قلق صهيوني من انهيار الارهاب
مهدي منصوري
الامكانيات المادية واللوجستية التي قدمتها اميركا بالدرجة الاولى والكيان الصهيوني وبعض الدول الاقليمية وعلى راسها السعودية بالدرجة الثانية للارهاب والارهابيين لاجل ان يشكلوا دولتهم اللااسلامية لتكون حصنا ودرعا آمنا للكيان الغاصب لكي لا يصيبه اي ضرر وان يبقى امنا، لم تستطع ان تحقق هذا الهدف، بل جاءت النتائج عكسية تماما اذ ان الواقع اثبت ان هؤلاء المرتزقة والقتلة وغيرهم من المجرمين لم يتمكنوا ان يصمدوا امام الضربات القوية والمتلاحقة في كل من العراق من قبل واليوم في سوريا بحيث تمكنت القوات السورية ومعها القوى المتحالفة الاخرى من ان تدك مواقع الارهابيين الواحدة بعد الاخرى بحيث فرضت عليهم واقعا غير متوقع ومتصور ومزقتهم شر ممزق جعلتهم زرافات ووحدانا.
وبطبيعة الحال فان انهزام الارهاب وبهذه الصورة يشكل انهزاما كبيرا لكل المشاريع الاجرامية التي خطط لها في دوائر الاستخبارات المظلمة والتي ارادت ان تمزق البلدان وتفرق بين الشعوب لتشكل منها مجموعات ضعيفة وهزيلة لتستطيع السيطرة على ثرواتها وامكانياتها الهائلة سواء كانت البشرية أوالمادية.
وقد خلقت حالة الانهزام المخزي للارهاب صورة من الخوف والقلق لدى الدول الداعمة خاصة الكيان الصهيوني الذي حاول ابعاد الجيش السوري من الوصول الى الحدود الملاصقة له، ولكن النتائج على الارض اثبتت ان الجيش السوري والذي اصر على ملاحقة الارهاب وطرده من الاراضي السورية بصورة كاملة قد عكس تحرير المدن الواحدة بعد الاخرى والتي كان آخرهذه العمليات هو الوصول الى المعبر الحدودي النصيب الملاصق للاردن بعد ان تكبد الارهابيون المزيد من القتلى وطردهم من هذا الموقع الذي كان تحت سيطرتهم للسنوات الثلاث الماضية، فلذلك فان مثل هذه الامر قد شكل خوفا وقلقا كبيرا للكيان الصهيوني بحيث جاء رده الاهوج باستهداف قاعدة التنف السورية في حمص من اجل ان يخفف الضغط على الارهابيين او محاولة منه لعرقلة عمليات تقدم الجيش السوري، ولكن مثل هذه المحاولات البائسة لم تلق اي اهتمام ولن تثني عزم الجيش السوري والقوى المتحالفة معه من الاستمرار في مطاردة الارهاب المدعوم دوليا واقليميا حتى طرد آخر مرتزق من هذه الارض وتطهيرها من دنسهم، وبذلك يشكل انهزاما كبيرا لكل المخططات والمشاريع التي ارادت لسوريا ان تكون محمية تحت سيطرة اميركا واسرائيل.