kayhan.ir

رمز الخبر: 78481
تأريخ النشر : 2018July06 - 23:19

هرمز ليست الورقة الوحيدة لقلب الطاولة


التهديدات الاميركية الفارغة التي اشعلت حرب النفط عندما سرحت في اوهامها واعلنت بانها "ستوصل صادرات ايران النفطية الى الصفر"، غير مدركة لقوة ايران وموقعها الاستراتيجي وكذلك لحجم هذه التهديدات وتداعياتها الخطيرة على العالم وعلى الداخل الاميركي بالذات. وفي حال حاولت اميركا تنفيذ تهديداتها عبر الضغط على الاوروبيين وغيرهم من شراء النفط الايراني فان طهران لم تقف مكتوفة الايدي سترد وبشكل مذهل وصاعق كما اعلنت القيادتين السياسية والعسكرية فيها برفع السقف الى اعلى حدوده "اما مضيق هرمز متاح للجميع او لا يستخدمه احد." وبالطبع هذه ليست الورقة الوحيدة بيد ايران لقلب الطاولة على اعدائها وجعلهم يندمون الى آخر العمر.

ايران وفي اول رد قالت كلمتها وبشكل غير مسبوق، صعقت واشنطن وحلفاءها بان يأخذوا رسالتها على محمل الجد بان هذا الممر المائي الذي يعبر منه 20% من نفط العالم و80% من صادرات الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، اما ان يكون مفتوحا امام الجميع او مغلقا امام الجميع. واذا ما حصل ذلك لا سمح الله ماذا ستكون تداعياته نتيجة لارتفاع اسعار البترول على العالم واميركا بالذات.

الرئيس ترامب الذي اتت به المؤسسة الاميركية للتعويض عن خسائرها عن طريق ابتزاز دول العالم وايران بالذات بتظاهره بالجنون وفقدانه لاستراتيجية واضحة، هو من البلاهة والحماقة لم يتعظ من سياسة اسلافه وتجربتهم المرة وهزيمتهم امام ايران وتصور بانه قادر لانتقام من ايران التي اطاحت بهيبة الولايات المتحدة الاميركية وكانت عاملا رئيسيا في هزيمتها من المنطقة. وهذا قدر اميركا امام ايران بانه هو الاخر كاسلافه سيهزم امامها وان اول تداعيات اشعال الحرب النفطية التي حركها سترتد عليه وعلى بلاده بقوة حين ترتفع اسعار البنزين وما ستؤول اليها الاوضاع الاقتصادية في اميركا وانعكاساته على الناخب الاميركي التي تفصله عن الانتخابات النصفية ستة اشهر فقط وماذا ستكون نتائجه على الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب.

وما كان مضحكا وسخيفا للغاية هو رد ترامب على اغلاق مضيق هرمز الذي هو امر في غاية السهولة فنيا بالنسبة لايران في حال نفذت اميركا بتهديداتها بانه قادر على منع ذلك عبر "تعاونه مع الحلفاء الاقليميين" الذين قال عنهم كرارا ومرارا بانهم اذا رفع الغطاء والدعم عنهم لم يستمروا في الحكم اسبوعا واحدا.

والامر الاخر الذي غاب عنه هو عجز الولايات المتحدة الاميركية على اختلاف اداراتها السابقة عن مواجهة ايران وهو يعلم بان بلاده ستكون الخاسر الاكبر في اية مواجهة محتملة لوجود اساطيلها في مياه الخليج الفارسي وقواعدها المنتشرة في دول المنطقة التي هي اهداف سهلة لايران وهذا ما يعلمه البنتاغون قبل غيره من خلال بعض المواجهات التي حدثت في مياه الخليج الفارسي مع البحرية الايرانية ومدى فعالية وحجم زوارقها المتطورة وكذلك عجز القطع البحرية الاميركية حتى عن اكتشاف الطائرات الايرانية التي حلقت فوقها او الزوارق التي وصلت اليها وتركت آثارا عليها.

من غباء الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الاوروبيين وغيرهم والاعراب الذيول انهم يجهلون القاموس الايراني ولم يستوعبوا بعد تفاني ابناء الشعب وتفاعلهم مع نظامهم خاصة في الشدائد وكذلك لم يطلعوا على ماهية النظام الاسلامي الذي ليس في قاموسه شيء اسمه طريق مسدود او استسلام او تهاون مع الاعداء مهما كانت قوتهم وشراستهم.

ايران الخبيرة في التعامل مع اميركا لا تعير اي اهمية لتهديداتها بل تعتبرها مجرد هراء وكلام فارغ كما قال الرئيس روحاني ولتفعل ذلك لترى نتيجة فعلها.