تحرك طهران سيهزم اميركا عالميا
من حسن حظ الشعب الايراني ومحور المقاومة بالاخص الشعب الفلسطيني ان يتسلل رجل احمق ومتهور كترامب الى البيت الابيض ليكشف عن حقيقة اميركا وماهيتها الدفينة دون رتوش لكن في المقابل من سوء حظ الشعب الاميركي والدول المتحالفة مع اميركا من انها ابتليت برجل لا يعرف الثبات والمبادئ في موقعه ولا يمتلك استراتيجية واضحة في سياسته بل انه ابن اللحظة يتصرف كيف مايشاء وعلى طريقته البلطجية للاستحواذ على العالم وبتصور واه ان يستطيع اعادة امجاد اميركا البائسة الى سابق عهدها وتكون صاحبة القطب الاحادي الذي يقود العالم.
ما كان لهذا الغبي الذي حلم بانه ماض في مشروعه الخيالي لقيادة العالم ان يخلق هذا الحجم الهائل من الاعداء ضده حين فتح معركته التجارية مع الصين والاتحاد الاوروبي وتخاصم مع روسيا واوكرانيا وجزيرة القرم واتخاذ سلسلة من العقوبات ضد روسيا وخروجة من الاتفاق النووي الذي هو اتفاق دولي كان له مردودا سلبيا على نطاق العالم بانه لايمكن من الان فصاعدا الوثوق بمثل هذه الدولة وحتى وان مجلس الامن والامم المتحدة تصادق على ذلك.
الرئيس ترامب اصبح اليوم معزولا وضعيفا وهذا ما ظهر في قمة هلسنكي كان منزوع الاوراق ولا يمتلك ما يطرحه على الطاولة في حين كان الرئيس بوتين قويا يمتلك من الاوراق ما يهدد نفوذ الولايات المتحدة واوراسيا واوروبا من خلال حذف الدولار والتعامل بالعملات المحلية، اضافة الى دورها الرئيسي في معاهدة شنغهاي وما سيكون لهذا الحلف من دور مستقبلي في قيادة العالم.
فايران ومن خلال حنكة قيادتها الرشيدة وتحركها في اللحظة التاريخية المناسبة بابتعاثها للدكتور ولايتي الى موسكو وهو يحمل رسالة الامام الخامنئي للرئيس بوتين
قبل لقائه الرئيس ترامب له دلالات وابعاد كثيرة لتوضيح الحقائق والمواقف وليس توكيل احد للتفاوض عنها والهدف من كل ذلك رسم خارطة جديدة لادارة العالم كما حصل لمصير المنطقة بعد الرسالة الاولى للامام الخامنئي الى الرئيس الروسي بعد سنوات من تفجير الازمة السورية والتي انتهت بدخول روسية الى الساحة السورية بقوة.
فرسالة القيادة الايرانية الواضحة والشفافة في هذه الظروف الى القيادة الروسية ولاحقا الى القيادة الصينية قد ايقظت الاوروبيين من سياستهم بعد ان تصوروا ان طهران في وضع لايمكنها ان تستغني عن اوروبا لكن هذا التحرك المباغت كان مفاجئا لهم بان طهران لديها من الخيارات الكثيرة وكذلك تجاربها السابقة من خلال اكثر من اربعة عقود من الحصار الظالم والعقوبات الدولية لذلك يسهل عليها اليوم كثيرا ان تتخطى العقوبات الاميركية.
وبعد هذه الرسالة صحى الاوروبيون على انفسهم قبل ان يفوتهم القطار فارسلوا بعض الاشارات وبعض المحفزات الى طهران استعدادا لفتح صفحة جديدة ان كانوا صادقين في نواياهم.