"اسرائيل" وفقدان استراتيجية المواجهة
مهدي منصوري
اوجدت الطائرات والبالونات الورقية الحارقة السلاح الجديد للمقاومة الاسلامية الفلسطينية حالة من الارباك والقلق في الوسط الصهيوني بحيث ولهذه اللحظة لازالت تتملكهم الحيرة في كيفية الخلاص منها وهي التي تكلفهم كل يوم المزيد من الخسائر المادية. وقد وصل مسؤولو الكيان السياسي والعسكريون منهم الى طريق مسدود بحيث اصبحوا بين نارين كما يقولون فلا هم قادرون على كبح جماح او ايقاف اسلحة المقاومة المختلفة، ولاهم قادرون على شن هجوم على غزة لانهاء هذه المعاناة الكبيرة، لان لايمكن السير في هذين الطريقين لاثارهما السلبية والمدمرة.
وقد اعترف بالامس وزير الحرب الصهيوني ليبرمان من "ان تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق على غزة يتطلب اجماعا اسرائيليا" وهذا الامر لايمكن ان يحصل كما اشارت الى ذلك صحيفة "يديعوت احرونوت" التي عللت ذلك بتعددية الاحزاب والحركات والجماعات في اسرائيل مما يعكس ان القيام بمثل هذا الامر قد يكون صعب المنال.
وفي نفس السياق ومؤكدا الى ماذهب اليه ليبرمان قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي "يوسي ميلمان" "إن المستوى السياسي في "إسرائيل" ليس لديه أية رؤية مقابل استراتيجية "حماس"، باستثناء الحفاظ على الوضع الراهن"، وقد سيطرت حالة من الاحباط على "ميلمان" عندما قال لصحيفة "معاريف": "مقابل استراتيجية السير على حافة الهاوية الخاصة بحماس وجهودها الناجحة لاتخاذ تدابير ووضع قواعد لعبة جديدة، لا يوجد لدى المستويات السياسية في إسرائيل رؤية أو استراتيجية خاصة بها، سوى التكتيكات الدفاعية لاستعادة الهدوء والحفاظ على الوضع الراهن الذي كان سائداً قبل ثلاثة أشهر ونصف.
وفي الطرف المقابل فان المقاومة الاسلامية الفلسطينية عرفت كيف ان تضع الكيان في الموقف الصعب من خلال تصعيد نشاطاتها التي تركزت اكثر في الاراضي الفلسطينية، وعلى الحدود مع الكيان الغاصب من خلال مسيرات العودة التي لازالت مستمرة ولا سبوعها السابع عشر مما شكلت كابوسا جاثما على صدر الاسرائيليين الذين عجزوا عن كبح جماحها او ايقافها والتي اصبحت مسلسلا اسبوعيا وهي اخذة بالاتساع.
اذن وفي ظل هذه الاوضاع فان الكيان الصهيوني امام خيار واحد ألا وهو ان يعترف بهزيمته امام العالم وان يتنازل صاغرا من اجل الاستجابة للمطالب الحقة التي تطرحها المقاومة الاسلامية الفلسطينية او عليه ان يتجرع الالام والمعاناة التي لايمكن ان تنتهي في ساعات او ايام.