kayhan.ir

رمز الخبر: 78555
تأريخ النشر : 2018July07 - 21:03
أشواق مهدي دومان

* سلام الله على الحوثي *



كأيّ متعامٍ عن الحقيقة والواقع يكيل كمّ الاتهامات للسيّد عبدالملك بن البدر الحوثي الذي أعاد اليمن ( برأيه ) للحطب والفانوس؛ فأجده يقول : سلام الله على عفّاش فأكمل الحديث :

نعم :

_ سلام الله على عفّاش ففي عهده كان ريف اليمن في مأرب وصنعاء والحديدة وتعز و...الخ من بقيّة المحافظات تنير بأضواء تنافس باريس، وقد فازت اليمن آنذاك في مجال الطاقة الكهربائية و إنارة الشّوارع وجاء الحوثي وطفي السّراج!

_ سلام الله على عفّاش ففي عهده : نافست اليمن الصّين في توسعة الطّرق و هدمت البيوت و عوّضت أصحابها ببيوت أفضل ؛ حتّى لا يموت المريض وهم ينقلونه في سيارته من شدّة الزّحام فالرّوح كانت لديه مقدّسة فجاء الحوثي فازدحمت الشّوارع وضاقت الطّرق !

_ سلام الله على عفّاش : في إقامة الجسور وتسهيل السّفر فالأماكن نفسها تشهد له بإصلاحها ولنرَ (مثلا ) طريق بني مطر أو نقيل سمارة ،أو طريق الحديدة الذي لازال من عهد الإمام (أحمد حميد الدّين ) لم يضف إليه بصمة عفّاشيّة، و المسافر عبر تلك الطرقات تدور به الأرض سبع دورات ولا يصل إلى إب أو تعز أو الحديدة إلا و يمرض أسبوعين من سهولة الطرق و إناراتها وسعتها حتى تتمنى أنك تزورها كلّ يوم فالسّيارة فيها تلعب كالخيل العربيّة في الصحراء !!

و إضافة إلى ذلك لا تزاحمك ناقلة شحن كبيرة ،و لا تعترضك حمّالة سيارات ،ولا ناقلة نفط وغاز فممنوع الاقتراب منها ففيها مادة سريعة الاشتعال ؛ ولهذا في عهد عفاش كنتُ أقضي أيامي كابن بطوطة يوم في صنعاء وآخر في إب وغيرها من جمال وراحة السّفر وسهولة الطرقات التي خرّبها الحوثي والذي ألزمني البيت وفرض عليّ الجلباب و أخرجني من وظيفتي و أقعدني في البيت أعجن و أخبز و منعني حتّى من فن الكتابة ، وقيادة السّيّارة !

و لنعد لسعة شوارع صنعاء وخاصة القديمة التي تتسابق السّيارات فيها من سعة الشّوارع و لا يتقاتل سائقو السيارات على من يمرّ الأول و من سعة الشّوارع أيضا لا تدخل سيارة إلا بخروج التي أمامها و إلا فحالتهن حال الضّرائر ، وهذا كلّه كأنموذج لطرق عاصمة اليمن وواجهتها.

أمّا التقدم العلمي والتّطور التّكنولوجي و التّنّافس ( في عهد عفّاش ) فحدّث و لاحرج: فزميلتي التي تجعل من الحمار فعلا مضارعا ، وتلغي علاقات التّوازي بين الزوايا في الهندسة لتحل ّمحلّها علاقات أخويّة ، و ترسم النّون بلا نقطة، و تكسر أنف المرفوع ، و تحمّض القلوي، وتقلوي الحمضي ، وتشرح قانون الجاذبيّة بأنّه رفع اللصوص بجاذبية المحسوبيّة و تسلّق الأقوى على كتف الأضعف لهي أقوى جاذبيّة يتم فيها خفض الشّرفاء مادام اللصّ يقول للحاكم الظّالم: سمعا وطاعة ؛ فأرى تلك المحظوظة و المرضي عنها و والدها تنجح بامتياز و تعطى منحة دراسية إلى الأردن و أمريكا لدراسة الطّب و أنا ( كأبي مغضوب علينا منهم ) أتخصّص (تربية) لأنّ الوالد لا يؤمن بشيئ اسمه وساطة ، فأرى مَن أبوها مداس لعفّاش تتخرّج طبيبة ( بقفل غثيمي ) فتقتل امرأة في عملية توليد ،أو تفتح قلب مريض و تعجز عن إيقاف نزيف دمه حتّى يموت ، وقد تلفّ الحبل السّري ( كخطأ طبّي لا يمحى بالكُركت ) حول المولود فيختنق وقد ولد حيا ، أو تعطيك دواء للقولون وأنت تشكو من غشاوة في البصر ،و قد تعطيك دواء للسّعال فلا ترى نفسك إلا طائرا مع مرزوق رفيق الأميرة ياقوت ...

