ضابط اميركي: الضغط الاميركي على الشعب الايراني يعطي نتائج عكسية
طهران- كيهان العربي: اقر ضابط سابق في الـ "سي اي ايه" بان ضغوط اميركا على الشعب الايراني اعطت نتائج عكسية وتسببت في تثبيت مكانة الجمهورية الاسلامية بين الشعوب.
فلسنوات غيرت اميركا عن طريق الضغوط السياسية والاقتصادية سلوك الكثير من الحكومات حسب رغباتها ومصالحها. وفي كل مرة لا تعطي التهديدات ثمارها يعمد رجال الدولة الاميركية الى تنفيذ انقلاب او عمل ارهابي وحتى الدخول في حرب لتغيير سلوك الحكومات. ولكن يمكن القول بجرأة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت خلال اربعين عاما امام الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية ولم تتراجع قيد انملة.
فالكثير في اميركا يقرون بان الجمهورية الاسلامية الايرانية كنظام اداري يمتاز بموقع شعبي بسابقة تاريخية وثقافية ايرانية اسلامية تعود لالاف السنين، لا تخضع للضغوط ابدا. ولطالما اقر مسؤولون اميركيون لهم قليل الاطلاع بتاريخ ايران بهذه الحقيقة. ففي عام 2013 صرح مسؤول اميركي رفيع (خلال حكومة اوباما) وفي اشارة الى فشل العقوبات، قائلا بصراحة: "ان ايران لا تستسلم مطلقا امام الضغوط".
فقد كتب "فيليب جرالدي" الضابط السابق في قسم مكافحة الارهاب في "السي آي ايه"، في تقرير الثلاثاء الماضي حول "برنامج المحافظين الجدد باميركا لمعاقبة ايران" قائلا: "من الواضح ان ما يحاول ترامب فعله هو فرض ضغوط على الشعب الايراني لتغيير الحكومة، ستراتيجية تهدف لتغيير النظام. فحلم التحول السريع في الحكومات، مشروع خيالي لا يرى الدعم الا في محافل المحافظين الجدد ومؤيدي اسرائيل في واشنطن".
ووصف المسؤول الاميركي سياسة ترامب ومستشاريه بالتكتيك الخاطئ، قائلا: "ان المضي بهذه السياسة تفضي الى تعزيز مكانة الحكومة الايرانية. والغريب في الامر هو البيت الابيض لا علم له بهذه الحقيقة بان ايران ليست العراق ولا ليبيا. فهي ذات هوية وطنية راسخة بعمق التاريخ، مما يجعلها تقاوم امام ضغوط القوى الخارجية ومنها "زعيمة العالم الحر" اي اميركا."
واضاف: "ان تيار المحافظين الجدد والداعم لاسرائيل والذين بيدهم مقود ترامب، يضغطون على الازرار الخاطئة، فهم يمارسون العقوبات المتعددة لزعزعة الاقتصاد الايراني وخلق حالة من الخلاف داخل هذا البلد ليثوروا الناس للشارع". وقال: "ان المجموعات الداعمة للكيان الصهيوني ومنها لوبي الدفاع عن الديمقراطية (اف دي دي) قد انتهجوا برنامجا ضد "لجنة تنفيذ فرمان الامام". فيما لا تمثل اللجنة سوى لجنة خيرية، فلها دور في المشاريع الاجتماعية واسكان الفقراء في القرى، وتعزيز مكانة المرأة، وبناء المدارس وتقديم خدمات صحية. ففرض عقوبات من قبل اميركا على هذه اللجنة ومؤسسات مشابهة لها، لا يؤثر سوى على الفئات الضعيفة في المجتمع الايراني، وذلك بخلق حالة من نقص الادوية والمواد الغذائية."