kayhan.ir

رمز الخبر: 79101
تأريخ النشر : 2018July17 - 20:43

على من تعزف مزاميرك يا ترامب


مهدي منصوري

في الوقت الذي وصفه الاعلام الاميركي بالكذاب واورد الادلة الكافية من خلال تصريحاته المتناقضة، وفي الوقت الذي ضج فيه اصحاب القرار في البيت الابيض والشعب الاميركي من قراراته الاعتباطية بحيث وصلت فيه المطالبات الى رحيله لان ماء وجه اميركا قد اريق على سلوكيات لم يعهدها الاميركيون من رؤساهم من قبل.

واليوم الذي اصبح فيه ترامب معروفا بتناقضاته التي لاحد لها ولاحصر والتي وضعته في دائرة ضيقة جدا بحيث تفرق عنه اقرب المقربين منه في ادارة الحكم، وامتد الامر حتى الى الدول التي كانت متحالفة معه بشنه الحرب الكلامية من جانب واصدار القرارات غير الصائبة والواقعية ارضاء لعنجهيته، وقد اشار ترامب بنفسه الى هذا الامر وقبل لقاء هلسنكي من ان حالة التوتر مع الروس كانت بسبب تعنته وقراراته الخاطئة.

ولو اردنا ان نخوض في التعريف قد لاتسعنا اسطر هذا المقال، اما المهم في الامر هو ما صرح به بالامس وفي المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع بوتين وبعد انعقاد القمة من ان "ايران سرقت انتصار الولايات المتحدة على الارهاب"، والذي اثار بدوره استهجان الجميع لانه غاير الحقيقة القائمة والتي عرفها ويعرفها ليس فقط العالم، بل حتى ترامب نفسه، لان وعند مراجعة بسيطة ونظرة الى الوراء نجد ان اصحاب القرار الاميركي من مسؤولين كبار وقادة عسكريين اميركيين قد اكدوا ان الارهاب هو صناعتهم وبامتياز كما جاء على لسان كلينتون وغيرها، والعالم ادرك ايضا ان واشنطن التي شكلت تحالفها العسكري ليس لمحاربة داعش الارهابي بل لايجاد وتوفير لاجواء المناسبة له من اجل ان لا ينهار لكي يحقق اهداف واشنطن وحلفائها الاقليمي في المنطقة، وقد بذلت محاولات حثيثة في هذا المجال بتقديم المساعدات المختلفة وعلى جميع الصعد من اجل ذلك بحيث وصل الامر ان يستهدف طيرانها الغاشم القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي من اجل عرقلة قيامها بعملية عسكرية ضد "داعش" الارهابي، وتكرر هذا العمل لعدة مرات ومن ثم انسحب على القوات السورية ايضا ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل ان طيران تحالف واشنطن اخذ ينقذ الارهابيين حينما يقعون في كمين او تطالهم صواريخ الجيش وذلك بنقلهم من مكان لآخر لكي يحفظوا سلامتهم وامنهم ليستمروا في تنفيذ ما يؤمرون به من قبل اميركا والداعمين لها.

وقد اكدت التقارير الاستخبارية خاصة من بعض القيادات العسكرية الاميركية ان قوات التحالف لم تستهدف داعش في كل من العراق وسوريا، اذن كيف ياتي اليوم ترامب وعلى مرأى ومسمع ان يتبجح ويعلن ومن دون حياء ان ايران سرقت انتصاراتهم على الارهاب؟. وهو يدرك ان الشواهد والادلة الكثيرة الواضحة والشفافة وهو ماعرفه العالم اجمع ان طهران قد قدمت مايمكن تقديمه سواء كان في العراق او سوريا من دعم استشاري عسكري ولوجستي من اجل هزيمة الارهاب وقراءة الفاتحة عليه، وقد كان لايران ذلك وبالدليل القاطع وهو ما يشهد به العراقيون والسوريون من ان لولا الدعم الايرني لم يستطيعوا هزيمة الارهاب.

اذن والحديث الى ترامب المحتل عقليا فعلى من تعزف مزاميرك الكاذبة ومن يصغي او يسمع لها وان بادعائك المزيف للحقيقة والواقع تريد ان تضحك على من على نفسك وانت لا تدري ام على الذين يعايشون الحقائق باللحظات والدقائق ويرونها رأي العين.

وطبيعي ان يخرج منك هذا التصريح لان تنظر بعين عوراء ولاتستطيع ان تفتح عينيك لكي لاتصطدم بالحقيقة المرة والقاسية والتي لا يمكن ان تغطيها بغربال.