غزة قلعة حصينة لن تسقط
لم يعهد او يتوقع ليس فقط الكيان الصهيوني بل حتى الداعمين له خاصة اميركا من ان يكون الاسلوب الرادع للمقاومة وبهذه الصورة المكثفة والسريعة، اذ وبعد ان اعتدى هذا الكيان الغاصب على بعض مواقعها حتى امطرت مستوطناته بعشرات القذائف الصاروخية ومن دون اي تأخير مما يفرض على كيان العدو الغاصب ان يحسب بعد اليوم الف حساب قبل ان يفكر بارتكاب عدوان غادر.
واعتبرت اوساط اعلامية وسياسية رد المقاومة السريع بانه تطور لافت بمواجهة العدو الصهيوني، بحيث فرض على جيش الاحتلال ان يطلب من مستوطنيه ان يلجأوا الى الملاجئ لحماية انفسهم، وان ارسال هذا السيل من الصواريخ وبهذه السرعة اعتبرت رسالة صريحة من المقاومة للعدو من انها لن تسمح له بعد اليوم بتغيير المعادلة او فرض واقع جديد من خلال تصعيد اعتداءاته ضد قطاع غزة ومحذرة بنفس الوقت ان على العدو ان يدرك انه لا يمكن له ان ينفرد بقصف الشعب الفلسطيني وقتله، ولابد ان ينال مستوطنيه اشد انواع الالم والمعاناة بالموازاة مع العدوان.
اذن لابد من القول ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية قد بلغت حدا من انها لن تنتظر المبادرات او المحادثات التحذيرية والتي لم ولن توصلهم الى نتيجة تذكر، بل تجعل الكيان الصهيوني ان يتمادى اكثر في عدوانه، وان لديها من القدرات والامكانيات التي تسمح لها بالرد السريع والقاسي، والذي لم يتخذ لونا او شكلا واحدا بل انه يتطور وبصورة متسارعة مما وضعت الجيش الصهيوني في حالة من العجز الكبير من المواجهة ، وكما هو اليوم الذي يعيش فيه مستوطنيه المجرمين في حالة من الخوف والهلع من الطائرات والبالونات الحارقة، بحيث اعلن وفي اكثر من مناسبة، بل وصل فيه القادة العسكريون الصهاينة الى التصريح من انهم عاجزون من صدها او الوقوف في وجهها بحيث اوقع هذا الامر حالة من الخلاف الحاد بين الشاباك الصهيوني من جانب وبين ليبرمان ونتنياهو من جانب آخر.
واللافت ايضا فان الرد السريع من المقاومة على العدوان قد ترك اثره المباشر على الاعلام الصهيوني الذي حيا صمود ابناء غزة وصلابة موقفهم كما جاء في مقال لصحيفة هارتس تحت عنوان "يجب أن نقدم التحية لغزة" كتبه "جدعون ليفي" تحدث فيه عما يتعرض له الفلسطينيون، وماذا تبقى لهم من خيارات حيال مايجري من أوضاع إنسانية صعبة، وقال ليفي "يجب أيضاً أن نُعجب بنضال غزة هنا في "إسرائيل"، يجب على الناس القلائل المتبقين هنا أن يشكروا الروح القوية التي لم تتراجع، سقطت روح الضفة الغربية بعد فشل الانتفاضة الثانية، وبالمثل أيضاً روح معسكر السلام في "إسرائيل" الذي تحطم و لم يبق منه شيء، وفقط روح قوية واحدة مصرة على نضالها، غزة لا تزال تحاول التنفس".
اذن فعلى الكيان الصهيوني اليوم وبعد هذا التطور النوعي في ردع المقاومة ان يدرك ان اساليبه ومهما تعددت واختلفت ورغم قساوتها لايمكن ان تردع او تخضع الشعب الفلسطيني بل انها ستدفع به وبقوة الى الاستمرار في المواجهة حتى تحقيق النصر واستعادة حقوقه المغتصبة.
وتوعدت المقاومة الفلسطينية الاسلامية وعلى لسان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاحتلال "الإسرائيلي" من أن دماء الأطفال الطاهرة التي سالت في الكتيبة وسط مدينة غزة بالأمس لن تذهب هدراً وان الاحتلال لن يفلت من العقاب على يد المقاومة الفلسطينية، وان "غزة قلعة ولن تسقط وسفينة رغم كل الأمواج لن تغرق وستمضي لترسوا في ارض فلسطين.