مجلس التعاون بمهب الريح وترامب يحلب على طريقته!
وسط إشادة واسعة من سياسيين وإعلاميين سعوديين وإماراتيين، بالاجتماع الأول بما يسمى مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، سادت حالة من الترقب لمصير مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبره البعض توفي بالفعل باعلان المجلس السعودي الإماراتي الجديد.
و أعلنت السعودية والإمارات التي تقودان حربا على اليمن عن «رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا»، عبر 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا، من خلال ما يسمى بـ «استراتيجية العزم». وتتضمن الرؤية 3 محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري.
في شكل مفاجئ وكما درجت العادة، حطّ ولي عهد أبوظبي، في مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة السعودية، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي، واختار الحليفان مناسبة دخول قرارهما المشترك، مقاطعة قطر، لعقد اجتماع أحيط بتغطية إعلامية واسعة.
ويذهب مراقبون أن الأسوأ الذي يواجهه مجلس التعاون هو أن ينشطر بشكل كامل ودائم، بحيث تذهب ثلاث دول هي السعودية والإمارات والبحرين في جانب، وثلاث أخرى هي قطر والكويت وعمان في جانب آخر
وفي السياق نفسه نبهت امريكا التي تربطها علاقات استراتيجية مشتركة مع قادة الخليج الفارسي في وقت سابق عبر وزير خارجيتها الأميركي ريكس تيلرسون من خطورة تفكك حلفائه في مجلس التعاون في الـ 22 من الشهر الماضي مشيراً إلى ضرورة أن يبقى مجلس التعاون الخليجي موحدا.
وبالتوازي حذر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وقال: في سياق الازمة الخليجية إن انهيار مجلس التعاون الخليجي هو انهيار لـ"آخر معاقل التعاون".
و المقلب الاخر دعت البحرين إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون عبر وزير خارجيتها، خالد بن أحمد آل خليفة، قائلاً: إن "الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون هي تجميد عضوية قطر في المجلس حتى تحكم عقلها وتتجاوب مع مطالب دولنا وإلا فنحن بخير بخروجها من المجلس".
مستقبل مجلس التعاون الخليجي في عاصفة التغريدات
في وجهة نظر تبناها الكاتب المصري «جمال سلطان»، الذي اعتبر المجلس الجديد، خطوة نحو إنهاء دور مجلس التعاون الخليجي، الذي بات بلا دور منذ الأزمة الخليجية منتصف العام الماضي.
وقال «سلطان» في تغريدة له: «رحم الله مجلس التعاون الخليجي.. كان فكرة جميلة وواعدة.. لكن تجارب الحياة علمتنا أن الأفكار الجميلة والواعدة لا تعيش طويلا في بلاد العرب».
كما تساءل الكاتب الصحفي اليمني «عباس الضالعي»: «إعلان السعودية والإمارات استراتيجية الحزم والعزم وإنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي وتوقيع اتفاقيات في مجالات واسعة.. هل هو مؤشر لإعلان وفاة مجلس التعاون الخليجي؟».
وأضاف المحامي الدولي «محمود رفعت»: «مات مجلس التعاون الخليجي منذ سنة ونصف واليوم كان دفنه (..) الكيان الجديد سيمزق الخليج الفارسي أكثر مما هو ممزق».
وتأسف «مشعل الروقي»، قائلا: «كان للعرب كيان يسمى مجلس الجامعة العربية ثم توفى.. ثم ورثه كيان آخر هو مجلس التعاون الخليجي.. ثم توفي فذهبت تركته إلى مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
35 عاما من التعاون الخليجي
بحسب متابعين ما حققه المجلس من جملة الاهداف التي تم تأسيسه من أجلها وخلال عمره الذي قارب 35 عاما هو التامر على بعضه البعض وهو ما أكدته الأزمة الخليجية الراهنة الذي عجز قادة مجلس عن حلها وراّب الصدع مع جارتهم قطر.
ما عاد لمجلس التعاون الخليجي سوى الاسم، وأمين عام يطلق التصريحات فضفاضه، لحساب قناة تنسيق مباشرة بين المحمدين تمسك بالمشهدين السياسي والاقتصادي في المنطقة، بانتظار إعلان انفراط عقد المجلس بصورة رسمية.
وتعصف بالخليج الفارسي أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران 2017، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
ولم تفلح الوساطة الكويتية، في تقريب وجهات النظر أو حلحلة الأزمة حتى الآن.
وتشكل أزمة الخليج (الفارسي) الراهنة أكبر تهديد لـ«مجلس التعاون الخليجي» منذ تأسيسه عام 1981، حيث لم يسبق أن شهدت المنطقة أزمة سياسية بهذا الحجم والعمق.
العالم