ستبقى راية الحراك البحريني خفاقة
يعتقد حكام الجور والاضطهاد ان تغييب او ابعاد الرموز الاسلامية والوطنية عن ارض معركتهم الاساسية لنيل الحقوق وبسط العدل قد يرفع عنهم وجع الرأس او بالاحرى يتخلصون من الكابوس الذي كان جثم على صدورهم، ولكن التجربة الانسانية والاجتماعية قد اثبتت ان هذا الاسلوب قد فقد بريقه ولم يعد له التأثير على مصير الحراك الشعبي اينما كان رمزه لانه وبفضل الفضاء الواسع للاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي استطاعت ان تتجاوز كل العقبات والخطوط الحمراء وان يصل الصوت الثوري الهادر الى مقره ومن دون حواجز.
حكومة بني خليفة التي عجزت وفشلت فشلا ذريعا في احتواء الحراك الشعبي السلمي البحريني او محاولة اطفاء جذوته رغم كل الممارسات الاجرامية التي تعددت اشكالها والوانها، تتوهم بانها وبترحيلها للرمز الاسلامي والوطني آية الله الشيخ عيسى سلمان وبذريعة اكمال علاجه خارج البحرين قد تخلصت من عقبة كأداء في طريق تصفية ابطال الحراك الشعبي وهي مخطئه تماما، لان الشيخ عيسى سلمان يمثل المحرك الاساس في ثبات ابناء الحراك على موقفهم والاستماتة وسيبقى حتى تحقيق مطالبهم المشروعة التي منحها اياهم الدستور البحريني.
فمغادرة الرمز الوطني الاسلامي الشيخ عيسى قاسم ببدنه لايعني انه قد انقطع حبل التواصل مع مؤيديه ومريديه واتباعه، بل ان افكاره ورؤاه وتصوراته لازالت باقية في البحرين والتي بغيابه ستشكل خطا ثوريا جديدا يعتمده ابناء الثورة البحرينية، بالاضافة الى ذلك فان الشيخ عيسى قاسم وفي فترة علاجه التي لن تطول انشاء الله ستفتح امامه الافاق الواسعة لايصال مظلومية الشعب البحريني الى العالم اجمع بحرية من خلال التواصل مع المنظمات الانسانية والدولية وليكشف حقيقة ما يتعرض له هذا الشعب من مآسي ومعاناة لم يعهدها اي شعب بمنطقة الخليج الفارسي، وبذلك سيشكل هذا الامر ضغطا خارجيا قويا على حكومة بني خليفة من جانب وستكشف عورات اولئك الذين لايريدون ان يفهموا معنى احترام حقوق الانسان.
ان الشيخ عيسى قاسم الذي استطاع ان يرسم الطريق اللاحب لابناء الحراك الشعبي في البحرين سيبقى ذلك النور وذلك المعلم الواضح في قلوب ونفوس البحرينيين الذين ضحوا بما يملكون من اجل الحفاظ على حياته وان لا يمسه سوء وشر حكام بني خليفة، وسيعكس وبما لايقبل الشك ان تغييب الرموز الوطنية والاسلامية سواء في معتقلات وزنازين آل خليفة، او من هم خارج البحرين لن يؤثر في مسيرة الحراك الشعبي، بل انه سيزيدهم عزما واصرارا أكبر وأقوى على الاستمرار، خاصة وان ساحة الحراك ستفرز قيادات جديدة عاصرت الثورة وهي التي ستحمل الرآية التي حملها من قبلهم اولئك الابطال لتبقى خفاقة ولن تقع على الارض حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.