وما أكثرها من حالات عرفناها في اليمن في أيام عفّاش ؛ وكالطّبيب المهندس والقائد العسكري وغيرهما في عهده لم يكن يعين في منصبه ولا يكون هناك إلا بكفاءة ولا يأخذ الشهادة إلا عن جدارة ولا تستخفّ به الدول فتشري له شهادات جامعية و يعود لليمن ( كالأطرش في الزّفّة ).

_ سلام الله على عفّاش ؛ لأنه حاكمني حين كنتُ أستغل ّمنصبي فأتلاعب بمصائر الشّعب و أسرق ما مرّ من أمام ناظري حتّى القطع الأثريّة وجدوها في منزلي حين كنتُ ذراعه الأيمن ؛ ثم ّأجد القضاء حرّا نزيها لتتمّ محاكمتي و ينفّذ القصاص فيّ خلال أسبوع و لم يشِب شعر المظلوم وهو في طريق المحاكم لا يجد من ينصفه!

_ سلام الله على عفاش ؛ ففي عهده لا سلاليّة و لا تغذية لها و أذكر حين قدّمت ملفي لألتحق بكليّة الطّيران و مررت بكلّ الامتحانات لذلك واجتزتها بجدارة لكن لأنّ لقبي : كبسي أو شريف أو...الخ ينزع ملفي من قائمة الناجحين ، ولا يقبل توظيفي في شركة النفط لأني دومان الذي أخذت دورات إنجليزي وكمبيوتر و معي شهادات من معاهد معترف بشهاداتها ؛ لكنّ اسم أبي النزيه الشّريف كان سبب عرقلتي ؛ فوالدي لم يكن ( يوما ) مداسا لعفاش وشركاه فقد أخرج ملفي من بين ملفات الطّلبة الذين منحوا كراسي للدراسة في أكاديمية شرطة دولة عربيّة و لأني ابن فلان بالذّات أُرجَع من مطار صنعاء ويسافر للدراسة ابن فلان وعلان من كانوا جنودا ليس لليمن ولكن لعفّاش وعائلته !

_ سلام الله على عفاش وعائلته الأحمرية بفروعها الثلاثة حين لم يكن في عهدهم مذهبيّة فالزّيدي لم يحرّض ضدّه حزب الإصلاح لدرجة تكفيره و تمجيسه حتّى يتمنّى أيّ عفّاشي وهو وجه الإخوان الآخر ، كلهم يتمنّون الموت لكل زيدي تحت عنوان :

لا حوثي بعد اليوم ؛و الحوثي كافر وجب قتله بعد أن وجب قتل الاشتراكي في عدن في حرب الانفصال ؛ في حين يغارون حين تقول : الموت لأمريكا و إسرائيل !

و لأجل تكميم من يصرخ ضدّ أمريكا جيّشوا جيوشهم وحاربوا الحوثي في صعدة كما حاربوا ( من قبل ) الجنوبي في عدن مع العلم أنّ الحوثي والجنوبيّ محتلون لليمن ؛ وأمّا السّفير الأمريكي يمني الجنسية ،وكذاك السّعودي؛ ولهذا حين كانت ثورة 2014 (على السّعودي الممثّل بعفّاش والأمريكي الممثّل بالإخوان المسلمين ) ثورة سحبت البساط من تحت أقدام أمريكا و خادمتها الأولى السّعوديةّ؛ ممّا أوجب استدعاء أهل البلاد الحقيقيين من البنغال والسنغال والسّودان ومصر والاردن وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات لطرد المحتل الحوثيّ من الوطن السعوصهيوإماراتيكي..

نعم استدعى المسوخ دول الاستكبار لإبقاء اليمن تحت عبودية أمريكا و إسرائيل وخدّامها بني سعود وبني زايد وعملائهم بني الأحمر وعملاء عملائهم من المرتزقة والخونة.

كلّه من أجل عيون أمريكا ..

فأيّ نقاش و أي سلام لخونة ومرتزقة ومؤيدي ومستدعيي عدوان عالمي على وطنهم ؟

وهل سلام لأمريكا و أزلامها بعد اليوم ؟

لا والله : لاسلام على محتل ولا سلام على عميل ولا خائن أرض الإيمان التي لم تكن للجانجويدي ولا الاماراتي ولا البلاك ووتري ولا غيرهم ولن تكون إلا لليمني من كل محافظة ومديرية والحوثيّ منهم وهو يمني أبا عن جدّ ولو كره المتعامون.

