المرجعية الدينية العليا تعلن تضامنها مع مطالب متظاهري البصرة وتؤكد الحفاظ على سلميتها
المالكي يؤكد دعمه للتظاهرات السلمية في البصرة ويحذر من الانجرار الى صدامات يشعلها المغرضون والمندسون
*العبادي يصل الى محافظة البصرة ويجتمع بالقيادات الأمنية
الخزعلي : المطلوب إستثمار خطبة المرجعية والإلتزام بها فيما يتعلق بسلمية التظاهرات
*قيادي الفتح: نسعى للتحالف مع دولة القانون ولا مشكلة مع سائرون
*عصائب أهل الحق : نرفض وجود قوات الناتو في العراق
كربلاء المقدسة – وكالات: أعلن ممثل المرجعية الدينية في كربلاء الشيخ عبدالمهدي الكربلائي امس عن تضامنه مع مطالب المتظاهرين في محافظة البصرة، منتقداً تقصير الجهات الحكومية سابقا ولاحقاً في تحسين أوضاعهم .
وقال في خطبة الجمعة أمس في الصحن الحسيني بكربلاء :" نشهد هذه الايام في محافظة البصرة العزيزة وفي بعض المناطق الاخرى احتجاجات شعبية تعبر عن مطالب الكثير من المواطنين الذين يعانون من النقص الحاد في الخدمات العامة كقلة ساعات التجهيز بالكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية، فضلا عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالامراض الصعبة في المحافظة ".
وأضاف الكربلائي :" لايسعنا الا التضامن مع اعزائنا المواطنين في مطالبهم الحقة مستشعرين معاناتهم الكبيرة ومقدرين أوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقا ولاحقاً في تحسين الاوضاع وتقديم الخدمات لهم، بالرغم من وفرة الامكانات المالية، حيث انهم لو انهم احسنوا توظيفها واستعانوا بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيداً عن المحاصصات والمحسوبيات ووقفوا في وجه الفساد من اية جهة او حزب او كتلة لما اصبحت الاوضاع مأساوية كما نشهدها اليوم ".
وبين :" ان محافظة البصرة الفيحاء هي الاولى في رفد البلد بالموارد المالية وهي الاولى في عدد الشهداء والجرحى الذين قدمتهم في معركة الدفاع ضد عصابات داعش الارهابية، ولاتزال تمتلء شوارعها وأزقتها بصور آلاف الشهداء الذين بذلوا ارواحهم في سبيل انقاذ العراق وحماية أهله ومقدساته، فليس من الانصاف ولا من المقبول أبداً ان تكون هذه المحافظة المعطاء من اكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً، يعاني الكثير من اهلها شظف العيش وقلة الخدمات العامة وانتشار الامراض والأوبئة، ولايجد معظم أبنائها فرصا للعمل بما يناسب امكاناتهم ومؤهلاتهم ".
وأوضح الكربلائي :" ان المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين، والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة، ووضع برنامج واضح ومدروس لحل بقية المشاكل القائمة بوتيرة متصاعدة، ويتطلب ذلك اتباع سياسة حازمة وشديدة مع الفاسدين ومنع استحواذهم على موارد البلد بأساليبهم الملتوية، والاستعانة بالخبراء وأصحاب الكفاءات ومن لايجاملون على حساب الحقيقة للوصول الى حلول جذرية للأزمات الراهنة، بعيدا عن اختلاق الذرائع والمبررات لتحميل الاخرين مسؤولية ما جرى ويجري منذ سنوات طوال على أهل هذه المحافظة الكريمة من الأذى والمعاناة، فقد جرب اهلها مختلف الكتل السياسية في ادارة محافظتهم ولم يجدوا تقدما في اوضاعهم بل ازدادوا بؤساً ".
وتابع :" يرجى من المواطنين الكرام ان لاتبلغ فيهم النقمة من سوء الاوضاع اتباع اساليب غير سلمية وغير حضارية في التعبير عن احتجاجاتهم، وان لايسمحوا للبعض من غير المنضبطين او ذوي الاغراض الخاصة بالتعدي على مؤسسات الدولة والأموال العامة او الشركات العاملة بالتعاقد مع الحكومة العراقية، ولاسيما أن كل ضرر يصيبها سيعوض من اموال الشعب نفسه ".
من جهته اكد نائب رئيس الجمهورية ان محافظة البصرة وباقي محافظات البلاد تشهد حراكا وتظاهرات شعبية متواصلة للمطالبة بتحسين الخدمات وبسط الامن وتوفير الكهرباء ، وتحسين الحياة اليومية للمواطنين .
