاستقرار والدعم الاممي للعراق في جميع المجالات".
واضاف المكتب، أن "كوبيتش اشاد بإستجابة الحكومة لمطالب المواطنين وتحركاتها الجدية من خلال تشكيل خلية الازمة والتوجيهات والقرارات الصادرة"، مشيرا الى "استمرار دعم الامم المتحدة للعراق في مختلف المجالات".
ونقل المكتب عن العبادي، قوله، إن "الاستماع لمطالب شعبنا امر مهم جدا ونحن ماضون في توفير المتطلبات الخدمية لجميع المحافظات".
مستشار العبادي: المالية تسعى لتحويل المبالغ المخصصة للبصرة ...
من جانبه اعلن مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، ان وزارة المالية تعمل على تحويل المبالغ التي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي للبصرة بالسرعة الممكنة بالتنسيق مع حكومتها المحلية.
وقال صالح لوسائل اعلام، إن "تلك الأموال ستصرف على إنشاء المشاريع بالمحافظة وفق سلم الأولويات كإنشاء مشاريع لتحلية المياه إنتاج الطاقة وتوفير الخدمات بما يصب في مصلحة المواطن".
واعتبر صالح ان "حكومات البصرة المحلية المتعاقبة تتحمل الجزء الكبير في عدم توفير الخدمات لأبنائها على الرغم من الموازنات الكبيرة التي رصدت للمحافظة التي تعتبر من اهم المحافظات في العراق".
واعلن رئيس لجنة الرقابة المالية ومتابعة التخصيصات بمجلس محافظة البصرة احمد السليطي عن "حراك وصفه بالجدي تجريه الحكومة المحلية مع الامانة العامة لمجلس الوزراء ووزراتي التخطيط والمالية لتنفيذ وتفعيل القرارات التي خرجت بها الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء".
الصدر يدعو الى التوقف عن تشكيل الحكومة لحين الاستجابة لمطالب المحتجين ...
دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الذي فازت كتلته بالانتخابات العراقية في 12 مايو أيار، جميع الساسة العراقيين إلى التوقف عن جهود تشكيل الحكومة الجديدة لحين الاستجابة لكل مطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.
وقال الصدر على تويتر في أول تعليق علني له على الاضطرابات التي تجتاح الجنوب "على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة".
الصدر يؤكد لـ يان كوبيتش ضرورة تلبية مطالب المحتجين ..
هذا وشدد الصدر خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، على ضرورة تلبية مطالب المواطنين المشروعة، فيما أشاد كوبيتش، بالمواقف الوطنية والإنسانية للصدر.
وقال مكتب الصدر في بيان، ان "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استقبل، يان كوبيتش في منطقة الحنانة بمحافظة النجف"، مبينا انه "جرى خلال اللقاء مناقشة الوضع العام في البلاد وموضوع التظاهرات التي تشهدها عدد من المحافظات العراقية".
وشدد الصدر خلال اللقاء "على ضرورة تلبية مطالب المواطنين المشروعة في توفير الخدمات"، حاثاً منظمة الأمم المتحدة "على تكثيف جهودها من أجل دعم العراق واستقراره".
وتم مناقشة موضوع تشكيل الحكومة لتقوم بالإسراع في توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وتأمين العيش الحر الكريم لهم بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم.
من جانبه، أشاد كوبيتش بـ"المواقف الوطنية والإنسانية للصدر"، شاكراً إياه "لحسن الضيافة والترحيب".