و لو كان الحوثي عميلا كمن سبقه لكانت اليمن في خبر كان ؛ و لهذا :

الموت لأمريكا ولمن والاها ،و سلام الله على الحوثي ورجاله الذين بفضلهم بعد الله تعيش في صنعاء في أمن وسلام وتجد فرصة تتكلم فيها بحرية وتتفوّه بحقدك غير المبرر على :

_الحوثيّ الذي لم يبع الغاز لكوريا وياخذ الثمن مقدما لعشرين سنة .

_الحوثي الذي لم يقص شريط اكتشاف آبار النّفط في مأرب ويصدره( فيما بعد) و يبيعه( باستغفال شعبه ) للخليج بثمن بخس وشعبه في أشدّ الحاجة .

_ الحوثي الذي لم يتاجر بالأرض والعرض ليسافر أهله ليعيشوا في رغد العيش في فنادق وشقق المعتدين .

_ الحوثي الذي لم يبن القصور ولم يأخذ التّباب والهضاب في شمال اليمن وجنوبه ويكتبها باسمه وعائلته بفروعها الثلاثة .

_ الحوثي الذي ما هرب لحضن المحتلّين ولم يستسلم في ساحات المعارك ولم يسلم المعسكرات لداعش، و لم يفخّخ المصلين في النّهدين ،و لم يفجّر بالجنود المتخرجين في السبعين ،و لم يقتل الأبرياء في العرضي .

_ الحوثي الذي لم يغتل مفكري اليمن وأساتذتها وأحرارها بدءا بالحمدي وانتهاء براجي حميد الدّين .

_ الحوثي الذي لم يقل : ليغتصب الجنجويدي أخواتي الخمس ولا يحكمني فلان !

_ الحوثي : الذي لم يتاجر بعسير و نجران وجيزان ويرسم الحدود مع السّعوديّة بأنّ تلك المناطق سعوديّة.

_ الحوثي الذي لم ينشئ القاعدة في التّسعينات ليضرب بها الاسلام و أهله مع العلم أنّ القاعدة هي المولود البكر للإرهاب والذي تطوّر لداعش المعترف بأمريكيتها باعتراف هيلاري كلينتون.

_ الحوثي الذي ماسلّم الحديدة و بذل لأجلها أغلى وأصدق رجاله من الصّمِّاط إلى أصغر جندي من جنوده الأبطال.

_ الحوثي الذي لم ينقل البنك إلى عدن ولم يحرق العملة في مأرب ولم يتآمر على رواتب الخلق .

_ الحوثي الذي لم يسلّم سقطرى للإمارات.

_ الحوثي الذي لم يغتصب رجاله بنات عدن وتعز والمخا والخوخة و...الخ.

_ الحوثي الذي لم ينتشر في عهده خطف الفتيات والأطفال في كلية الطِّب و غيرها و المتاجرة بهم لدول الجوار.

_ الحوثي الذي خمد نيران الفتن في يمن استهلكتها العمالة على مدى 37عاما وعمّ الفساد في البر والبحر والجو و أتى الحوثي ليصلح ما أفسده الدّهر.

_ الحوثي: الذي لم يقصف الأسماك والصّيّادين في المناطق السّاحليّة.

_ الحوثي : الذي لم يهرّب صفقات الشّروخ وهو أغلى أنواع الأسماك.

_الحوثي الذي قبل بعفّاش شريكا له (ضدّ العدوان) ولم يلتفت إليه كقاتل لأخيه مع أزلامه من بني الأحمر الإخوانجوهّابيّين الذين تفنّنوا بتعذيب أتباع الحوثي في السجون ولاحقوا خيرة رجالاتهم .

_الحوثي المرابط في ساحات الشّرف بكلّ إخلاص لا يريد منصبا ولا مالا ولا ملكا ؛ و كلّ مايريده هو الانتصار للمستضعفين، واستقلال وسيادة وطنه اليمن وانتزاع حرّيّتها من بين أنياب الاستكبار العالمي .

فسلام و ألف سلام الله على الحوثي ولكلّ مبغض للحوثي ولكل منافق خائن متعامٍ : لتمت بغيظك ؛فسلام الله لا يُهدى لخائن و إنّما السّلام على الانقياء ؛ و ما أنقى من الحوثي رجلا وشجاعا وليثا هصورا !