واعلن المالكي دعمه لتلك المطالَب و مشروعية التظاهر وفق الدستور ، واضاف اننا نضم صوتنا الى الصيحات الوطنية المخلصة الداعية الى توفير الحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب العراقي عموما وأبناء البصرة الحبيبة خصوصا ، تلك المحافظة التي عانت من الاهمال المتواصل وعدم الايفاء باستحقاقاتها ضمن الموازنة العامة وصرف حصة المحافظة من البترودولار ، مما ولد أزمة خانقة على صعيد الخدمات (الكهرباء والماء ) .
وفِي ظل هذه المعطيات ندعو الحكومة ووزاراتها المعنية ، والحكومة المحلية الى تشكيل خلية ازمة تتخذ القرارات الناجعة لعلاج الازمة المتفاقمة ، وتبادر الى توفير الضروريات التي من حق البصريين ان يطالبوا بها ، كما ندعو ابناء المحافظة المخلصين والقوات الامنية الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى صدامات يشعلها المغرضون والمندسون ، واننا على ثقة ان محاولات تخريب المنشآت الاقتصادية والنفطية هو عمل لا يقوم به الا المندسون والحاقدون على البصرة واهلها ، ونطالب شيوخ العشائر والقبائل ووجوه المحافظة الى المساهمة في مساعي التهدئة والتصالح واعادة الثقة بين ابناء المحافظة ، لان اعداء العراق مازالوا يتربصون به الدوائر .
من جانب اخر طالب الامين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي المتظاهرين في محافظة البصرة استثمار خطبة المرجعية الدينية بشأن الالتزام بالحفاظ على سلمية التظاهرات المتعلقة بتوفير الخدمات.
الخزعلي قال في تغريدة على تويتر"المطلوب الان استثمار خطبة المرجعية الدينية والالتزام بها في نفس الوقت، فمن الضروري ان تبقى المطاليب خدماتية والمحافظة على سلميتها، ولعل الله يجري على يد أهل البصرة الخير الى كل العراق وتنجح فيما فشل فيه الآخرون.
من جهته أكد القيادي في تحالف الفتح حسن شاكر عودة، سعي تحالفه إلى التحالف مع ائتلاف دولة القانون لما يمتلكه من مقاعد برلمانية، مشيرا إلى أن العلاقات مع سائرون لازالت قائمة ولا توجد أي مشكلة بين الطرفين.
وقال عودة ان "الفتح لم يجد أي شروط تعجيزية من قبل سائرون، بشأن تشكيل التحالفات، الا ان الفتح منفتح اكثر من باقي الكتل”، مبينا أن "تحالف الفتح قرر ضم ائتلاف دولة القانون التي تمتلك نحو 25 مقعداً، حيث لايستهان بمثل هذه المقاعد، مما دفع الفتح للاصرار على ان تكون دولة القانون معه في حلقة واحدة لتشكيل الكتلة الاكبر”.
وأضاف، أن "تحالف الفتح يسعى لانشاء تحالف خماسي، ينفتح على الاكراد والسنة والكتل الاخرى، من اجل ان يكون هناك فضاء وطني يتم خلاله تشكيل الحكومة المقبلة”.
وبين عودة، أن "سائرون كان لديهم رؤى بالانفتاح والتحالف مع النصر والحكمة والوطنية والفتح، ولكن الفتح يسعى لضم الجميع”، نافياً في الوقت ذاته "حدوث أي خلاف بين الفتح وسائرون، حيث لازالت هناك تفاهمات قائمة بين جميع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة”.
من جانب اخر أبدت حركة عصائب أهل الحق رفضها لوجود قوات حلف الناتو في العراق.
المتحدث بإسم الحركة نعيم العبودي أوضح أن وجود أية قوات عسكرية على أرض العراق يحتاج إلى تفويض برلماني ، وأضاف ان وجود هذه القوات يعّد انتهاكاً لسيادة العراق ، مشيراً إلى أن العراق ليس بحاجة لأية قوة فلديه جيش وشرطة وحشد شعبي ، يذكر أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أعلن موافقة الحلف على إنشاء بعثة غير قتالية في العراق بقيادة كندا لتدريب القوات العراقية.
من جانب اخر وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى محافظة البصرة قادما من بروكسل التي شارك فيها باجتماع التحالف الدولي ضد عصابات "داعش" الارهابية.
وذكر بيان لمكتبه امس الجمعة :"ان العبادي عقد اجتماعا مع القيادات الامنية والعسكرية في قيادة عمليات البصرة وأستمع لتقرير مفصل عن الاوضاع في المحافظة". ووجه العبادي بحل قضية عقود الحراس الامنيين المتعاقدين مع وزارة النفط والذين يعملون لحساب مديرية شرطة الطاقة في وزارة الداخلية لمساواتهم مع اقرانهم في الداخلية واعادة الضمان الاجتماعي وترتيب وضعهم القانوني .
وتشهد محافظة البصرة منذ أيام إحتجاجات شعبية غاضبة على سوء الخدمات وأزمة شحة المياه والكهرباء والبطالة.